شهدت ولاية الكاف مؤخرا احتجاجات كبيرة وقد صب أبناء الجهة جام غضبهم على ممثليهم بالمجلس التأسيسي واتهموهم بخدمة أجندات أحزابهم على حساب المطالبة بما تستحقه الولاية من تنمية «الشروق» التقت بعض أهالي تاجروين فكان النقل التالي:
يقول عبد الحميد النقيب ( ناظر بالمستشفى المحلي بتاجروين):« كان أداء أعضاء المجلس التأسيسي خلال المدة التي مرت مرتبكا وخاضعا إلى أجندات حزبية ، على حساب الدفاع عن متطلبات الجهة وحقها في التنمية ، والحال أنها تعاني من تهميش كبير في جميع الميادين . وهوما ولد احتقانا كبيرا لدى أبنائها تحول أخيرا إلى احتجاجات والإعلان عن إضراب عام يوم 4 جوان المقبل من طرف الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل. وإضافة إلى هذا الارتهان الحزبي هناك انعدام تواصل مع أبناء الجهة رغم أن النظام الداخلي للمجلس خصص أسبوعا كاملا كل شهر للأعضاء للتواصل مع المواطنين . فتواصلهم بقي مقتصرا على زيارة الأهل والأصدقاء أوبعض المكاتب الحزبية. مما جعل المواطن يحس بأنهم تنكروا له بعد الانتخابات. رغم وعودهم الكبيرة التي قدموها اثناء الحملة الانتخابية . كما أن تركيبة المجلس التأسيسي وسيطرة بعض الكتل عليه ، ربما جعلت البعض منهم ييأس من فرض صوته داخله. وهنا أقول لهم تذكروا برنامجكم الانتخابي للمواطن , فان انتم نسيتم فالمواطن لم ينس تلك الوعود التي لم ير منها أي تجسيد على ارض الواقع. كما ادعوهم بكل محبة إلى محاورة المواطن والسماع إلى مشاغله ومصارحته بالحقيقة . والابتعاد عن الوعود الكاذبة حتى نحد من حالة الاحتقان الموجودة حاليا بولاية الكاف...»
مجرد وعود
ويضيف السيد حسين المسعودي (نقابي) ما تحقق بولاية الكاف متناقض مع ما وعد به أعضاء مجلسنا التأسيسي أثناء حملتهم الانتخابية . فقد وعدوا بإنجازات كثيرة لم يتحقق منها شيء . كما أن ما طرحوه أثناء حملتهم الانتخابية كان دون معرفة لواقع الجهة وإمكانياتها وواقع تونس ككل . فهم وعدوا بمشاريع ضخمة دون معرفة حجم الميزانية للدولة. بعد ذلك جاء مشروع الميزانية التكميلية وانخرط نوابنا في تقديم طلبات بعيدة كل البعد عن الطلبات المبنية على دراسات علمية لواقع وإمكانيات الجهة وهناك دراسات قام بها الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 2006 بها مشاكل الجهة والحلول الممكنة لها. فولاية الكاف ليست في حاجة إلى 57 مشروعا أو1000 مشروع. بل هي في حاجة إلى مشروع واحد لووقع انطلاقه لكفينا أنفسنا المطالبة بالتنمية. وهذا المشروع هوانطلاق منجم « سرى ورتان» للفسفاط ..
أما الأسعد الحناشي (استاذ تعليم ثانوي) فيضيف أنا لا انتمي لأي حزب سياسي وأقول بصراحة : أعضاء المجلس التأسيسي بالكاف لم ألاحظ لهم وجودا بعد الانتخابات, ولم يكن لهم أي تواصل مع المواطن، وما وقع أخيرا بالكاف من أحداث شغب هم يتحملون جزءا منه. لأنهم لوكانوا يتواصلون مع المواطنين ويشرحون لهم الإمكانيات المتاحة للحكومة وما رصد منها للكاف لما وقع ما وقع . واطلب منهم تحمل مسؤولتهم أمام المواطن الذي انتخبهم لتجسيد ما وعدوه به أثناء الحملة الانتخابية ...
لا نعرف سوى الأسماء
من جهته يقول بلال السعيدي(متحصل على شهادة تقني سام في النسيج ومعطل عن العمل): أنا لا اعرف إلا أسماء البعض منهم اما على ارض الواقع فلم أشاهدهم . فحتى ظهورهم أثناء مناقشة القوانين غير موجود، باستثناء ظهور محتشم للنائب «محمد نجيب حسني» أثناء مناقشة النظام الداخلي للمجلس. ومقارنة بنواب الجهات الأخرى فهم غائبون تماما . واطلب منهم خلال المدة المتبقية إيصال صوت الجهة إلى أصحاب القرار, واختم لأقول خلال الانتخابات المقبلة لن أصوت لأي منهم لأنهم خذلونا ....أما سمير حسنات (متحصل على شهادة في علوم الحياة والأرض وعاطل عن العمل منذ 10 سنوات) فيقول: منذ الانتخابات لم أر واحد منهم وليس لهم أي تواصل بالمواطنين وحتى تدخلاتهم بالمجلس والتي نقلتها التلفزة لم نشاهد أي عضومنهم تحدث عن مشاغل الجهة ..ولوكانوا فاعلين لما وقعت الاحداث الأخيرة التي جدت بالكاف . ولن اطلب منهم الآن أي شيء لأني أصبت بخيبة أمل من دورهم . ولن أتصور أن المواطن بالكاف سيعيد إعطاء ثقته فيهم أثناء الانتخابات المقبلة...
اما عاطف شعباني (عضوبالمكتب المحلي لحركة النهضة بتاجروين) فيعقب : كان أملنا كبيرا في شخصية السيد «عبد اللطيف المكي» ولكن للأسف انتقاله إلى وزارة الصحة برتبة وزير لم يكن في صالح الجهة للتعريف بمشاغلها . أما السيد «مختار اللموشي» مازال في أيامه الأولى منذ التحاقه بالمجلس ... وقد اتصلنا بالاخت منيرة أكثر من مرة وأعلمتنا أن الوقت غير كاف بسبب عملها باللجان بالمجلس. واكدت أيضا أنها التقت ببعض الوزراء وقدمت لهم مشاغل الجهة . أما بقية الأعضاء لست على إطلاع بما قاموا به لولاية الكاف . ولكن لا أنكر أن هناك تقصيرا من جميع نوابنا بالمجلس التأسيسي بمن فيهم نواب حركة النهضة في إيصال مشاكل الجهة إلى أصحاب القرار . هذا مقارنة بما نراه بالجهات الأخرى . حيث يحرج نوابها الوزراء أثناء عرض مشاغل جهاتهم . واعترف أن هناك غموضا حول ما برمج لجهة الكاف من مشاريع بالميزانية التكميلية .
وقد أكد ذلك والي الجهة الذي قال: «لا شيء وصله من مشاريع تنمية لولاية الكاف ». كما أن هناك لوما موجها لنوابنا بالمجلس من طرف المواطنين . ولا نشك في مقدرتهم ولكن عليهم الدفاع أكثر عن تحقيق التنمية بهذه الولاية . ومن المفروض أن يتوحد النواب الستة المنتمون لها ويتركوا جانبا انتماءهم السياسي ويتواصلوا مع أبناء الكاف ليطلعوهم على ما يمكن إنجازه بهذه الولاية .