أجريت مؤخرا عملية بيضاء في مدرسة الشرطة بسيدي سعد بالقيروان تمثلت في فض مظاهرة شعبية اشرف عليها المدير العام للتكوين وبحضور إطارات وأعوان الأمن ومشاركة 250 حافظ أمن متدرّب. وأفاد رياض باللطيف المدير العام للتكوين أن العملية البيضاء تدخل في إطار الدروس التطبيقية وتكوين الحفاظ في تعاملهم مع المتظاهرين مع احترام حقوق الإنسان والحريات وتطبيق القانون لحماية امن المواطن والمؤسسات في آن واحد إلى جانب العديد من الدروس النظرية والتطبيقية في مجال إشارات المرور والإسعافات والإعلامية وحقوق الإنسان.
تدريب أمن جمهوري
من جهته أكد العقيد نورالدين الهاني مدير المدرسة أن هذه الدورة هي أول دورة عادية بعد الثورة بعد أن كانت الدورات الأخرى استثنائية وتشمل حوالي 887 تلميذا (بينهم 98 فتاة) ويتلقون تكوينا على تقبل الاستفزاز وحسن التعامل مع المتظاهرين. وتكوين الأعوان هو أحد العناصر الأساسية في النظام الديمقراطي وخاصة في المرحلة الانتقالية من خلال حثهم على التعامل الحضاري والمعادلة بين تطبيق القانون والمحافظة على امن المواطن في ظل ما تشهده الساحة الوطنية من اعتصامات واضطرابات وأكد أن الأمن في خدمة الوطن والمجتمع وبالتالي لابد من تغيير النظرة السلبية التي يحملها بعض الأفراد عن رجل الأمن، كما يتلقى التلاميذ تكوينا متخصّصا في مجال التواصل الاجتماعي والتصرّف في الضغوط النفسية والالتزام بالقواعد الأخلاقية للعمل الأمني وإكسابه صورة ايجابية وهو امن جمهوري بامتياز حسب قوله.
العقيد عبد العزيز تاج بيّن أهمية الدور الذي تضطلع به المؤسسة الأمنية وأفاق تطوير العمل بها عبر الإصلاحات المنتظرة في هذا القطاع على مستوى الهيكلة والتكوين لعون الأمن لتحقيق المزيد من النجاعة مؤكدا أن المؤسسة ا تسهر على تطبيق القانون وتطبيق مفهوم المواطنة ومبادئ احترام الغير وحريّاته.
الأمن والصحافة
أما المحافظ شرطة عام سالم الجملي مدير بالتفقدية العامة للأمن الوطني أكد أن الانتدابات للأعوان تتم حسب الجدارة والكفاءة إلى جانب المناظرات والاختبارات وأن المنظومة الأمنية تسهر على التعامل والتواصل مع الصحفيين لتبادل الخبرات وفعلا تم بعث ورشات عمل بينهما تكريسا لمزيد تحسين العلاقة بين المواطن والأمني خدمة لتونس وانسجاما مع مبادئ وقيم الثورة التونسية والتزاما باحترام القانون وحقوق الإنسان والحريات الفردية والعامة وتكريسا لمناخ الثقة وسعيا لإصلاح المنظومة الأمنية الوطنية بما يوفّر ضمانات وشروط الانتقال الديمقراطي، كما طالب الجملي بضرورة التنسيق مع الصحفيين في مختلف الجهات للتوعية والتحسيس بدور الأمن في الانتقال الديمقراطي.
رسالة أمنية
العملية البيضاء كانت قريبة للواقع حيث كانت المشاهد حقيقية وذلك بفضل التنظيم المحكم والتنسيق المنهجي وانضباط وجدية التلاميذ وكل الأطراف المشاركة وهي تبعث رسالة أمنية للمواطن بان التكوين النظري والتطبيقي للأعوان جيد وقيم، والأمن في خدمة المواطن وهم أبناء الشعب وهو يسهر لحماية الوطن بالرغم من نقص التجهيزات والمعدات.