احدى الصحف اليومية التونسية أعياها البحث عن النجاح السهل السريع وأنهكها ما بذلته من جهود يائسة وبائسة للفوز بثقة واحترام القراء. ولما أيقنت أنها فاشلة لا محالة وأنها سائرة إلى الاندثار، التجأت كما تعوّدت من عمرها القصير إلى حيلة بسيطة وساذجة لكنها اجرامية تمثلت في ارتكاب سبر للآراء من نوع «الدياري» الذي لا يمت إلى المناهج العلمية بصلة ولا يحترم قواعد الاستفتاء التي يجب أن تكون معلنة شفافة ومستندة إلى قواعد موضوعية ومنجزة من طرف مختصين مشهود لهم بالكفاءة.
لكن احترام هذه القواعد لم يكن شأن هذه الصحيفة بقدر ما كان هدفها من هذا الاستفتاء المزعوم حول أفضل الصحف اليومية هو تحقيق وهمها الكاذب والتقدم في الترتيب على جريدة «الشروق». وهذا ما تجرأت على نشره فعلا غير عابئة بما يمكن أن تثيره نتائج مثل هذه الاستفتاءات من ازدراء وسخرية لدى جموع القراء الذين لا شك أنهم ضحكوا كثيرا لما اطلعوا عليه من انخداع سخيف ونسيج كاذب من نوع تلك التي تذكرنا بخرافة الضفدعة التي تريد أن تكون أضخم من الثور أو «الهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد».
وعلى افتراض أن هذه الصحيفة أفضل جدية ومصداقية من «الشروق» فلماذا يعرض عنها القراء ولماذا لا يقبل عليها المستشهرون ولماذا لا يصل بيعها ونسبة انتشارها 1٪ مما تحققه «الشروق»؟
ثم كيف تكون أفضل من «الشروق» وفريق تحريرها من الصحافيين الذين عملوا في «الشروق» وغادروها بعد استدراجهم وإيهامهم بالربح والتألق الكاذبين؟ ثم إذا كانت هذه الصحيفة أفضل من «الشروق» فما حاجتها لتأكيد ذلك أصلا؟
إن حمى النجاح بكل ثمن التي تملكت بالقائمين على هذه الصحيفة لا تشفع لهم جهلهم بقوانين المنافسة الشريفة وإن كنا في الحقيقة لا نستغرب هذا من ذوي السوابق العدلية.