عرفت مدرسة حفاظ الأمن بسيدي سعد من معتمدية نصر اللّه يوم السبت الفارط مظاهرة كبيرة شهدت أحداث عنف واشعال العجلات المطاطية وصدامات بين مجموعة من الشباب المحتجين وأعوان الامن واطلاق الغاز المسيل للدموع .كل هذه الاحداث حصلت داخل المدرسة وبحضور مديرها العقيد نور الدين الهاني بالاضافة الى عديد الشخصيات الامنية مثل المدير العام للتكوين السيد رياض باللطيف والعقيد عبد العزيز تاج من ادارة الانتدابات والمحافظ سالم الجوني مدير بالتفقدية العامة للأمن الوطني والمقدم عماد بالرحمة ممثلا عن الادارة العامة للأمن العمومي. المظاهرة في الحقيقة كانت عملية بيضاء بمثابة تمرين يدخل في اطار الدروس التدريبة لحفاظ الامن ليتشبع بها التلميذ تطبيقيا في مجال حفظ الامن والنظام في التعامل مع التجمهر في اطار النص القانوني عدد 4 كما قال مدير المدرسة السيد نور الدين الهاني ل«التونسية» حيث أكد أن هذه العملية هدفها كيفية تطبيق القانون واحترام المواطن في نفس الوقت كتاطير للتلميذ وكيفية التعامل مع التجمهر في مختلف الوضعيات وقد شارك في هذه العملية البيضاء 250 تلميذا حافظ امن انقسموا الى عدة مجموعات. حيث تمثل المجموعة الأولى دور المحتجين وتكونت من حوالي 150 شابا محتجا في مسيرة ألقوا المقذوفات والحجارة وزجاجات «المولوتوف» وأشعلوا العجلات المطاطية واصطدموا مع أعوان الأمن الذين كانوا في حدود 60 عونا مع وجود مجموعة أخرى تمثل دور الصحفيين والمراسلين والاسعاف بينما مثلت مجموعة اخرى دور مواطنين وسائقي سيارات عالقة بسبب الاعتصام. كما نشير إلى أن العملية البيضاء كانت قريبة للواقع حيث كانت المشاهد حقيقية وكأننا في مسيرة عنيفة حقيقية وذلك بفضل التنظيم المحكم والتنسيق الممنهج وانضباط وجدية التلاميذ وكل الاطراف المشاركة. مدير مدرسة الشرطة أشار إلى أن العملية مرت بعدة مراحل تدريجية في التعامل مع المتظاهرين بداية من التخاطب والتواصل عبر مكبر الصوت مرورا بالتفاوض والحوار عبر ارسال مسؤول جهوي مثل معتمد الجهة وكذلك المرور الى مرحلة الانذار والتحذير في صورة عدم تراجع المحتجين عن الاعتصام وعدم فتح الطريق المغلقة لتأتي المرحلة الاخيرة حول كيفية التدخل والتفريق والدفع والمطاردة من خلال استعمال الغاز المسيل للدموع الذي كان حقيقيا وسجلنا العديد من حالات الاغماء بين جميع المشاركين وخاصة الفتيات . وفي هذا الاطار عبر تلميذ حافظ الامن الطيب اللواتي ل«التونسية» عن استفادته من مثل هذه التمارين والعمليات البيضاء حيث قال '' تعلمنا الصبر وكيفية التعامل مع المواطن واعطاء فكرة طيبة عن المؤسسة الامنية بينما أشارت زميلته عزة حمدي الى استفادتها من مثل هذه التدريبات القريبة للواقع وانها اول مرة في حياتها تشتم الغاز المسيل للدموع وذلك لاكتساب اكثر قوة وقدرة على المواجهة وكيفية التعامل مع الأحداث العنيفة. هذا ونشير إلى أنه ستجرى يوم غد الثلاثاء 19 فيفري عملية بيضاء أخرى بأكثر عدد من المشاركين من مدرستي حفاظ الامن ببنزرت وسوسة بالاضافة الى مدرسة سيدي سعد.