احتضن المسرح البلدي بصفاقس صبيحة يوم الأحد الفارط اجتماعا شعبيا عاما تحت عنوان «الانتقال الديمقراطي: كيف ننقذ تونس» نظمه الحزب الجمهوري وأشرف عليه عضوي مكتبه التنفيذي ماهر حنين وسعيد العايدي. كلمة ماهر حنين بين فيها ان الترويكا خسرت الكثير ، لكن المعارضة لا زالت لم تربح والشعب التونسي اصبح يبحث عن منقذ للبلاد ولكنه لن يكون بأي حال من الأحوال حزبا منفردا وهو ما دفع الحزب الجمهوري إلى محاولة بناء قوة تقدمية ومن ذلك تحالف «الاتحاد من اجل تونس» وهو ليس تجمع أحزاب بقدر ما هو محاولة لخلق مصالحة اجتماعية بين التيار البورقيبي والتيار الديمقراطي من اجل تجاوز خطإ الانتخابات السابقة عند دخول الأحزاب الديمقراطية مشتتة.
عضو المكتب التنفيذي للحزب الجمهوري ماهر حنين اكد على ان الائتلاف مفتوح على اكبر شريحة ممكنة لبناء قوة شعبية تساند القوة السياسية وتجمع طيفا واسعا بدءا بنداء تونس ووصولا الى الجبهة الشعبية من اجل مصالحة كاملة لا يكون فيها أي مجال للإقصاء إلا بعد الكلمة الفصل للقضاء.ومن ناحيته تطرق سعيد العايدي في كلمته إلى الوضعية الصعبة التي باتت تعيشها البلاد نتيجة مواصلة اعتماد نفس منوال التنمية القديم مؤكدا على ضرورة تغيير هيكلية الاقتصاد للمرور من ثقافة التنمية الجهوية إلى قناعة السياسة الجهوية أو ما يعبر عنه بالديمقراطية المحلية وذلك عبر تقسيم البلاد إلى 5 أو ستة أقاليم يكون لها وللمجلس الجهوي والبلدي كامل الاستقلالية. وتطرق عضو المكتب التنفيذي للحزب الجمهوري إلى ضرورة إصلاح عديد المنظومات الفاسدة التي أوصلت البلاد إلى وضعها الحالي ومن ذلك منظومة التعليم والتكوين غير المنسجمين مع متطلبات سوق التشغيل والقانون الجبائي الذي يتحمل وزره الأكبر أصحاب الشهريات وصندوق التعويض الذي تذهب موارده إلى غير مستحقيها مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة الانفتاح على دول المغرب العربي والاندماج الاقتصادي معهم.
الاجتماع الشعبي تداول فيه على اخذ الكلمة عدد من الحاضرين من الشركاء السياسيين للحزب الجمهوي وعدد من ضيوفه ومن بينهم محمد علولو ومكي الجزيري ورياض المؤخر ومحمد العزعوزي واشتركت اغلبها في التكهن بفشل عمل الحكومة الحالية كمصير الحكومة السابقة لاشتراكها معها في مبدإ المحاصصة الحزبية على حد قولهم جميعا وقد عبر بعض الحاضرين عن تبرمهم من هذه التدخلات لطولها من ناحية وإقحامها في البرنامج عنوة وهو ما تطلب من المشرفين التدخل في اكثر من مرة للإشارة الى ضرورة الإيجاز في المداخلات.
الساحة المقابلة للاجتماع الشعبي شهدت نصب خيمات من تنظيم ائتلاف حرائر تونس وأحرارها وحزب الرفاه التونسي والجبهة الشعبية واشتركت معارضها جميعا في موضوع الاحتفال بالمرأة في عيدها العالمي وان اختلفت المنطلقات والتوجهات وقد شهدت بعض الحلقات نقاشات حادة كادت تؤول إلى مناوشات ومصادمات.