وجهت الولاياتالمتحدة من خلال وسطاء أوروبيين رسالة سرية إلى إيران تفيد بأن واشنطن لن تؤيد قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف إيرانية ولن تنضم لهذا الهجوم و تطلب بالمقابل من الايرانيين عدم مهاجمة قواتها في الخليج. أفادت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية أمس بأن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية أكدوا أن الولاياتالمتحدة لا تعتزم الانجرار وراء إسرائيل إذا قررت الأخيرة توجيه ضربة عسكرية لإيران، وأنها تتوقع في المقابل ألا تقوم إيران بضرب واستهداف مواقع استراتيجية أمريكية في منطقة الخليج، بما في ذلك حاملات الطائرات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
واحدة بواحدة
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرسالة السرية، مع ما سبقها من تصريحات مسؤولين أمريكيين، وعلى رأسهم رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، من أن الولاياتالمتحدة غير معنية بالتورط في عملية إسرائيلية ضد أهداف إيرانية، تعكس عمق الخلاف ومدى تدهور العلاقات بين حكومة نتانياهو وإدارة أوباما.
ونقلت الصحيفة عن جهات سياسية إسرائيلية تعقيبها على ذلك بقولها إن إدارة أوباما قررت تحذير متخذي القرارات في إسرائيل من النتائج الهدامة لهجوم إسرائيلي دون تنسيق مع الولاياتالمتحدة.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أمس أن أربعة وزراء خارجية أوروبيين سيزورون إسرائيل في الأيام المقبلة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم القول لهم إنه «إما عقوبات اقتصادية تشل إيران أو عملية عسكرية وشيكة ضدها».
والوزراء الأوروبيون الذين سيزورون إسرائيل قريبا هم وزراء خارجية ايطاليا وألمانيا وبلغاريا والنرويج. من جهته صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس ان توجيه ضربة اسرائيلية لايران قد ينقلب ضد اسرائيل، داعيا الى تعزيز العقوبات لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وقال فابيوس لمحطة التلفزيون «بي اف ام تي في» واذاعة «مونتي كارلو» «انني أرفض رفضا قاطعا امتلاك ايران لسلاح نووي لكنني أعتقد أنه اذا وقع هجوم اسرائيلي، فسينقلب ضد اسرائيل مع الأسف وسيجعل ايران في وضع الضحية».
وأضاف انه «اذا وجهت ضربة للايرانيين، فانهم سيصبحون ضحايا ويستعيدون بعض الشرعية لدى الشعب هناك». وتابع الوزير الفرنسي «نقول انه يجب زيادة العقوبات وفي الوقت نفسه مواصلة التحدث مع ايران لدفعها الى التراجع».
«خطوط حمراء» أمريكية
من جهة أخرى ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدرس اتخاذ سلسلة من الخطوات العلنية والسرية وذلك بهدف انزال اسرائيل من «الشجرة»، وإقناع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بعدم شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وأوضحت «نيويورك تايمز» أن أوباما يدرس الإعلان عن «خطوط حمراء» في حال تجاوزها تقوم الولاياتالمتحدة بشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. كما يدرس أوباما تجديد عمليات الإحباط السرية ضد المشروع النووي الايراني.
وكان نتنياهو اعتبر لدى افتتاحه اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي أول أمس أنه «يجب قول الحقيقة وهي(على حد تقديره) أن المجتمع الدولي لا يضع خطا أحمر واضحا أمام إيران، وإيران لا ترى حزما كافيا لكي توقف (تطوير) برنامجها النووي، وطالما أنها لا ترى هذا الخط الأحمر وهذا الحزم فإنها لن توقف برنامجها ويحظر على إيران أن تمتلك سلاحا نوويا».
وتطرق نتنياهو إلى مؤتمر دول عدم الانحياز الذي عقد في طهران الأسبوع الماضي وقال «اجتمعت 120 دولة في طهران واستمعت إلى التحريض الايراني المعادي لإسرائيل، ولم ينهض أي أحد أو غادر القاعة وهذا أمر يدل على خطورة أكبر على ضوء تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية».
وتابع نتنياهو أن «هذا التقرير يؤكد ما قلته منذ وقت طويل وهو أنه على الرغم من أن العقوبات تثقل العبء على إيران لكنها لا تؤخر وحدها تقدم البرنامج النووي ويستغل الإيرانيون المحادثات (مع الغرب) من أجل كسب الوقت والتقدم في البرنامج النووي».