قال السيد راشد الغنوشي مؤخرا بأن «نهر» حركة يحتوي على 3 جداول كلّها تصبّ فيه. الجدول الاول هو جدول المساجين والجدول الثاني هو جدول المنفيين والجدول الثالث هو جدول أولئك المتخفّين من الاستبداد الذين تمكّنوا من الوصول الى أعلى النجاحات الادارية، فمنهم كما قال رؤساء مديرين عامين. والحقيقة أن هذا «الجدول» يفتح عدّة أبواب إما للنقاش أو للتساؤل، ذلك أنه لا يوجد من يرتقي الى خطّة رئيس مدير عام لمؤسسة في العهد السابق بدون أن تتوفر فيه عدّة مقاييس، منها الولاء التام للحزب الحاكم وقتها أي التجمع والنظام ككل، وأن يقدّم خدمات جليلة لهما، وأن يكون من المنتمين والمدافعين عنهما، وأن يصير رهن اشارتهما في كل مناسبة إن بالدعم أو بالدعم اللوجستي البشري... ولا شك أن مكوّنات هذا الجدول قد فعلت كل ذلك بل وزادت عليه لأن عملية التخفي من الاستبداد كانت تفرض بطبيعة الحال أن يضاعفوا جهود إظهار الولاء حتى لا تنكشف الحقيقة، وتقع الفضيحة.
ثم إن القول بوجود هذا «الجدول» وتبرير ما أقدمت عليه عناصره من تخفّ وتستّر وتقيّة تجعل من كل تجمّعي ومهما كان موقعه بريئا، وذلك لأن هذا القول يفتح الباب لأن يقول أي كان، بأنه انتمى للنظام ولحزبه الحاكم بغاية التخفي عن الاستبداد ليس الا، وأن هواه السياسي أو انتماءه التنظيمي انما كان لأحزاب معارضة أخرى ولكنه أجبر جبرا على خدمة النظام حتى لا تصله يد المستبدّ وحتى لا يُمنع من تحقيق طموحاته الادارية ومن ممارسة كفاءته العلمية.
إن كلام السيد راشد حول هذا «الجدول» هو صك براءة لكل مسؤول تجمّعي من حيث لم يكن يدري وان هذا الجدول لهو اقرار واعتراف واضحين بأن صفوة الصفوة في النهضة كانت تعمل بكل ولاء مع النظام السابق.
فهل فكّر السيد رئيس الحركة في معنى قوله قبل أن يطلق العنان للسانه؟ فعلا جاء الحق وزهق الباطل.