زاهر الزرقاطي هو واحد من المواهب التي شكلت له تجربة «ستار أكاديمي» مناسبة للشهرة والنجاح فما إن فتحت له نافذة تفعيل الموهبة حتى انقلبت للضد بعد انسحاب مرير أثار الكثير من الجدل. حيث حوّل هذه التجربة الى منعرج في مسيرته الفنية. وعاد إثر تلك التجربة بمعنويات أكثر حرصا على ترسيخ هوايته في إطار احترافي من خلال فرقة شبابية اختصت في الموسيقى الغربية. التقته «الشروق» مؤخرا بعد إحدى حفلاته في حوار أكّد فيه ثقته في نفسه وحرصه على مجابهة مختلف التحديات و هذه التفاصيل
أربع سنوات بعد تجربة «ستار أكاديمي» كيف قيمت هذه التجربة وأي تأثير لها في حاضرك؟
كانت وسيلة عرّفت بي على نطاق عربي لم تغير فيّ الشيء الكثير تجاوزتها الآن وأصبحت مجهوداتي مركزة على مشاركاتي مع فرقة «ميراث» التي بدأت معها وقد خضت صحبتها العديد من الحفلات منها الدولية ولعل أهم مشاركة بالنسبة لي هي التي كانت في مهرجان سوسة الدولي في الصائفة الأخيرة في حفل خاص بي. وأعتقد أن طريق النجاح لا يمر إلا من خلال الإنتاج وهذا أمر ليس بالسهل في تونس بحكم الإمكانيات المادية وعوامل أخرى، ولكن لا أنكر أني وجدت بعض المساعدات الجانبية من طرف الملحن الطاهر القيزاني مثلا وأيضا من طرف الشاعر الغنائي الأستاذ المولدي حسين وهما يقفان إلى جانبي في بعض المحاولات في الإنتاج الخاص.
هو اختيار كما ذكرت وقد برزت بفضله في «ستار أكاديمي» ولكن المجهود الفردي لا يكفي هناك عوامل أخرى لتحقيق الانتشار ولعل أحسن مثال الفنان نادر قيراط والذي رغم حصوله على لقب «ستار أكاديمي» فإنه لم يحقق ما يصبو إليه بينما أحمد الشريف عرف انتشارا دون الحصول على هذا اللقب حيث كانت اختياراته الموسيقية عاملا مهما في ذلك بغنائه اللون الشرقي إضافة إلى شركة الإنتاج التي تدعمه وغيرها من دعائم العمل والتي يسهل توفرها بالمقارنة مع اللون الغربي.
هذا اللون يتطلب جهودا مضاعفة وعوامل متشعبة فمهما كانت قدرات الفنان الصوتية في هذه النوعية فلن ينجح في تونس لأن الأغاني الغربية ليس لها حظ في بلادنا للأسف عكس المغرب الأقصى مثلا الذي ينظم العديد من المهرجانات الخاصة باللون الغربي مثل مهرجان «موازين» وغيرها لذلك بدأت أفكر في النوعية الشرقيةوالتونسية ولكن بطريقتي الخاصة في محاولة للمزج بين ما هو شرقي أو تونسي بالغربي وهناك إنتاج خاص سيرى النور قريبا.
لكنك في مختلف الحفلات تعتمد على أداء أغاني صعبة لأسماء فنية كبرى ألا يشكل ذلك مزيدا من الضغط في مسيرتك الفنية؟
التميز شيء ضروري وأمر مطلوب وأنا بطبعي ميال إلى الأسماء الفنية الكبرى و تأثرت كثيرا بإنتاجاتهم الفنية وأطمح دائما إلى النسج على منوالهم والتعلم منهم، والتقدير الحقيقي للجمهور يتمثل في ما يقدمه الفنان له من نوعية راقية إن لم يكن بالإمكان انتاج عمل خاص فعلى الأقل أداء أغاني ذات جودة فنية عالية ترسيخا لصورة حقيقية للفنان وحفاظا على مكانتي وسط جمهوري.
ألا تخشى من فقدان الطابع الفني الخاص بك إذا استمررت في أداء أغاني الغير؟
هي مسألة مناسباتية لا غير يسبقها تحضير خاص وأنا أسعى منذ تجربة «ستار أكاديمي» إلى ترسيخ طابع يميزني وإن شاء الله بتكثيف الإنتاجات الخاصة سيتبلور ذلك الطابع و تبقى الاستعانة بأغاني الغير من باب الإثراء والتنويع لا غير.
هل هناك بوادر في التعامل مع بعض شركات الإنتاج أو اطراف أخرى؟
للأسف أنا «أحارب» بمفردي في الحلبة لا يوجد أي طرف الآن يمكن التعويل عليه ولكني في نفس الوقت ألتزم التأني والثبات وأحاول أن لا أكون متسرعا لابد من التقدم بخطى ثابتة فلا فائدة في الكم دون الكيف.