أكد خبير اقتصادي أن "جماعة الاخوان المسلمين في مصر تمتلك نهجا مهنيا للغاية"، لكنه "ليس أيديولوجيا على الإطلاق" حسب قوله. وفي مقابلة مع صحيفة لا ستامبا الاثنين، قال مؤسس معهد الحرية والديمقراطية في بيرو الاقتصادي هيرناندو دي سوتو، الذي اتخذه الحزب الحاكم في مصر مستشارا، والذي شرع بالعمل "بالفعل في تنفيذ الإصلاحات، بدءا ببرنامج لمنح الصفة القانونية للممتلكات والاقتصاد الغارق"، وأضاف "إنهم جميعا من رجال الأعمال ممن يمتلكون تهيئة جيدة، تدرب بعضهم في الخارج أيضا"، مشيرا إلى أنهم (الإخوان المسلمين) "كانوا يريدون شيئا واحدا فقط، أدلة ملموسة وإحصاءات عن مدى فاعلية اقتراحي لانعاش الاقتصاد، ورفع مستوى الطبقات الفقيرة عن طريق دمجها في المسيرة الإنتاجية" وفق تعبيره. يُذكر أن برنامج دي سوتو الذي اجتذب اهتمام جماعة الاخوان المسلمين حتى قبل انتصار محمد مرسي، كان قد اقترحه على الحكومة السابقة، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ ونوه الاقتصادي بأنه "قدّرنا أن الاقتصاد غير الرسمي في مصر، أي الذي لم يتم تسجيله رسميا بشكل قانوني، يبلغ حجمه 360 مليار دولار من ناحية قطاع البناء وحده"، أي "ما يعادل ستة أضعاف مجموع الاستثمارات المباشرة التي تحققت في البلاد منذ أن غادرها نابليون وحتى اليوم"، مشيرا إلى أنها "أموال تعود للفقراء، لكن لا وجود لها رسميا"، وهي "أملاك يمكن استخدامها للحصول على قروض، وبدء أعمال تجارية، لكن لا أحد يستطيع استخدامها لأن في 92% من الحالات ليست هناك أسهم" معربا عن "العزم على تسجيل كل هذه الموارد، لإخراجها من الخفاء وطرحها للتداول في السوق" وفق تأكيده وخلص دي سوتو بالإشارة إلى أن "عدم اليقين الاقتصادي هو أحد الأسباب الأساسية التي أدت إلى انطلاق الربيع العربي"، واختتم قائلا إن "الثورة لن تتوقف طالما لم نستجب لطلبها العميق هذا" على حد تعبيره.