نظم مركز «الشريف» للدراسات وجمعية الجم الدولية مؤخرا حلقة نقاش حول حرية الإعلام بحضور الأستاذ صلاح الدين الجورشي والسيدة نزيهة رجيبة (أم زياد)، في حين تغيب الضيف الإعلامي الطاهر بن حسين صاحب فضائية الحوار التونسي، وأدار الحوار الدكتور مازن الشريف. السيدة أم زياد أكدت على الانفلات الإعلامي والمبالغة في استهلاك «مادة» الحرية من طرف الراكبين على الثورة الذين كانوا يطبلون للنظام السابق، كما أشارت إلى أنها تدعم الحرية المطلقة للإعلام مع التقيد بالأخلاق العامة دون الحاجة إلى قانون يجرم الإساءة إلى المقدسات لما في ذلك من إمكانية لتقييد الإعلام، وفي خاتمة مداخلتها أكدت أنه لا سبيل لانتقال ومسار ديمقراطي دون صحافة حرة.
أما السيد صلاح الدين الجورشي فأوضح أن الطوفان السياسي أصبح طاغيا على الحياة الفكرية رغم أن الفكر والثقافة هي التي تعطي للفعل السياسي معنى، وقد ثمّن دور الصحافة في كشف الحقيقة وترسيخ القدرة على الحوار رغم بعض الأخطاء و»الزلات» التي شابت قطاع الإعلام، وأضاف الجورشي أن هذا القطاع يشكو من الفوضى والتدهور في بعض أجزائه وخاصة الإعلام الذي يمس من الحياة الشخصية والحريات الفردية أو ما يعبّر عنه بصحافة «السلخ»، مناديا بضرورة الانتقال من إعلام السلطة إلى إعلام المجتمع من أجل بناء ودعم الصحافة كسلطة رابعة في البلاد .
وتابع الإعلامي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي حديثه قائلا «نحن في حاجة إلى إعلام يفكك الحدث ويعيد بناءه من جديد بكل حرفية وموضوعية ومصداقية، وإلى صحافة الرأي التي تنقد بعيدا عن التجريح وتمدح بعيدا عن التطبيل و»التبندير».