انتهت رحلة تبادل الاتهامات بين شقي حزب المؤتمر وقد قرر شق العيادي أمس الانسلاخ عن الحزب وتأسيس حزب جديد قال انه يضم 20 مكتبا من مكاتب المؤتمر في حين اعلن الطرف الثاني قرب نهاية صبره على شق العيادي لكن ورغم الانقسام الا ان الاتهامات تواصلت فأي مصير للحزبين؟ أعلن الأستاذ عبد الرؤوف العيادي أمس عن انفصال المجلس الوطني المصغر عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وتكوين حزب جديد مشيرا الى ان ذلك حصل بعد تفاقم الخلافات بينه وبين المكتب السياسي أو ما يسميه ب «الفريق الحكومي»، مؤكدا انه لن يخرج من الترويكا الحاكمة وانه سيلتزم بالاتفاق الحاصل مع الأطراف المكونة لها، فيما أعلن زياد بادي انسلاخ مجموعة النواب التي يتزعمها من الحزب ومن كتلته في المجلس التأسيسي.
وقال عبد الرؤوف العيادي في ندوة صحفية عقدها مساء أمس أن الخلافات مع «الفريق الحكومي» تتمثل في ثلاثة محاور وهي الديمقراطية في تسيير الحزب وأداء ممثلي المؤتمر في الحكومة الذي قال انه سيء وشابته عديد التجاوزات والسياسة الخارجية للحزب.
وأوضح العيادي انه «كانت هناك مواقف لا نتفق عليها لكن كنا نرى انه يجب ان ندافع عن استقلالية الحزب حتى وان سارت الترويكا في اتجاه معاكس لا يجب ان نكون رجع صدى للحكومة... لم نتلقى منهم الا ردود فعل من قبيل التأديب فهم يجمدون هذا أو ذاك وعمدوا الى سحب الأمانة العامة وكل ذلك في اطار نوع من المساومة ولم يكن الأمر يندرج ضمن حوار أو مواجهة الفكرة بالفكرة فعماد الدايمي مثلا طالبني بالحضور معهم في اجتماع 12 ماي مقابل اعطائي الأمانة العامة وأنا لست طالب مناصب».
وأشار الى انه خلال اجتماع القيروان اجمع الحاضرون على مواصلة المسار «ولو بالقطيعة والانسلاخ من المؤتمر»، مضيفا «هناك قضية أخرى وهي الوفاء للثورة وبين السلطة وتحقيق أهداف الثورة حصلت قطيعة وكأنهم يعتبرون ان الثورة حدث حصل في الأمس البعيد نحن نحاول الحفاظ على الثورة من الداخل والخارج... الدور المختلف بين الحزب والحكومة واضح لكنهم يريدون الدمج بين هذا وذاك ويقولون ان الخلافات شخصية ويروجون لذلك».
وتابع «بعد اجتماع القيروان فتحنا الباب أمامهم حتى يراجعوا انفسهم ويقدموا نقدهم الذاتي لكنهم واصلوا الانحراف عن مسار الثورة ومثلا أصدروا مرسوما يطالب باعادة من أطردوا من عملهم زمن الثورة بواسطة ( dégage ) والمتورطون في قضايا فساد، أيضا طالبنا الحكومة بالاعتذار عن الاعتداءات التي طالت المتظاهرين يوم 9 أفريل في شارع الحبيب بورقيبة لكن الفريق الحكومي ندد بهذا الموقف لكن في النهاية اعتذر الوزير وتراجع عن قرار المنع وهو ما يؤكد صحة موقفنا».
وأضاف العيادي ان هناك ملفات لم تتطرق اليها الحكومة بعد ومنها ملف شهداء الثورة والمحاسبة وعملية تطهير الادارة وكشف الدور الذي كانت تلعبه اسرائيل في تونس «هذا تم طمسه ولم يفتح أي تحقيق جدي في أي ملف ومعرفة الحقيقة لم تتجاوز تلك الدروس حول الديمقراطية لكل هاته الأسباب لم نرى مجالا لاستكمال حزبنا الا باللجوء الى القطيعة والانسلاخ من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية».
وأوضح ان اسم الحزب تم التباحث حوله لكن تم تأجيله حتى تعطي القواعد رأيها بشكل ديمقراطي فيه وأنه وقع انشاء موقع الكتروني للغرض.ومن جهته أعلن أزاد بادي انسلاخ 12 نائبا بالمجلس الوطني التأسيسي عن كتلة المؤتمر وعن الحزب أيضا موضحا انه يرفض ان يتم ابعاد المجلس عن مشاكل الشعب مطالبا بتفعيل دور المجلس في الحياة الاقتصادية والاجتماعية «لكن هذا لا يتماشى مع برنامج الفريق الحكومي نحن انسلخنا من الحزب لكننا لم ننسلخ من المبادئ والروح المكونة له».
ومن جانبه استنكر سليم بوخذير اصدار مرسوم يقضي حسب قوله باعادة التجمعيين الفاسدين الى مناصبهم في الادارة التونسية «لقد حاولنا لأشهر الابتعاد عن الخلافات بالرغم من انهم خرجوا من مضمون الحزب بتعيين أحدهم لابنته في الوزارة والآخر لابنة اخته، سنحافظ على حزب المؤتمر من أجل الجمهورية لكن بثوب جديد واسم جديد».
العيادي ل«الشروق» : المرزوقي انحاز إلى الفريق الحاكم
ما هو موقف رئيس الجمهورية من مسألة الانقسام بحكم انه عضو في الحزب؟ رئيس الجمهورية انحاز الى الفريق الحاكم بالرغم من أنني وضعت الأمور في اطارها لكنهم منشغلون ببناء سلطة جديدة. الى أي طرف في المجلس التأسيسي أنتم أقرب الترويكا أم المعارضة؟
نحن أقرب الى الترويكا لأن الخلاف هو ان نكون مساندين لكن نحتفظ بحقنا في نقد الأداء الحكومي، وأذكر انه صارت مفاوضات وقدمت برنامجا اصلاحيا تمت المصادقة عليه داخل الترويكا لكن وقع الانحراف عنه ونحتفظ بحقنا في نقده.
ما موقفكم من مبادرة الباجي قائد السبسي وهل هناك امكانية للالتقاء معها؟ وأيضا ما هو موقفكم من مسارات توحيد الأطراف التقدمية والديمقراطية. بالنسبة للسيد الباجي هو قطعة أثرية في الساحة السياسية لأن البورقيبية انتهت فقد قامت على كاريزما بورقيبة وحزب الدولة ثم استعملت مؤسسات الدولة كريع وهذه المنظومة تسببت في بناء نظام دكتاتوري كذلك الشأن بالنسبة لنظام بن علي الذي كان امتدادا للمنظومة البورقيبية.
ونلاحظ ان الباجي تحول الى كاريكاتور ويتمنون لو يصبح فعلا في صورة بورقيبة جديد لكن البورقيبية انتهت بالثورة عليها ونعتبر ان الحزب الحر الدستوري والتجمع دخلا طيات التاريخ ومبادرة السبسي يمكن ان تجمع أشخاصا يريدون استرداد مكاسبهم التي كانوا يتمتعون بها. هناك مشاورات مع بعض الاحزاب التي تتماشى مع الخط الثوري الذي يمثله حزبنا لكن لا وجود لأي اتفاق الى الآن.
الدايمي : وصلنا إلى نهاية النفق والعيادي ضحية المحيطين به
اعتبر الناطق باسم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية عماد الدايمي ان ازمة المؤتمر القيادية والهيكلية وصلت الى مرحلة نهاية النفق مضيفا «ونعتقد ذلك على اعتبار اننا اقتربنا من تاريخ 12 ماي الذي سيكون مناسبة لاعادة وضع قطار المؤتمر على سكة التوافق والانسجام، هناك عدد من المحيطين بالعيادي الغير منسجمين مع الحزب ومبادئه اختاروا الانشقاق عنه».
وتابع قائلا «نحن نأسف لمحاولات التقسيم لكن نعتبر ان خروج هذه المجموعة سيعيد الانسجام ولاحظنا لدى مناضلي الحزب تمسكا به وبتوجيهاته وبانفتاحه الفكري والايديولوجي كما لاحظنا تماسكا في مختلف المكاتب واللجان المستقلة عن المكتب السياسي حول أفكار الحزب وتوجيهاته الكبرى».
وأشار الدايمي الى ان المجلس الوطني سيعيد الامور الى نصابها «ونجدد الدهوة الى العيادي وربما تكون الاخيرة رغم ان موعد 6 ماي كان موعدا للسب والشتم، نكرر دعوته لكي يترك القرار لكل أعضاء المجلس الوطني الذي هو أعلى سلطة والمخول الوحيد لتقرير مصير الحزب».
وأوضح انه هناك دعوات للانقسام من المحطين بالعيادي «وقد وصل بعضهم الى السب والقدح الى درجة تتناقض مع المبادئ التي بني عليها المؤتمر من أجل الجمهورية، بالنسبة لنا الشرخ حاصل لكن تقديرا لمكانة العيادي حريصون على توفير فرصة له في المجلس الوطني ليعبر عن رأيه ولايجاد حل لوضعنا والحزب سيبقى قيما بمبادئه وقياداته التاريخية ملتفة حوله وداعمة لرئيس الجمهورية وقواعده».