أعلن المنسلخون عن حزب التكتلّ من أجل العمل والحريات صباح يوم أمس تكوين قوّة سياسية تحمل اسم «الخيار الثالث» تهدف إلى توحيد القوى السياسية المشتتّة لتمثّل «قوّة سياسيّة فاعلة ومضادّة لحركة النهضة»، على حدّ قول مجدي زرقونة أحد مؤسسي هذه القوة ل «الأسبوعي». وأجمع جميع المتدخّلين على ضعف أداء الحكومة الحاليّة منتقدين بشدّة قبول حزب التكتلّ، خاصة أمينه العام مصطفى بن جعفر، بتهميش الحزب وعدم استشارته في قرارات مصيريّة متعلّقة بشأن البلاد. في هذا الإطار، قال جمال قرقوري نائب المجلس الوطني التأسيسي المستقيل مؤخرا عن حزب التكتلّ: «أستغرب صراحة من اكتفاء الحزب بإصدار بيانات يندّد فيها بقرارات الحكومة، فهل نسي أنّه طرف في الحكومة وبأنّ كلّ حزب مهما كان وزنه قادر على إصدار البيانات، ولكن إن دلّ ذلك على شيء فهو يدلّ على وزن التكتل في الترويكا التي تسيّرها حركة النهضة، ونحن نرفض أن نكون دمى يتلاعب بها، فالتكتل فشل حتى في لعب دور الديكور». كما أجمع المتدخّلون على أنّ أداء مصطفى بن جعفر كان ضعيفا جدا ومخيّبا للآمال وبأنّه كان منحازا لطرف دون آخر في الترويكا، «فبن جعفر كان وفيّا لمن انتخبه رئيسا للمجلس الوطني التأسيسي أكثر من وفائه لأعضاء حزبه الذين ناضلوا معه خلال سنوات الجمر»، على حدّ تعبير القرقوري. «أوهمنا بكونه ديمقراطي» من جهته، قال محمد علوش: «نحن نعرف بن جعفر منذ الثمانينات ولكن تبينّ بعد انتخابات 23 أكتوبر أنّه أوهمنا بكونه ديمقراطي، قبل الانتخابات كان يتشاور معنا ويتصّل بنا حتى في الساعات الأخيرة من الليل، ولكن بتعيينه رئيسا للتأسيسي، أصبح لا يردّ حتى على مكالماتنا الهاتفية رغم أنّنا لا نزال حينها ننتمي إلى الحزب». وأضاف قائلا: «إنّ التكتلّ غيرّ قطاره علّه يوصله إلى سدّة الحكم ولكن على من بقي في التكتل أن يدرك أنّ ذلك وهم». كما انتقد عبد القادر بن خميس المستقيل من حزب التكتل زعامات الحزب وعلى رأسهم مصطفى بن حعفر، قائلا:» التكتلّ لن يصمد طويلا لأنّ من بقوا فيه وضعوا أنفسهم تحت حركة النهضة ووضعوا مصلحة الكراسي قبل مصلحة تونس». وشاطره الرأي زميله ناصر بوسعايدي الذي قال: «هم مصابون بفوبيا خسارة الموقع ولكنّنا سنواجههم ولن نكون معارضين من أجل المعارضة ولا موالين أصماء». وذكر عبد القادر بن خميس ل»الأسبوعي»: «سنعمل خلال الفترة القادمة على الاتصال بالمستقلين عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وأعضاء التيار الإصلاحي في حزب الديمقراطي التقدمي ليتوحدّوا معنا في هذه القوة السياسية». وأفادنا مجدي زرقونة أنّه سيقع تحويل هذه القوة إلى حزب بمجردّ انضمام مختلف الأطراف.