الفقر والخصاصة والبطالة وسوء حال المساكن وقلة ذات اليد مظاهر اذا ما اجتمعت فانها تحتاج الى تدخل الجهات المعنية لرفع الضيم عن أصحابها. غير أن المعاناة تصبح أكبر حين تسجل حالات الاعاقة حضورا في العائلة. السيد لطفي الجبري رجل معاق وأب لطفلين قاصرين وزوجة في مقتبل العمر (33 سنة) يعاني وعائلته الصغيرة حياة الخصاصة والافتقار الى أبسط ضروريات الحياة وأولها منزل يأويهم ويحفظ كرامتهم فهم يقطنون غرفة واحدة (الأب والزوجة والطفلان) والحال نفسه بالنسبة إلى أخيه والد الأربعة أطفال مع أمهم فضلا عن الجدة صاحبة المنزل ومالكته الأصلية والواقع بأحد أحياء قصر باردو من معتمدية باجة الشمالية . الأم دفعتها عاطفة الامومة فتبرعت لكل من أبنائها بغرفة تجمعهما وأبنائهما وتوفر عليهم مشقة اكتراء منازل هما غير قادرين على تسديد معاليم إيجارها. غير أن المؤسف في حال السيد لطفي هو الاعاقة التي ابتلاه الله فيها على اثر حادث باحدى شركات الشحن والتوزيع بحلق الوادي التي كان يعمل بها سائقا لاحدى شاحنات نقل البضائع تسبب له في قطع ساقه اليسرى فأضحى على عكازين دون عمل أو راتب عدا جراية شهرية مكنه منها الصندوق القومي للضمان الاجتماعي دائرة حوادث الشغل والامراض المهنية وقدرها 122 دينارا و500 مليم حسب نسخة من الجراية التي تقدمت بها زوجته تعيل منها هذه العائلة وتوزعها الأم على مختلف مطالب العائلة بالقدر المستطاع.
الا أن الجديد في في حالة السيد لطفي الصحية هو انسداد أحد العروق بساقه المتضررة تطلب منه اجراء عملية جراحية غير أن مصاريف التنقل والعلاج وكل مستلزمات العلاج كثيرة على قدرة هذه العائلة الانفاقية حيث ذكرت زوجته السيدة حياة وقد اغرورقت الدموع في عينيها فحبستها في مآقيها وكأنها خجلت ان تبكي امام زوجها وقالت بصوت مرتعش :«لقد تعبنا كثيرا فكلانا عاطل عن العمل ولم يصغ الينا أي مسؤول رغم ترددي المتواصل على مقر المعتمدية والولاية دون جدوى».
وأضافت مقسمة انها قد عادت للتو من مكتب السيد المعتمد الذي دعاها الى التحلي بالصبر الى حين النظر في شأنها كما أكدت لنا ان أكثر ما يحز في نفسها هو عدم استطاعتها الحاق طفليها باحدى رياض الاطفال رغم اصرارهم المتواصل بتعلة عدم قدرتها على دفع المعلوم الشهري لذلك. وقد استخرجت السيدة حياة كل الوثائق المتعلقة بحالة زوجها اي الملف الطبي الذي أكدت كل وثائقه أن نسبة ضرره الجسدي 90 بالمائة فضلا عن كومة من نسخ في المطالب التي تقدمت بها الى الجهات المعنية باحثة عن عمل وطالبة المساعدة في تكوين مورد رزق صغير لها أو لزوجها المتضرر والذي أكد لنا براعته في الابتكار في مجال الصناعات التقليدية وذكر انه وزوجته قد تقدما الى المعتمدية بمطلب في تمكين احدهما من احدى دكاكين القرية الحرفية المغلقة الا أن الرد لم يكن كما ينتظرون فباءت آمالهما وأحلامهما بالفشل .
غير أن حصول هذه السيدة على محل بالقرية الحرفية صار حلما وأملا ذكرت أنها تدعو الله بكرة وأصيلا لتحصل عليه عل الله يعيد اليها أملا جديدا في الحياة لتستمر من أجل عائلتها التي هي في أمس الحاجة الى حزمها وعزمها علها تعيد بناء ما هده مصاب زوجها من الآمال. غير أن السؤال يبقى قائما بشأن طفليها اللذين حرمتهما الظروف التي لا ذنب لهما فيها وهو : أليس من حق هذين الطفلين الالتحاق باحدى رياض الأطفال كغيرهما من أطفال العالمين ؟ لعل الاجابة سوف تصدر عن مكتب المندوب الجهوي لحماية الطفولة.