لم تكن سوسة الولاية الوحيدة التي زارها هذا الوفد الشبابي بل سبقتها ولايات أخرى قصد الوقوف على حيثيات هذا الواقع والتحاور من أجل إيجاد الآليات الناجعة لتفعيل العمل الشبابي بين مختلف مكوّنات المجتمع المدني الدولي وخاصة بين شباب العالم على حدّ تأكيد مقرّر الملتقى الأمريكي السيد «إيريك تشرشل» مضيفا القول «إضافة إلى دراسة واقع العمل الشبابي بتونس نهدف إلى تحديد التغييرات والامتيازات والتحدّيات التي أفرزها هذا الواقع بعد الثورة، ومن خلال تواجدنا في تونس لاحظنا جانبين الأول له علاقة بالنظام السياسي القديم والجانب آخر بالنظام الجديد ،والتحدّي الأكبر بالنسبة إلينا يتمثل في تحديد ما يجب الاحتفاظ به من الماضي وما يمكن توظيفه من التغييرات الحاضرة «وحول أهم الملاحظات التي تم تدوينها أجابنا السيد إيريك قائلا في احتراز «الوضعية غير واضحة في تونس ولاندري من اليوم إلى شهر مارس القادم ماذا سيحدث وما الذي سيتغير في المشهد الجمعياتي بتونس رغم أننا متأكدون أن المجال أصبح مفتوحا بعد الثورة عكس فترة النظام السابق، كما التمسنا من خلال لقائنا مع العديد من الشباب التونسي تفاؤلا وأملا يغمر مشاعرهم واستعدادا للعمل الجمعياتي بكل تفان مما يجعلنا نتفاءل بدورنا خيرا بمستقبل المجتمع المدني بتونس». لماذا اليوم بالذات ؟!
حول سبب عدم القيام بهذه الدراسة قبل الثورة أجابنا السيد «إيريك» مترددا لم يكن مسموحا لنا قبل الثورة التونسية أن نبحث في واقع شواغل الشباب التونسي وحقيقة العمل الجمعياتي بتونس وذلك في ظل النظام السياسي المستبد الذي كانت تعيشه تونس وعندما وجدنا الظروف مناسبة في هذا المناخ الديمقراطي تواجدنا». تغيير نسبي أكدت السيدة «فريديريكا ديميكاري» المسؤولة عن هذا البرنامج الدراسي وممثلة عن هذه الوحدة الأوروبية مدى إعجابها بما لاحظته من ظروف ممهدة للتعاون مضيفة القول «قد يكون التغيير الجذري أمرا يتطلب وقتا أطول ولكن الثورة التونسية قد غيرت أشياء في مستوى عادات المجتمع والتفكير في المستقبل نحوالأفضل من حيث التعايش ضمن مجتمع مدني متضامن والذي يبقى في حاجة متأكدة لمزيد من الانفتاح والحوار وتلاقح الأفكار بين مختلف شباب العالم من أجل تفعيل ناجع لمختلف المشاريع الشبابية المقررة».
عدم توازن!
التقت «الشروق» أيضا ممثلا عن جمعية تونسية وهوالسيد شكري جغام رئيس جمعية التنشيط الثقافي بحمام سوسة وأحد منسقي هذا اللقاء والذي أطر لنا هذه المناسبة التي استغرقت أشهر لتحضيرها على حد تأكيده ، معتبرا أنها «ستجدد شبكة العلاقات بين الجمعيات التونسية والجمعيات الدولية وستفعّل العمل الشبابي بآليات أكثر نجاعة».
إلا أن ما لاحظناه هوالعدد الضئيل للجمعيات التونسية الحاضرة في هذا الملتقى في ظل عدم تواجد الجمعيات ذات التوجهات التنموية والثقافية وغيرها من الجمعيات التي كان من الممكن أن تطرح البدائل وتثري الحوار الذي كان تقريبا من طرف واحد حيث كان الشباب التونسي الحاضر وهو نفس الوجوه التي تتواجد في مثل هذه الملتقيات متقنا للغة الإنقليزية ولكن لم يرد على استفسارات وأوجه النظر العميقة والمفصلية والتي أثارها الشباب الأوروبي وأعضاء الجمعيات الأوروبية الحاضرة حيث كانت جل التدخلات التي استمعنا إليها من طرف هذا الشباب التونسي سطحية وغير جدية همّشت وميّعت في جانب كبير منها القضايا المطروحة ولم ترتق إلى مستوى اللقاء، مما قد يفرز أحكاما سلبية عن شباب العمل الجمعياتي التونسي ككل في وقت يوجد من الكفاءات والخبرات الشبابية في ولاية سوسة في هذا المجال الشيء الكثير وكان من الممكن دعوتهم خاصة وأن العديد منهم صرحوا لنا أن ليس لهم علما بهذا الملتقى مما قد يفرز أكثر من استفسار على رأسها متى تصل الثورة أذهان الذين تم تعيينهم أوالذين عيّنوا أنفسهم لتنظيم مثل هذه الملتقيات في ظل تمسكهم بمثل هذه المناصب منذ العهد البائد إلى الآن واستمرار اعتمادهم لسياسة المحسوبية والإقصاء في ظل واقع تبادل شبابي أوروبي تونسي يستفيد منه الكهول «المسؤولون» والمقربون منهم ويُحرم منه الفئة الشبابية المستحقة المستهدفة بالنفع أوروبيا ولكن للأسف نرجوأن لا تكون مستهدفة بالإقصاء داخليا !!! .