أشهر قليلة فقط أصبحت تفصلنا عن مونديال 2005 لكرة اليد التي تنظمه بلادنا وقبل هذا الموعد الهام تجري أشغال بناء قاعة رادس متعددة الاختصاصات بصفة حثيثة حيث دخلت هذه الأشغال منعرجا هاما بانطلاق تركيز الهياكل المعدنية لسقف القاعة بالتوازي مع الأعمال الأخرى التي تشمل تثبيت المدارج وغيرها من التجهيزات والمرافق.وللوقوف عن كثب على تقدم إنجاز هذا المشروع الرئاسي الهام والصرح الجديد الذي يعزّز البنية الأساسية للرياضة التونسية أدى السيدان عبد الله الكعبي وزير الرياضة وصلاح الدين بلعيد وزير التجهيز صباح أمس زيارة الى قاعة رادس وقفا خلالها على الخطوات التي تم قطعها في سبيل تجسيم هذا الانجاز واستمع الوزيران الى شرح مفصل من الاطارات الحاضرة حول المراحل التي أدركتها مكونات القاعة. وقد أكد الوزيران اللذان استفسرا حول مختلف المسائل الفنية والهندسية المتعلقة بالقاعة، على ضرورة تلافي أية نقائص والتقيد التام بكراس الشروط المضبوط من قبل الاتحاد الدولي مع الحرص على احترام الآجال المحددة سلفا. الكعبي وبلعيد عبرا أيضا عن ارتياحهما لنسبة تقدم الأشغال التي وصلت حتى يوم أمس الى 50% تقريبا مع العلم أن سقف القاعة وهو أحد أهم مكونات المشروع سيكتمل في جويلية القادمة فيما سينتهي تركيز الهيكل المعدني في أواسط الشهر المقبل وذلك بتكلفة جملية تصل إلى 6 ملايين دينار. جولة الوزيران مكنت أيضا من معاينة المجهودات المتميزة التي تقوم بها الكفاءات التونسية والتي تتولى بنسبة 80% أو يزيد تنفيذ المشروع حيث لاحظ الكعبي وبلعيد أن المواد الأساسية التي تشيد بها القاعة حاليا وباستثناء السقف يتم تصنيعها محليا في المصنع المختص أو على عين المكان برادس اضافة الى سلاسة التنفيذ فأجزاء المدارج يجري تجميعها دون أدنى صعوبة تذكر وبدقة وحرفية بالغتين مع ضمان أقصى حدود السلامة.حسب المواصفات العالميةالجولة التي قامت بها «الشروق» مع وزيري الرياضة والتجهيز والاطارات الجهوية والمهندسين مكنتنا أيضا من اكتشاف ضخامة المشروع الذي سيشكل حتما تحفة معمارية نادرة تضاف إلى قاعة رادس فأرضية القاعة فسيحة جدا وستمكن مثلما تم التخطيط له مسبقا من ممارسة عديد الرياضات على غرار التزحلق على الجليد وكرة القدم في القاعة والهوكي وغير ذلك في حين تم مراعاة التنظيم الهندسي الداخلي بطريقة تطابق أكبر القاعات الرياضية الموجودة في العالم وتعوض من خلال تركيز المنصة الشرفية ومنصة الصحافة التي ستتسع ل40 موقعا للبث التلفزيوني وأكثر من 100 موقع للصحافة المكتوبة. المتأمل في القاعة من أعلى مدرجاتها يلاحظ أيضا السيولة التي ستتسم بها عند استقبالها للجماهير أو عند خروج هذه الجماهير وهو ما سيمكن من تفادي تشكل الاكتظاظ وهذا دون اعتبار المرافق العديدة الأخرى التي ستضفي ولا شك على درة رادسالجديدة مسحة جمالية متميزة مع الاشارة الى أن مصمم القاعة هو المهندس التونسي رياض البحري والذي تعاون في ذلك مع أحد المهندسين الاسبان.يابو يفاجىء الجميعفاجأ السيد كريستوف يابو رئيس الكنفدرالية الافريقية لكرة اليد بحضوره الى موقع الأشغال برادس. يابو وصل مباشرة من المطار رفقة السيد رفيق خواجة رئيس الجامعة التونسية لكرة اليد وقد كانت له محادثة خاطفة مع الكعبي وبلعيد اللذين رحبا به وقد جدد كريستوف يابو ثقته في قدرة بلادنا على رفع التحدي وتنظيم مونديال ناجح على جميع المستويات. رئيس الكنفدرالية الافريقية قال للكعبي وبلعيد ... «سوف نأتي الى تونس سنة 2005 وسنحتفل بالحدث... لقد ساندنا تونس دوما وسنبقى إلى جانبها حتى يكون المونديال التونسي مثاليا».... اثر ذلك قام يابو رفقة خواجة بجولة في موقع القاعة وقد رافقتهم «الشروق» في هذه الجولة لتعاين مباشرة انبهار رئيس الكنفدرالية بهذا الانجاز والذي عاد ليؤكد على أن مساندته لتونس لم تكن من عدم فالحقائق تتحدث عن نفسها. يابو كان يسأل في طريق العودة عن الملاعب والتجهيزات المحيطة بالقاعة ومنها ملعب رادس وميدان ألعاب القوى والمسبح لينتهي الى القول بأن ما شاهده هو مركب متكامل يضاهي ما هو موجود في أهم الدول الأوروبية.