بعيدا عن المستطيل الأخضر، شهدت فعاليات النسخة الرابعة عشرة من كأس أوروبا للأمم المقامة حاليا في أوكرانيا وبولونيا العديد من الفضائح التي قد لا نسجلها حتى في البلدان الأكثر تخلفا في العالم. أثناء مباراة إسبانيا وإيطاليا وقفنا على حقيقة مرة تتمثل في العنصرية المقيتة التي أظهرها مشجعوا «الماتادور» تجاه اللاعب الأسمر في تشكيلة الطليان وهو «بالوتالي» حيث نعتوه ب «القرد» لينضم بذلك هذا اللاعب الى ضحايا هذه الظاهرة المخزية التي لاحقت في السابق عدة لاعبين مثل الكامروني صامويل إيتو والمغربي عبد السلام وادو... وحتى المنتخب الهولندي لم يكن بدوره بمنأى عنها أثناء النسخة الحالية من كأس أوروبا للأمم وذلك في وقت اكتفى فيه الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بالتوعد والتهديد بمعاقبة المذنبين.
إبادة الكلاب والتبول في الأماكن العمومية
عادة ما تقدم أوروبا دروسا بليغة للعالم بأسره على مستوى الرفق بالحيوان وكذلك المحافظة على البيئة ولكن جاءت أحداث أورو 2012 لتطرح أكثر من سؤال، بما ان أوروبا التي انتقدت بالأمس البرازيل بسبب إقدام هذا البلد على قتل حوالي 300 ألف حمار سنويا لاستخدامها في الصناعات الغذائية والتجميلية فإنها قد تجد نفسها في موقف محرج بعد أن قامت السلطات الأوكرانية بإبادة الكلاب من خلال تسميمها وحتى احراقها استعدادا لأورو 2012 ولم يتوقف الأمر عند هذا بل ان أوكرانيا التي تنظم هذه التظاهرة الرياضية بالشراكة مع بولونيا سمحت ايضا للأجانب بالتبول علانية في الأماكن العمومية وذلك في الوقت الذي كنا نسمع فيه بالأمس عن ذلك البريطاني الذي سلطت عليه غرامة مالية ضخمة بعد القائه عود ثقاب في الشارع! ونشطت في أوكرانيا أيضا ظاهرة الدعارة وهو ما يذكرنا بما حصل في مونديال ألمانيا عام 2006 عندما سمح الألمان بجلب 40 ألف عاهرة لجذب السياح بمناسبة احتضان بلادهم نهائيات كأس العالم آنذاك! وهو اجراء غريب بحكم ان كل الأطراف دأبت على الحديث عن اسهامات الألمان في مجال حقوق الانسان فألمانيا عادة ما تكون طرفا في جميع العهود والاتفاقيات المعنية بهذا الميدان... أما أوكرانيا فيبدو انها لا تؤمن بعامل الزمن اذ ما الفرق بين أوكرانيا الاشتراكية التي اغتصب الألمان نسائها أيام الحرب وأوكرانيا المنشقة عن الاتحاد السوفياني منذ عام 1991 التي تحوّلت أثناء الأورو الى «بيت كبير للدعارة»؟
مدرب كرواتيا متهم بالشذوذ!
تناقلت وسائل الاعلام صورا فاضحة لمدرب كرواتيا «بليتش» وهو بصدد تقبيل أحد المشجعين مما جعل بعض الأطراف تتهمه بالشذوذ وقد برر هذا الفني موقفه بأنه ترك المجال لهذا المشجع ليفعل ما يشاء بعد ان سجلت كرواتيا الهدف الثالث في شباك ايرلندا حتى لا يقال عنه انه مغرور!
وقد اتضح من خلال متابعتنا لأورو 2012 ان الملاعب الافريقية والعربية ليست وحدها تقطر دما بما ان الجمهور الروسي قام بالاعتداء على حراس الملاعب عقب مباراة فريقه ضد التشيك واشتبك جمهور الدب الروسي ايضا مع جماهير بولونيا نتيجة تراكمات سياسية مكشوفة للجميع (يؤكد البولونيون ان الروس كانوا وراء مقتل رئيسهم السابق) كما سلط الاتحاد الأوروبي عقوبة مالية قدرها 25 ألف أورو على كرواتيا بسبب القاء جماهير هذا المنتخب الألعاب النارية وكذلك نزول أحد المشجعين الى ارضية الميدان التي كانت بدورها محل لانتقاد من قبل الاسبان حيث يعتقد زملاء «تشافي هرنانداز» ان ارضية الملاعب المستضيفة للنهائيات جافة جدّا مما تسبب في عدة صعوبات للاعبين أثناء تحركهم فوق الميدان.. وكل هذه الفضائع وهذه النقائص التي وقفنا عليها من خلال متابعتنا لأورو أوكرانيا وبولونيا يتطلب حتما من كل الأفارقة والعرب بالاضافة الى الآسياويين... ان يتخلصوا من عقدة تلك الصورة المثالية التي تشكلت في مخيلتهم عن أوروبا.