تشهد الأردن اتساع رقعة حملة «استحي» المناهضة لتسويق البضائع الإسرائيلية في الأسواق الأردنية، وتزامنت الحملة التي انطلقت بحر الأسبوع المنتهي مع نشر صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تقرير معهد التصدير، الذي أشارت أرقامه إلى تراجع نسبة الصادرات الإسرائيلية إلى الدول الأوروبية، ما تسبب في خسارة اقتصاد الدولة العبرية بحوالي ستة مليارات دولار، حيث تراجعت ب8 بالمائة، في المقابل سجل حجم التبادل التجاري مع الدول العربية ارتفاعا، إذ بلغت نسبة الصادرات الإسرائيلية إلى الأسواق العربية نسبة 12 بالمائة. أشار التقرير الإسرائيلي إلى أن سبب تراجع حجم التبادل التجاري مع دول الاتحاد الأوروبي في المقام الأول يعود إلى الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعرفه غالبية الدولة الأوروبية من جهة، وبالنظر لاعتراض الدول الأوروبية على السياسة المنتهجة من طرف إسرائيل في الضفة الغربية، من جهة أخرى، في تأكيد على أن الدول الأوروبية ماضية في تطبيق العقوبات المفروضة على إسرائيل حيال سياسة الاستيطان، على اعتبار أن جزءا كبيرا من المنتج الزراعي الموجه للتصدير يتم إنتاجه في المستوطنات التي تعتبرها الدول الأوروبية أراض متنازع عليها.
من جانب آخر، كشف ذات التقرير المنشور في الصحيفة الإسرائيلية أن أهم الدول العربية التي تستورد المنتج الإسرائيلي هي الأردن ومصر والمغرب، في إشارة إلى أن حصة الأسد من الصادرات الإسرائيلية لهذه الدول تذهب للمنتوج الزراعي، حيث بلغ حجم استيراد الأردن للمنتجات الزراعية الإسرائيلية السنة المنصرمة أكثر من 500 ألف طن من الخضر والفواكه.
من جانب آخر، لاحظ المراقبون أنه بالرغم من صعود تيارات إسلامية لسدة الحكم في كل من مصر والمغرب، إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار التبادل التجاري بين الدولتين وإسرائيل، إذ على الرغم من تجميد مصر للعلاقات التجارية رسميا، إلا أن التقارير الإسرائيلية تشير إلى استمرار العلاقات الاقتصادية مع مصر، على غرار مستحقات مرور السفن الإسرائيلية المتجهة من وإليها عبر المخارج البحرية المصرية، مثل قناة السويس.