بعد 160 يوما من عمل انطلاق المجلس التأسيسي.. حاولت «الشروق» رصد مواقف بعض المواطنين لنسق عمل المجلس وطرق تحسين أدائه وتجاوز الاختلاف بين مختلف الاطراف فكان الانطباع السائد لدى هؤلاء هو تواضع الأداء وارتباطه بالأجندات الحزبية. يقول لطفى صولة (عدل منفذ) ان اشغال المجلس التأسيسي بعد 160 يوما من العمل غير مرضية، ما دمنا لم نصل الى تحقيق ولو جزء من أهداف الثورة و عليهم التركيز أكثر على تفعيل التنمية بجهاتهم، لأن لهم مسؤولية كبيرة تجاه من انتخبهم، فالشباب مازال عاطلا عن العمل والتنمية مفقودة كما اطلب منهم الترفع بمستوى النقاش على ما نراه الآن من تجاذبات لا تشرفهم أمام المواطن التونسي .
من جهته قال كمال سويهي (عدل اشهاد) المدة التي مرت غير كافية للحكم على أدائهم في تجسيد الديمقراطية ومكاسب الثورة فيجب اعطاؤهم أكثر وقت حتى نحكم عليهم. وعلى المجتمع المدني معاضدة مجهود أعضاء المجلس التأسيسي حتى نستطيع اخراج البلاد من الأزمات الحالية وانقاذها. أما الجلسات فاعتبرها عادية مقارنة بسنة أولى بعد الثورة وأنا متفائل بأنهم سيحققون المطلوب منهم. كما اطلب منهم تجسيد الرسالة التي من اجلها انتخبهم الشعب التونسي، أما عمل اللجان فهو يسير بنسق مقبول رغم بعض البطء.
أما معز الجبابلي (عامل بمعمل) فيضيف : لم اقتنع بمردود المجلس التأسيسي خلال هذه المدة وأتمنى أن يعجلوا بكاتبة الدستور، وان يغلقوا ملف الشهداء وجرحى الثورة لأنه أصبح ملفا للمزايدات السياسية، والقيام بالحملات الانتخابية.
أما ما وقع بالمجلس أخيرا من مشادات داخله وخروج كتلة العريضة الشعبية، فهذا لا يشرفهم ولا يشرف صورة تونس بالخارج. وبصراحة نسبة الرضاء عندي عن أعمال هذا المجلس لا تتعدى 40 % .
أما أحمد العبيدى (ممرض) فيقول ان أداء المجلس التأسيسي حاد عن هدفه الأصلي، ودخل فى تجاذبات حزبية ضيقة. ومن يشاهد النقاش بداخلة يقتنع أن المصلحة الوطنية وضعت جانبا من طرف أعضائه، وانخرطوا في حملة انتخابية وأجندات حزبية ضيقة، وهذا ينطبق على الجميع بلا استثناء .
كما ألاحظ تناقضا عند بعض الكتل التي تطالب بالصبر على أداء الحكومة لأنها في سنتها الأولى، وفى المقابل تريد من الاعلام أن يكون مثاليا. فالصبر يجب أن يكون على الاثنين..على الحكومة حتى تؤدى دورها وكذلك على الاعلام حتى يهيكل نفسه أيضا واطلب منهم ترك المصالح الحزبية الآن جانبا والانكباب على المصلحة الوطنية. .
ويقول عماد اليحياوي (استاذ): على المجموعة الموجودة الآن بالمجلس التأسيسي أن تتصرف بأكثر حكمة في دراسة المشاريع، كما على كتلة النهضة أن تكون أكثر اتزانا في ردودها ضد منتقديها، حتى وان استفزوها. ولكن رغم هذا ان شاء الله سوف يكملون المسيرة بالحصول على نتائج ايجابية، لان الجميع مازال في السنة الأولى ديمقراطية. كما ادعوهم الى تسريع المصادقة على الميزانية التكميلية حتى تظهر بوادر التنمية، لان بهذه البوادر سوف نحد من الاحتقان الشعبي الموجود حاليا .
ويضيف محمد منير مهذبي (أستاذ مبرز متقاعد) الاختلاف بالمجلس مظهر صحي، ولكن يجب أن يكون في اطار احترام القانون المنظم لعمل المجلس. والمنتخب من الشعب يجب أن يراعي المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. وما لاحظناه من مشادات وقطع التدخلات عن بعضهم البعض يشبه قطع الطريق عند البعض من الشباب. لان لا فرق بين من يقطع الطريق عن المارة ومن يقطع كلمة احد نواب الشعب أثناء تدخله بالمجلس. وأرجو أن يرتفع النقاش من أعضاء المجلس التأسيسي الى مستوى حضاري اكبر، وان يفكروا في كتابة دستور يكون مصدر الهام لدى الشعوب الأخرى .