عبّر العديد من أهالي هنشير الحجّاج عن قلقهم بسبب تعرّض أراضيهم إلى الانجراف خاصّة على ضفاف وادي السوّاخة والواد الناشح. تزايدت وثيرة الانجراف خلال السنوات الأخيرة ممّا جعل العديد من المالكين يخسرون أجزاء من أراضيهم التي أصبحت امتدادا للوادي.
وقد بلغ عدد المتضررين حوالي أربعين من الفلاحين الصغار وقد نبّه أهالي المنطقة سلطة الإشراف لاسيما المندوبية الجهويّة للفلاحة وإدارة الغابات إلى خطورة هذه الظاهرة ودعوا إلى إيجاد الحلول الوجيهة لمواجهة هذه الكارثة الطبيعيّة.
«الشروق» اتصلت بجلّول بوزويته، رئيس دائرة المحافظة على المياه والتربة، فأكّد بأنّ الانجرف معضلة لا تهدّد فقط هنشير الحجّاج، وقد عاين بنفسه ما يزيد عن مائة هكتار مهدّدة بالانجراف، وقرّر بأن يقع إخضاع «الحجاج» إلى دراسة معمّقة تفضي إلى تشخيص دقيق وحلول جذريّة.
من جهة أخرى وعد بوزويته بالتدخّل العاجل من أجل معالجة الأراضي الفاصلة بين «وادي الحُفرة» والتّجمّع السكني «ولاد حسن» لأنّ الانجراف الممتدّ على حوالي عشرين هكتارا في هذه المنطقة لم يعد يهدّد الأراضي فقط إنّما يهدّد كذلك السكان القاطنين هناك.
في نفس السياق الوقائيّ دعا رضا الغربي، رئيس دائرة الغابات، الفلاحين إلى اعتماد «الحراثة الأفقيّة» لأنها تساهم على حدّ تعبيره في الحدّ نسبيّا من انجراف التربة في اتجاه الأودية المجاورة، وحثّ المتساكنين على التحلّي بالمبادرة الفرديّة لإنقاذ أراضيهم لاسيما القريبة من المساكن، وذكّر بأنّ دائرة الغابات تضع على ذمّتهم أشجار «لاكاسيا»، التي تساعد على مقاومة الانجراف كما تصلح أغصانها علفا للماشية، ونبّه إلى أنّ هذه الظاهرة الطبيعيّة قد تسبّبت في ردم البُحيرة التي تمّ تشييدها منذ حوالي عشر سنوات، ولم يُخف رضا الغربي قلقه من رفض بعض المواطنين غراسة أراضيهم المعرضة للانجراف حرصا على استغلالها في بعض الزراعات الكبرى والبقول، والحال، حسب رأيه، أنّ استمرار الحال على ما هو عليه سيجعل تلك التربة تفقد شيئا فشيئا بفعل الانجراف الطبقة الغنيّة بالموادّ العضويّة.
بالتنسيق بين المعتديّة ودائرة المحافظة على المياه والتربة تمّ تكليف عملة الحضائر ببعض الأنشطة المساهمة في الحدّ من انجراف التربة وذلك في انتظار ضبط خطّة ووضع اعتمادات كافية للتصدّي المُحكم لهذه الظاهرة.