تواصل تعليق الدروس بالمؤسسات التربوية والجامعية بولايتي المنستير وسوسة    سوسة: تعليق الدروس بكافة المؤسسات التربوية خلال الفترة الصباحية    جنود إسرائيليون يهددون ب"العصيان العسكري" لهذه الأسباب    طقس الاربعاء: تواصل الغيث النافع وهذه كميات الأمطار المسجلة    بقلم مرشد السماوي : هل حان الوقت لتمتيع الطبقات الفقيرة والمتوسطة بزيت الزيتون مدعما من الدولة ؟    صدرو قرار بالرائد الرسمي يتلعق بضبط تاريخ دورتي امتحان البكالوريا لسنة 2025    قمة "بريكس" في قازان.. "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"    مقل 6 وإصابة 19 آخرين في هجوم مسلح على حافلة في بابوا غينيا الجديدة    وصول ثالث طائرة تابعة للخطوط التونسية على متنها 92 تونسيّا عائدا من لبنان    شركة فرنسية تضع الإتحاد الإفريقي لكرة القدم في ورطة    خزينة الجامعة التونسية لكرة القدم تنتعش    تواصل انجاز عدد من المشاريع الرياضية و الشبابية في قفصة    في لقاء مع انفانتينو - ايدير يستعرض وضع الجامعة التونسية لكرة القدم    الرائد الرسمي.. صدور قرار يضبط تاريخ دورتي امتحان البكالوريا لسنة 2025    عرضها قبل الأول هذا الخميس بدار المسرح بدوز...«نواصي... والبعض مالذرية» جديد فرقة دوز للتمثيل    شككوا في وطنيته .. بوشناق «أنا تونسي وتراب تونس يشرفني»    في الصَّميم ...انحرافات خطيرة في برامجنا الرياضية التلفزية    أولا وأخيرا: «مسلوخ الهامة أمشي»    مع الشروق ..أسطورة... شهيد حي    رجّة أرضية بزغوان    أسعار الزيت المتداولة    صندوق النقد يخفض توقعاته بشأن النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    الملاسين: تفكيك شبكة مُختصّة في مجال ترويج المُخدّرات    الدورة الثالثة لمهرجان الإبداع الفني في الصحراء "نجع الفن" من 27 أكتوبر الى 02 نوفمبر بدوز    إعلام عبري: المسيّرة التي استهدفت منزل نتنياهو انفجرت في نافذة غرفة نومه    مطار يمنع العناق لأكثر من 3 دقائق    مختصّة في أمراض الكلى: ماء الحنفية يحتوي على كميات أقلّ من النترات    رسميا: قطيعة بالتراضي بين الترجي الرياضي والبرتغالي "ميغيل كاردوزو"    27 نائبا يمضون على مقترح تنقيح القانون الأساسي للبنك المركزي    عاجل/ ميناء حلق الوادي: ضبط أكثر من 1 كغ من الكوكايين على متن باخرة قادمة من الخارج    خمس أسباب تدفعك للاستقالة من شركة طيران خليجية    القيروان: حادث مرور يسفر عن 6 وفيات    المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم: فك الارتباط مع المدرب فوزي البنزرتي    معهد الرصد الجوي : الوضع الجوي مازال تحت اليقظة الشديدة خاصة في ولايات    الدورة السابعة من روحانيات من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر    انطلاق اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين    عاجل/ الحوثيون يستهدفون قاعدة عسكرية في "تل أبيب" بصاروخ باليستي    بطولة الكرة الطائرة للسيدات: تعيينات مواجهات الجولة الإفتتاحية    رسمي: الترفيع في طاقة استيعاب مراكز الفحص الفني    عاجل/ معطيات وتفاصيل جديدة بخصوص قيام طبيبة ببث عمليّة جراحية في المباشر على "تيك توك"..    البنك الوطني الفلاحي: ارتفاع طفيف في الناتج البنكي الصافي موفى سبتمبر 2024    الحرس الوطني يدعو الى توخي الحذر تحسبا لتساقط كميات هامة من الامطار بهذه الولايات    وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية تنظم المشاركة التونسية في المعرض الدولي للفواكه والخضرمن 5 الى 7 نوفمبر 2025 ببرلين    المهدية: تعليق الدروس بعدد من المعتمديات بسبب التقلبات الجوية    التقلبات الجوية: أبرز تدخلات الحماية المدنية خلال 24 ساعة الماضية..    الرابطة الأولى: النجم الساحلي يفقد خدمات أبرز ركائزه في مواجهة الترجي الرياضي    عاجل/ بسبب الأمطار: تأجيل الجلسات بجميع محاكم هذه الولاية إلى وقت لاحق..    خاص: الترفيع في قيمة الدعم الى 11.6 مليار دينار العام المقبل    سليانة: وضع 10 ألاف و150 قنطارا من البذور الممتازة منذ بداية الموسم بمراكز التجميع    الفنانة شيرين تدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية..ما القصة؟    أصبح ظاهرة متفشية في مؤسساتنا التربوية .. التدخين يقتل أطفالنا في صمت !    وفاة الإعلامي جميل الدخلاوي    ديوان الإفتاء: إمرأة وإبنتها تعتنقان الإسلام    نادين نجيم تنفي صحة الشائعات حول انفصالها عن خطيبها    تأثير الكافيين على وزن الجسم والإصابة بالسكري    بعدك يا نصر الله، بعدك يا سنوار    يا يحي .. خذ القضية بقوة..    مفتي الجمهورية في زيارة لشركة مختصّة في انتاج زيت الزيتون البكر وتعليبه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوسة: أيّ مستقبل للتعاون الشبابي التونسي الأوروبي بعد الثورة؟
نشر في الشروق يوم 08 - 07 - 2012

الاستبداد السياسي والأفكار المسبقة والإعلام وضعف الهياكل الشبابية والمجتمع المدني وتواضع الدعم المالي شكّل كل ذلك عوامل أعاقت آليات الحوار الحقيقي والتعامل بين شباب العالم من جهة والشباب العربي من جهة أخرى هذا ما أجمع عليه شباب وممثلون عن بعض الجمعيات الدولية بسوسة.

يأتي ذلك خلال لقاء دراسي نظمه الاتحاد الأوروبي حول واقع العمل الشبابي في تونس بعد الربيع العربي.

كما لم يخف الشباب الحاضر استبشاره وتفاؤله لبوادر تغيير العقليات والحرص على تفعيل التعاون الحق بين مختلف الجمعيات العالمية وخاصة التي لها صلة بالعمل الموجه للشباب. «الشروق» اغتنمت فرصة تواجد هؤلاء الشباب والعديد من ممثلي جمعيات دولية للقيام بتحقيق حول شروط و آفاق التعاون الشبابي الأوروبي والتونسي بعد الثورة وكيفية تجاوز مختلف العراقيل في ظل نظم سياسية ديمقراطية، فكانت الآراء تقريبا متناغمة بنّاءة تهدف جميعها إلى تفعيل حقيقي لآليات هذا التعاون.

فقد اعتبرت الإيطالية «ليتيان سباتا» أن هناك العديد من الأطراف الدولية استفاقت الآن لتعترف بتونس وتوليها اهتماما والأكيد أنه بعد الثورة التونسية ستتدعم قنوات الحوار بين تونس ومختلف البلدان العالمية. وفيما يخص العمل الشبابي أضافت ليتيان قائلة «لا ننكر وجود عوائق منها المتعلقة بالجانب المادي كالتي تعانيها المشاريع بين المؤسسات الجامعية مثلا فلابد من دعم الحكومة لمثل هذه المشاريع وغيرها لأن المبادرات الشبابية دون سند مادي لا تكفي وهو ما تسعى بعض الهيئات والمنظمات الدولية لتغطيته مثل الاتحاد الأروبي والجمعيات الأورومتوسطية للتبادل الشبابي وغيرها لضمان تعاون ناجع بين شباب العالم، وعلى وزارة الشباب بتونس أن تزيد من تطوير طرق عملها وتعمل على توفير الوسائل المساعدة لتنفيذ المشاريع الشبابية بكل نجاعة وجدية، وفي خصوص ما ترسخ في أذهان العديد من الأوروبيين من أحكام مسبقة حول الإسلام فإنها متأتية من فراغ وشائعات وخلط بين النظم الاجتماعية ومن عدم دراية فأنا أتواجد في تونس للمرة السادسة على التوالي لتعلّم اللغة العربية واقتربت كثيرا من العقلية السائدة ومن الثقافة العربية الإسلامية واكتشفت عكس ما يشاع و ما تتناقله الألسن والذي عادة ما يكون من طرف السياح الذي ينشغلون بالشاطئ والشمس لا غير و لا يتوجهون لاكتشاف الخصوصيات الثقافية والدينية للبلد الإسلامي الذي يزورونه مما رسخ في أذهانهم أحكاما مسبقة فلابد ان تقوم السلط التونسية بالتعريف بخصوصيات البلد الثقافية والتاريخية والدينية حتى تكون في متناول السياح تجنبا لمختلف الأحكام المسبقة وترسخ فيهم حقائق ثابتة».

العمل الجمعياتي سند شبابي

دعّم الشاب «بريجو داميان» من فرنسا رأي زميلته الإيطالية فيما يخصّ أهمّية الدعم المادي الحكومي لمختلف المشاريع الشبابية مؤكدا في نفس الوقت على دور المجتمع المدني وأهمية الجمعيات والمنظمات في خلق فرص التعامل بين الشباب وتمويلها مضيفا القول «رغم أني أجهل الأوضاع في تونس قبل الثورة ولكن أعتقد أن التغيير أمر متأكّد في كل الحالات و الذي سيرجع بالفائدة على المجتمع المدني بإثراء العمل الجمعياتي وخلق جمعيات جديدة تستقطب الشباب بمختلف فئاته و تجعله شريكا في خدمة المجتمع والنهوض بمختلف مجالاته الحياتية و بالانخراط الفعلي في العمل الجمعياتي فالشاب الأوروبي قادر على تجاوز مختلف الأحكام المسبقة حيث سيقترب أكثر من المجتمع الإسلامي وسيكتشف حقيقة تفكير أفراده البعيدة عما يشاع من صفات الإرهاب والعنف وهو ما استفدنا منه من خلال تواصلنا مع جمعيات من بلدان عربية».

أما السيدة «مانو إلاديبل» من ألمانيا وهي عضو في إحدى الجمعيات الشبابية اعتبرت أن «وسائل الاتصال الحديثة مكّنت من تقريب الشباب العالمي وربطت الصلة بين العديد من الجمعيات وساهمت بقسط كبير في بعث العديد من المشاريع الشبابية ولكن يبقى العامل المادي هو المعرقل لتنفيذها بحكم أنها تتطلب اللقاءات المباشرة مما يستوجب أموالا من تذاكر سفر وإقامة وغيرها من المصاريف وهو العائق الذي تسعى إلى تذليله العديد من الجمعيات الدولية لأن ّما يُبْنَى في الحاضر هو بكل تأكيد سيؤسّس للمستقبل»، ويشاطرها الرأي الشاب «جعفر» وهو باكستاني الأصل بريطاني الجنسية مضيفا القول «أحداث 11 سبتمير مازلت مؤثرة في العديد مما خلق الكثير من الأحكام المسبقة تسربت إلى الفئة الشبابية وأعتقد بالزيارات الدائمة والتأطير الجمعياتي بالامكان أن تتغيّر هذه العقلية التي تحرّكها وسائل الإعلام المسيّسة، ممّا يحتّم العمل جميعا من أجل إرساء مبادئ السلام في كنف العمل التشاركي البنّاء بعيدا عن الفروقات الدينية والجنسية وأعتقد جازما أن الشباب قادر على تغيير الساسة وفي بريطانيا بدأت محاولات في هذا الصدد».

محرار العمل الشبابي

ركّز السيد «إيريك تشلشل» عضو بالوحدة الأورومتوسطية للشباب بالإتحاد الأوروبي على البعد السياسي مشدّدا على أهميته ومعتبرا إياه المحدّد لطبيعة العمل الشبابي واصفا المشهد السياسي التونسي بشقين «القديم والجديد»، مضيفا «سنسعى إلى اختيار ما يناسب العمل الجمعياتي الشبابي من كلا الشقّين فالمكاسب مهمة والتغيير أهمّ إذا كان طبعا نحو الأحسن ومسبوقا بنظرة نقدية موضوعية بناءة، ورغم أن الوضع السياسي بتونس غير واضح فإن ما يجلب التفاؤل هو غياب الموانع والإرتياح العام للجوّ الديمقراطي السائد، وعلى ضوء دراسة واقع العمل الجمعياتي بتونس سيدرس الإتحاد الأوروبي الآليات المناسبة لتفعيل هذا التعامل بين شباب العالم».
كما اعتبرت الألمانية «كارمن قريم «أن لا حدود بين شباب العالم فلا يجب الإقرار بالحد الفاصل بين الشباب الأوروبي والشباب العربي غير البحر ويجب ترسيخ هذه العقلية بعيدا عن كل الفوارق رغم الأحكام المسبقة التي ترسخها وسائل الإعلام في ألمانيا من حيث ما يسمى فوبيا الإسلام والخوف من المسلمين وغيرها من الأحكام التي لا صلة لها بالموضوعية ويبقى التواصل الحقيقي هو الذي ينفيها ولابد من تفعيل آليات حقيقية للتواصل والشباب قادر على تفنيد مختلف الأحكام المسبقة المسيئة للمسلمين ولابد من العمل من أجل ذلك»، وثمّنت النورفيجية «سونيفا سكجتا» البعد التشاركي في العمل الشبابي مشترطة تفعيل ذلك عبر قنوات الجمعيات والمنظمات التي تؤطّر إضافة إلى الشباب المنخرط كذلك مختلف المشاريع الشبابية المبرمجة ضمن استراتيجية محكمة والشباب في مختلف أنحاء العالم اصبح له قدر محترم من الثقافة تخوّل له تجاوز الأحكام المسبقة ولم لا الإنكباب على قراءة القرآن مثلما الحال بالنسبة إليّ حيث درست القرآن ولاحظت أنه ينادي بالإسلام حتى يعرف حقيقة الإسلام من مصدره الحقيقي ولا مصادر أخرى قد تكون مشبوهة والتي تتحمل مسؤوليته وسائل الإعلام ومن يصدر أحكاما مسبقة ليست له دراية بالإسلام».

الوعي والتكوين

وشدّدت السيدة «فريد يريكا دي ميكاني» من إيطاليا ممثّلة عن الاتحاد الأوروبي على شَرْطَيْ الوعي والتكوين لتفعيل التعاون الشبابي مضيفة القول «يبقى عامل الاحتكاك مهمّا جدا مما يستوجب التواصل المباشر خاصة من طرف الشباب الأوروبي حتى يتعرف بصفة جيدة على المجتمع العربي، فلابدّ من تفعيل قنوات ودعائم هذا التواصل حتى نحقق النجاعة المرتقبة و نكسب رهان نجاعة أبعاد هذا التعاون الشبابي العالمي بعيدا عن الأحكام المسبقة وأشكال التفرقة والصورة القاتمة التي تمررها وسائل الإعلام الغربية كانت أو العربية حسب الظروف السياسية السائدة و يجب العمل على تعويد الشباب على الحوار وتبادل الآراء بدون تعصب وهذا التحدي الكبير الذي يجب أن يكسبه شباب العالم كشرط رئيسي للكفاءة».

الشباب التونسي والمفارقة الغريبة
الملاحظ للقوانين التي تخص قطاع الشباب والثقافة والجمعيات والأشواط المقطوعة في مجال البنية التحتية والبرامج التكوينية للإطارات الشبابية والثقافية إضافة إلى الاستعدادات والقدرات والمواهب التي تتميز بها نسبة كبيرة من شبابنا وما يقابلها من واقع العمل الشبابي يلاحظ بدون أدنى شك أن الحصيلة تقف حد المجال النظري مخلّفة أكثر من استفسار في ظل حالة الاحتقان والفراغ التي يعيشها شبابنا نتاج سطحية البرامج المستهدفة لهذه الشريحة العمرية وضعف التأطير والهياكل الشبابية والثقافية وسوء توظيف الإمكانيات المتاحة وإخضاع المشرفين على القطاع الشبابي والثقافي إلى تكريس غايات الحزب الواحد ولعب دور المسؤولين السياسويين وما نتج عنها من تداعيات تخفي مختلف التجاوزات الحاصلة وما أفرزه كل ذلك من عقلية التراخي و اللامبالاة والاستخفاف بالشاب فغاب لدى العديد من المسؤولين أو من الجمعيات والمنظمات الحس المدني وواجب المسؤولية الذي لا يجب أن يقف حد الاستقطاب والتعبئة بل يتجاوزها إلى حسن التأطير والتكوين مما أفرز واقعا قاتما للعمل الشبابي في ولاية سوسة والتي قد تشاركها فيها العديد من الولايات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.