برلين(رويترز)الفجرنيوز:عادت جائزة نوبل للأدب هذا العام إلى ألمانيا بعد عشرة أعوام من حصول الكاتب الألماني الشهير غونتر غراس عليها. وتعد الأديبة والكاتبة الكبيرة صاحبة الصوت العالي للأقلية الرومانية في ألمانيا وشاهد عيان على المعاناة الشحصية والملاحقة السياسية وتعرض ابداعاتها الروائية للحظر قبل استقرارها في العاصمة برلين في عام 1987 .وتعكس مؤلفات الأديبة خبراتها الكبيرة في وصف مآسي وفظائع النظام الشيوعي بكل ما يحمله من انتهاك لحقوق الإنسان.وقالت هرتا مولر عقب فوزها بالجائزة انها وجدت نفسها مدفوعة للكتابة عن طريقة تمكن الحكام المستبدين من السيطرة على بلد ما نظرا لأنها نشأت في رومانيا الشيوعية. وأشادت الأكاديمية السويدية في وقت سابق اليوم بمولر لدى اعلان فوزها بالجائزة التي تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية (1.4 مليون دولار) وقالت انها "صورت من خلال تكثيف الشعر وصراحة النثر حياة المحرومين". ومن أشهر أعمال مولر التي ولدت في رومانيا من أصل ألماني "أرض أشجار البرقوق الخضراء" التي أهدتها لأصدقائها الذين قتلوا أثناء فترة حكم نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا التي استمرت نحو 20 عاما ورواية "الموعد" التي تحكي قصة امرأة كانت تحيك كتابات على بزات رجال متجهة الى ايطاليا تقول "تزوجني". وقالت مولر: "كتاباتي كانت دائما عن كيفية صعود الدكتاتورية. كيف يمكن أن يحدث وضع يسيطر فيه حفنة من الرجال الأقوياء على بلد فيختفي البلد ولا تبقى سوى الدولة". واضافت مولر: "أعتقد أن الأدب يظهر دائما من أشياء ألحقت الضرر بشخص ما وهناك نوع من الأدب حيث لا يختار الأدباء موضوعاتهم ولكن يتعاملون مع موضوع يلح عليهم .. لست الكاتبة الوحيدة في هذا الشأن". وأبلغت مولر الصحافيين في برلين انها كانت واثقة من انها لن تفوز بالجائزة ابدا. وقالت الكاتبة (56 عاما) "لست الفائزة .. انها كتبي وهي الاعمال المكتملة ولست أنا.. لست أنا شخصيا". ومضت تقول "ما زلت غير قادرة على تصديق ذلك. لم أتوقعها كنت واثقة انها لن تحدث. ما زلت غير قادرة على الحديث بشأنها. هذا مبكر جدا. أعتقد أنني في حاجة الى مزيد من الوقت لأستوعب ما حدث". وتعكس أعمالها المرهفة ذات النظرة الثاقبة القمع وقسوة الحياة تحت حكم تشاوشيسكو الذي أطيح به وأعدم عام 1989. وغادرت مولر رومانيا مع زوجها ريتشارد فاجنر عام 1987 وتعيش الآن في برلين. وقالت مولر: "هذا البلد أنقذني. عندما وصلت عام 1987 التقطت أنفاسي أخيرا... وعندما انهارت الدكتاتورية شعرت أنني لم أعد مهددة". واضافت: "أشعر بأني حرة الآن. الأشياء التي حدثت لم تمح من الذاكرة بل بقيت في رأسي. لدي رأس واحد.. وهو الذي أحمله.. وبداخله كل شيء وبه وصلت الى هذا البلد". وفي ردود الفعل قال عمدة برلين كلاوس فوفرايت إن مشاعر "المفاجأة والسعادة البالغة" اعترته لدى سماع نبأ فوز الأديبة التي تعيش في برلين بالجائزة. وأضاف: "أهنئ مواطنتنا هيرتا مولر باسم جميع سكان برلين على هذا النجاح المبهر الذي ربما يكون فاجأها هي الأخرى". وأكد عمدة برلين سعادته بحصول مولر على "أعلى تقدير في عالم الأدب" وذلك بعد حصولها على جائزة الأدب في برلين عام 2005. من جهة ثانية بعث لفيف من الأدباء الرومانيين برسائل تهنئة للأديبة الالمانية الجنسية الرومانية الاصل هرتا مولر. وقال أندري بليسو وهو فيلسوف و مؤرخ فني روماني "هيرتا مولر كانت دائما في نظري فائزة بجائزة نوبل ..لذا لا يسعني سوى الابتهاج لأن حدسي تأكد رسميا". وأضاف بليسو قائلا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "أنا معجب بذلك المزيج الذي تتمتع به هيرتا موللر من موهبة ومسؤولية إنسانية وسياسية وأيضا ذلك الحس الأخلاقي الذي تجده في أعمالها". وقال بليسو: "لقد ظل الرومانيون يشعرون بالحزن لسنوات لأن أديبا رومانيا واحدا لم يفز بنوبل ..الآن يمكن لجذوة حزنهم أن تهدأ".