لم يخطرعلى بال الأبله بوش الصغيرأن تكون الحفاوة والاستقبال الذي ينتظره في زيارته الوداعية لعملائه في المنطقة الخضراء, بهذا المستوى الفريد من نوعه, زوج من القذائف الصاروخية المصنّعة محليّا من نوع قندرة )حذاء( كادا أن يطيحا برأسه الأجوف. لكنهما أطاحا, في بثّ مباشر وأمام ملايين البشر, بما تبقى من سمعة وهيبة وكبرياء أمريكا في عراق الأبطال. ولا شكّ إن المجرم بوش الصغير, رغم بلادته وضحالة مستواه الثقافي والأخلاقي, سوف يتذكّر ما دام حيّا إن عراقيّا شهما وبطلا قذفه بفردتي حذاء جعلتاه, ومعه أمريكا وعظمتها الزائفة, إضحوكة أمام العالم, سوف يتناقلها العراقيون جيلا بعد جيل كواحدة من أروع وأجمل صفحات تاريخهم النضالي ضد الغزاة. بل إن فردتي حذاء البطل منتظرالزيدي دخلتا التاريخ من أوسع أبوابه وأرغمتا بوش الصغير على الخروج من البالب الخلفي للتاريخ مطأطأ الراس ذليلا مهزوما. بعد أن جاء الى بغداد المحتلّة ليعرض علينا, بلغته لكاذبة واسلوبه التهريجي الاحتفالي, قائمة إنجازاته الدموية وسلسلة جرائمه البشعة بحق شعبناالصابر ووطننا المُستباح. فكان له أبناء العراق بالمرصاد. ولو تجرأ بوش الصغير وخرج الى شوارع بغداد, وهو ما يُفترض به باعتباره محرّر البلاد كما يدّعي ثورالمنطقة الخضراء جلال الطلباني, لأنهالت على رأسه ملايين الأحذية العراقية العتيقة. ويبدو إن البطل منتظرالزيدي عبّر بشكل واعٍ ومقصود عن رغبة ملايين العراقيين العارمة في توديع أمريكا الشريرة ورئيسها القاتل بفردتي حذاء هما, بالنسبة للعراقي, الوسيلة الأكثر نجاعة في إهانة وإذلال وتحقير شخص, خصوصا إذا كان هذا الشخص في مقام"فخامة"جورج بوش الصغير. من المفترض أن تكون إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما قد إستلمت الرسالة "الحذائية" العميقة المغزى وهي ترى رئيسها المنتهية ولايته بوش المجرم يطأطأ راسه خائفا مرعوبا أمام حذاء عراقي. وعلى باراك أوباما أن يدرك جيدا إن الشعوب العربية والاسلامية, وعلى راٍسها الشعب العراقي الذي لم يتوقّف لحظة واحدة عن مقاومة ومقارعة الأمريكان المحتلّين, لا يمكن أن تسكت عن ضيم أو ترضى بجورأو ظلم مهما بلغ بطش وشدّة وقسوة الغزاة ومن نصّبتهم حكّاما منبوذين على البلاد والعباد. كما أن الشعوب التي لها تاريخ وسيرة ونضال الشعب العراقي, المشهود له في مقاومة ودحرالغزاة, قادرة على صنع العجائب والمعجزات بشكل فردي أو جماعي, بما فيه تحويل الأحذية العتيقة من مجرد مداسات عادية الى أسلحة فتاكة. لقد كان مشهد العميل نوري المالكي, في محاولته البائسة في الذودعن سيّده وربّ نعمته بوش الصغيرمن صولة الحذاء العراقي, مثيرا للشفقة والسخرية. وتأكيداعلى أن حكومة العملاء في بغداد ليست عاجزة عن حكم العراق وإدارته فق بل هي أعجز من أن تحمي نفسها وضيفها الغيرمبجّل من غضبة الشعب العراقي. وما تكالب ذئاب حماية العميل نوري المالكي على الصحفي البطل منتظرالزيدي الاّ تأكيدا قاطعا على أن هذه الحكومة ومن سبقها من حكومات عميلة هدفها الأول إذلال الشعب العراقي وترويضه لمصلحة أسيادها في واشنطن وطهران. لكنهم لم يعوا بعد حقيقة إن مصيرهم, عاجلا أم آجلا, سوف يكون أسوء ألف مرّة من مصير سيّدهم بوش الصغيرالذي حاول, بحركة جبانة مخجلة, تفادي فردتي حذاء البطل منتظرالزيدي. وإذا كان المجرم بوش محظوظا بسبب وجود حماية وحراس عراقيين وأمريكيين تمكّنوا بشكل من الأشكال من السيطرة على رجل واحد هو الصحافي الشهم منتظرالزيدي, وتلّقى"فخامة" بوش الأبله فردتي حذاء فقط, فان النهاية المزرية والمخزية التي تنتظرأركان حكومة المالكي الطائفية و بقية الزمرة القابعة في المنطقة الخضراء, سوف تكون أشدّ وأمرّ حيث لا يجدون لهم لا ناصر ولا معين. وسوف تنهال عليهم آلاف القنادر)الأحذية( التي بدأ العراقيون يخفونها في بيوتهم لساعة القصاص منهم. [email protected]