انتقد النائب في المجلس التأسيسي المنسحب من حزب التكتل صالح شعيب بشدّة رئيس المجلس مصطفى بن جعفر معتبرا أنه أخطأ كثيرا وأساء للمناضلين في الحزب، وقال في لقاء مع «الشروق» إن التكتل انتهى. وتحدث شعيب عن فشل مسعاه إلى لم شمل المنسحبين من التكتل ومن الحزب الجمهوري ومن المؤتمر من أجل الجمهورية وغيرهم من المستقلين والمستقيلين من أحزابهم احتجاجا على أدائها في مرحلة ما بعد الانتخابات ضمن ما عُرف بالخيار الثالث، قائلا «للأسف الإخوة في المؤتمر بادروا من تلقاء أنفسهم بتكوين حركة الوفاء (برئاسة عبد الرؤوف العيادي) والإخوة في التيار الإصلاحي للحزب الديمقراطي التقدمي ينوون تكوين حزب جديد، وكل طرف كانت له رؤيته في توحيد القوى المشتتة».
وأضاف شعيب «هذا يتعارض مع فكرة توحيد جميع القوى وتكوين الخيار الثالث، فالفكرة الأساسية انطلقت من أننا ضد التشتت السياسي الذي لا يخدم الوضع السياسي في البلاد، فهذا الوضع يتطلب تكوين قطب سياسي قوي يضم جميع الكفاءات السياسية الوطنية الصادقة». ورأى شعيب أنّ «مشكل القوى الديمقراطية أنها لم تلتف حول بعضها ولا تزال مشتتة، وهذا ما جعل حركة «النهضة» في موقع قوة، وهذا ما يمثل خطرا على المسار الديمقراطي في البلاد... حتى أنني صرحت بانني مع تأجيل الانتخابات لأن القوى الديمقراطية لا تزال مشتتة».
وتحدّث شعيب بمرارة عن «تنكّر» حزب التكتل «لمناضليه الأصليين الذين أسسوه في سنوات الجمر، وأساسا الأمين العام مصطفى بن جعفر الذي تنكر لهؤلاء وأقصاهم، وفتح باب الحزب بعد الثورة لأشخاص لا علاقة لهم بالتكتل بل لا ماضي سياسيا لهم بل دخلوا بقوة المال ونالوا المناصب وتمت مكافأتهم بالوزارات وكتابات الدولة».
وأبدى شعيب استغرابه لدخول التكتل في ائتلاف مع حركة «النهضة» مشيرا إلى أن التكتل يتبنى نهجا اشتراكيا فيما تنادي «النهضة» بالليبرالية، وهذا يعني أن الائتلاف لم يكن على أساس برنامج اقتصادي واجتماعي وسياسي بل على أساس مصالح ذاتية وعلى أساس توزيع الحقائب الوزارية». وذهب النائب في المجلس التأسيسي إلى القول إنّ «التكتل لم يعد حزبا ولم يبق منه سوى الاسم، وانا اتحدى بن جعفر أن يجمع اليوم أكثر من 100 منخرط، بل أتحداه أن يقوم باجتماع شعبي حتى في العاصمة مسقط رأسه».
وأشار شعيب إلى أن «النظام الداخلي لحزب التكتل ينص على أن يكون للحزب جامعة في كل ولاية، ولكن ما نراه اليوم أن للحزب جامعة واحدة في تونس الكبرى (4 ولايات) وليس لديه تمثيل في عدد كبير من الولايات وخاصة ولايات الجنوب برمتها وكذلك بنزرت وسليانة وغيرهما....». وحذّر شعيب من أنّ «الامور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد معطّلة لأن الترويكا لم تجتمع على تنفيذ برنامج محدّد، وهذا قد يقود إلى ثورة ثانية، فالشعب التونسي الذي ثار ضد بن علي من اجل الكرامة والحرية والعدالة لا يخشى القيام بثورة أخرى ضد من تنكر لمطالبه».