ملفات فساد اتلفت مباشرة بعد هروب الرئيس السابق, مستشارون هرّبوا ملفات تدينهم ولم يتركوا حتى الاقلام في مكاتبهم, وزراء سابقون متهمون بالفساد والرشوة ,مليارت صُرفت في تجهيز مسبح ومستشفى خاص للرئيس السابق... هذا بعض ما قاله مدير الديوان الرئاسي عن ماكان يحصل في قرطاج وأضاف عماد الدايمي اثناء حضوره في لجنة الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد «دخلنا بعد سنة الى قصر قرطاج وصارت الكثير من الاشياء في هذه السنة واضاف ان يوم 14 جانفي شهد هروب الرئيس السابق واعتقال المدير العام لامن الدولة علي السرياطي وهذا ما احدث فراغا داخل الادارة الرئاسية» .
كما اكد انه من 15 الى 18 جانفي قدم عدد كبير من المستشارين الى مكاتبهم واتلفوا الملفات وهذا تؤكده شهادات عديدة من قبل العاملين في القصر والذين اكدوا ايضا ان بعض المستشارين اخرجوا عديد الوثائق,واهم المستشارين هم المنجي صفرة الذي كان يعنى بالملفات الاقتصادية بقي في مكتبه الى غاية 18 جانفي وتوفيق شيخ روحوبقي بعد 14 جانفي ثم عاد بعد 3 اسابيع الى مكتبه وصلاح الدين الشريف بقي الى غاية يوم 18 جانفي وفي شهر فيفري عاد, واحمد خليل بقي الى غاية شهر ماي 2011 وزينب الكيلاني المستشارة القانونية التي ذهبت الى مكتبها في القصر الرئاسي يوم 16 جانفي لاتلاف بعض الملفات لكنها لم تجدها بعد ان نقلها احد العملة الى مكان آخر, وحامد بن مليكة بقي الى غاية يوم 17 جانفي وبات كاتبه ليلة كاملة لاتلاف الوثائق,وعبد العزيز بن ضياء جاء يوم 15 و16 جانفي وحمل كل شيء حتى الاقلام التي كانت على مكتبه ,وعبد الوهاب عبد الله بقي يوم 10 جانفي لتنظيف مكتبه ثم اصبح اسامة الرمضاني هوالذي يأتي في مكانه.
اتلاف الملفات والأدلة
كما اشار الدايمي الى انه يوم 18 جانفي في الليل حصل اجتماع في مكتب الديوان وتم تعيين توفيق الدبابي مدير الامن الوطني الحالي لاحدث لجنة مشتركة تم تكليفها بجرد كل الملفات الموجودة في الرئاسة دون فتح المخازن المغلقة ,وكل الملفات التي تم جردها تم تسليمها الى عبد الفتاح عمر ,واضاف ان عملية الجرد دامت 3 اسابيع, وتم تسليم بعض الملفات يوم 5 فيفري وهي ملفات دائرة الشؤون الاقتصادية والدائرة القانونية ودائرة المصلحة العامة لرئاسة الجمهورية, ويوم 7 فيفري ملفات مكتب احمد خليل والرئيس السابق ومكتب رشيد دحمان ومكتب الدائرة الاجتماعية ومكتب عبد الوهاب عبد الله وعبد العزيز بن ضياء وحامد مليكة, ومكتب سيدي ظريف ,ومكتب دار السلام, ومكتب ليلى الطرابلسي وتم منع دخول الاعوان الاداريين الدخول من يوم 19 الى 24 جانفي كما اشار الدايمي الى ان جزءا من مفاتيح مكاتب المستشارين كانت عند الامن الرئاسي وقبل دخول اي مستشار تقوم لجنة خاصة بجرد كل محتوياته, واضاف انه في الايام المقبلة سيقوم بالتثبت من الوثائق مع رئيس لجنة مقاومة الفساد سمير العنابي.
11 احالة لبن علي ومستشاريه
واكد ان اصناف الوثائق هي مراسلات ادارية ,ووثائق فساد مالي تم احالتها الى وكيل الجمهورية خلال الاسابيع الماضية وهي 11 احالة يتم تقسيمها كالآتي, بن علي 7 قضايا , حامد مليكة 5 قضايا, وليلى بن علي قضية واحدة ,وزينب الكيلاني 4 قضايا, وبشير التكاري قضيتين, ولزهر بوعوني قضية واحدة ورفيق الحاج قاسم وزهير مظف ورافع دخيل وفتحي عبد الناظر وعلي الشاوش وصلاح الدين الشريف ومنصف بودن ومحسن عباس والرئيس السابق لبنك التضامن....
كما اضاف الدايمي ان معظم القضايا تتعلق بالتدليس واستغلال النفود والتوجيه الجامعي ,وبعض الحقائق فيها مس من بعض الاشخاص الذين يقدمون خدمات الان للمجتمع وهم في مراكز مهنية, اضافة الى بعض الملفات الفضائحية ,وهي ملفات ومراسلات لبعض المثقفين وتقارير حول اشخاص ورسائل من سياسيين واعلاميين...
ومن ضمن التجاوزات ايضا احداث كتابة خاصة لزوجة الرئيس من ميزانية الدولة, ووضع 6 اعوان على ذمة جمعية بسمة وسيدة اللتين كانتا تترأسهما ليلى بن علي, وصرف منح لاعوان في سفارة تونس بباريس مخصصة للشراءات لفائدة رئيس الجمهورية بلغت 63 الف اورومن نوفمبر 2007 الى 2009 ,وكانت مخصصة لاقتناء شراءات يتم تحويلها عبر الطائرات للرئيس السابق.
مصحة خاصة بأكثر من مليار
اضافة الى صرف مبالغ فاقت مليار و500 مليون لتجهيز مصحة لرئيس الجمهورية فيها آلة تصوير مفتوحة لأن ليلى بن علي كانت تخاف من آلات التصوير المغلقة, واقتناء تحف ومعدات من الفضة واستغلال 8 عقارات على ملك الدولة لاقامة الرئيس وابنته وزوجها صخر الماطري, وتجهيز مسبح خاص في الحمامات في منزل رئيس الجمهورية السابق تبلغ تكلفته 6 مليون دينار, واسناد اراض بالدينار الرمزي لمستثمرين اجانب في تونس,وتزويد اطارات مدرسة قرطاج بصفة يومية ودورية بالاكل, وانفاق 7 مليارات و790 مليون من سنة 2006 و2010 انفقها بن علي على الصحافة الحزبية لشراء الولاءات, وشدد الدايمي على انه سيتم اصدار اوامر لارجاع كل الاموال التي استفاد منها اشخاص دون وجه حق من النظام السابق, وألمح الى ان الجرد متواصل وسيتم ابلاغ الاعلام بكل ما نتوصل اليه