قدوم المدرب الفرنسي «برنار كازوني» كبديل لمواطنه «باتريك لوفيغ» لم يوقف نزيف الخيبات المتتالية للنادي الافريقي ولم يغيّر شيئا من وجه الفريق الذي خرج من دائرة الرهان على كل الالقاب في هذا الموسم قبل أن ينسحب بمرارة من مسابقة كأس «الكاف» حين عجز يوم السبت الفارط بملعب رادس عن تخطّي فريق «دجوليبا» المالي. «الشروق» سعت في اعقاب المباراة للحديث الى المدرّب «كازوني» الذي اعتبر في بداية حديثه أن نتيجة مباراة الذهاب واسبقية المنافس بهدفين دون مقابل كان صعبا تداركها خاصة أمام فريق محترم الامكانات يحذق جيدا اللعب الدفاعي ويمتلك في صفوفه لاعبين مندفعين ومع ذلك يقول أن فريقه قد استطاع العودة في النتيجة والتسجيل في توقيت مناسب جدا.
وأكّد «كازوني» أن لاعبيه قدّموا ما هو مطلوب منهم وكانوا مندفعين برغبة الفوز والمرور الى دوري المجموعات قبل أن تفصلهم عن ذلك ركلات الترجيح التي انصفت المنافس.
لم أجهّز اللاعبين لضربات الجزاء
في اجابته عن سؤال بخصوص عدم تحسبه للوصول الى ضربات الجزاء وعدم تخصيصه لحيّز زمني خلال فترة التحضيرات للتدرب عليها قال «كازوني» هي ضربات حظ والنجاح فيها يبقى نسبيا، نحن لم نتحسّب الوصول الى ركلات الترجيح وفي الأساس لم نتدرب عليها خلال فترة التحضيرات، لأن هذه النوعية من التدريبات لم تعد مطروحة في معظم الفرق ولا ألوم من أضاعوا ضربات الجزاء في هذا اللقاء لأن أكبر اللاعبين في العالم اخفقوا فيها».
سنعيد البناء من جديد
قال المدرب «كازوني» أنه بقدر ما يأسف لانسحاب النادي الافريقي من كأس «الكاف» فانه يعتبر أن النهاية السريعة للمشوار الافريقي ستفسح المجال امام عملية بناء جديدة للفريق وسيكون هناك متّسع من الوقت لاصلاح ما أمكن من اخطاء واعادة الفريق الى المسلك الصحيح.
اللاعبون تنقصهم الاحاطة والثقة
حول الانطباعات التي خلص اليها بخصوص المستوى الفني وأداء بعض اللاعبين خلال اللقاءين الاخيرين ضد الترجي الجرجيسي ولقاء أمس الاول ضد دجوليبا المالي قال الفني الفرنسي أنه تحت تصرّفه الآن مجموعة طيّبة من اللاعبين خاصة من الشبان لكن يبقوا في حاجة الى مزيد الاحاطة وفي حاجة أيضا الى جرعة من الثقة في النفس تجعلهم قادرين على الانتفاض وتقديم المطلوب منهم وعرّج بالقول «لقد سمعت الكثير عن جمهور النادي الافريقي والدعم المعنوي الكبير الذي يقدمه للاعبين وأراه في الفترة الاخيرة قد أخذ موقفا متشنجا وغاضبا تجاه بعض اللاعبين، لكني أطلب منه أن يمنح هؤلاء شيئا من الثقة حتى يحصل الاستقرار الذهني وتتضاعف قدرة العطاء بقليل من الصبر وكثير من العمل سيتغيّر حتما وجه الفريق نحو الافضل».
مشاكل قائمة في الدفاع
على مستوى الرصيد البشري وحاجيات الفريق من اللاعبين قال المدرب كازوني ان الرصيد الحالي يضمّ عديد اللاعبين الممتازين لكنه يبقى في حاجة الى التدعيم خاصة على مستوى الخط الخلفي الذي ظهر عليه الارتباك في اللقاءين الاخيرين وأضحى يفتقر الى عنصر يمتلك الخبرة والنضج التكتيكي والقدرة علي تنظيم اللعب الدفاعي وهذا طبيعي بالنظر الى صغر سن العناصر الدفاعية.
«جابو» و«ماركس» مكسب ثمين
بخصوص الانتدابات التي وفّرتها هيئة الافريقي بعد التعاقد مع الجزائري عبد المؤمن جابو والتشادي ماركس قال الفرنسي ان هذين العنصرين هما مكسب ثمين لخط الهجوم واضافتهما غير مشكوك فيها بالنظر الى الامكانات والمهارات الفنية التي يمتلكانها.
أنا من اقترح المكشّر كمدرب مساعد
اختيار هيئة الافريقي للاعب السابق للنجم الساحلي والافريقي ايضا محمد المكشر كمدرب مساعد أثار عديد التعاليق خاصة من جانب أحباء الفريق الذين يرون ان هذه الخطّة كان من الاولى أن يشغلها أحد ابناء النادي، عن هذه النقطة قال «كازوني» أنه هو من اقترح على المسؤولين في الافريقي اسم اللاعب السابق محمد المكشر بحكم معرفته الجيدة به وبحدود امكاناته في تمرير المعلومة الى اللاعبين واضاف بأنه ليس من داع للاعتراض على قدوم هذا الفني الى جانبه باعتباره يملك دراية شاملة بما يضمّه الرصيد البشري من لاعبين وحدود امكانات كل لاعب.
هذا ما أعد به
وفي ختام حديثه معنا أكد الفني الفرنسي أن فريق النادي الافريقي هو فريق تحديات وفريق ألقاب وأضاف بأنه سيفعل كل ما بوسعه ليعيد هذا الفريق الى سالف اشعاعه مضيفا بأن كل ضمانات النجاح متوفرة وسيتعهّد بتغيير وجه الفريق نحو الافضل على مستوى الاداء والنجاعة والفرجة.