عقب اجتماع ما يسمى ب «المؤتمر الوطني المصغر» الذي انعقد يوم الأحد الماضي بمدينة القيروان والذي كان قد تحول إلى موكب لتبادل التهم بين مناضلي حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» وقياداته حسب نص البيان الذي توجه به الناطق الرسمي للحزب «عماد الدايمي» ، عقد أمس الحزب ندوة صحفية بمقره الكائن بمدينة أريانة، بغية الاعلان عن الانفصال الرسمي لشق أمين عام الحزب الاستاذ «عبد الرؤوف العيادي» عن حزب المؤتمر وعن كتلته النيابية داخل المجلس الوطني التأسيسي، بالاضافة الى تبيان توجه هذا الشق نحو تأسيس كتلة نيابية جديدة وحزب جديد «من حيث الاسم ولكنه عريق من حيث المبادئ والتصورات العامة» حسب الأستاذ العيادي . وقد تميزت الندوة الصحفية بمشاركة عدد من عناصر الكتلة النيابية بالمجلس الوطني التأسيسي (عبد الرؤوف العيادي، ازاد بادي...) وعدد من مناضلي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنحازين الى صف امينه العام «عبد الرؤوف العيادي» ، حيث غصت القاعة بالحضور وسط تغطية إعلامية وطنية ودولية مكثفة. وافتتح الاستاذ «عبد الرؤوف العيادي» سلسلة المداخلات بكلمة أشار فيها الى سبب الخلاف داخل حزب «المؤتمر» من اجل الجمهورية بين كل من شق «عبد الرؤوف العيادي» و«الفريق الحاكم» على حد تعبيره ،قائلا: «ان من اهم اسباب الخلاف بيننا انه كان لنا رأي مخالف داخل «الترويكا»، نحن مع استقلالية الحزب وان سارت الحكومة في اتجاه معاكس ولذلك دافعنا عن فصل الحزب عن الدولة... مشغلنا في بناء الحزب يتعارض مع مشغلهم في بناء سلطة جديدة وهو ما أدى الى اختلاف التصورات والرؤى بيننا وأحدث شبه قطيعة». واعتبر «العيادي» أن قرار نزع سحب الأمانة العامة منه، يعتبر «ضربا من ضروب المساومة إذ لم يخضع لمنطق الحوار أو مواجهة الفكرة بالفكرة وإنما كان عن طريق شن حرب موجهة» حسب قوله ، مضيفا «عديدة هي الملفات التي لم تخضع لبحث جدي من قبل الحكومة من قبيل قضية عائلات الجرحى والشهداء وطبيعة العلاقة التي تجمع تونس بالكيان الصهيوني...وأمام هذه الأسباب لم نرى بُدّا من استكمال تنظيم حزبنا هيكليا وحزبيا سوى بإعلان الانسلاخ عنه». استقيل من الحزب ومن الكتلة النيابية بالتأسيسي ! كما أعلن عضو المجلس التأسيسي الأستاذ «عبد الرؤوف العيادي» عن استقالته من كتلة «المؤتمر» من اجل الجمهورية ليلتحق بركب الأحد عشر مستقيلا من حزب المؤتمر عن هذه الكتلة ، معلنا في ذات السياق عن تأسيس موقع اجتماعي جديد «يمكن من يريد الالتحاق بهذه القاطرة(المنشقين عن المؤتمر) ان يشارك في تأسيس المد السياسي الجديد الذي نسعى إلى إقامته»، كما جاء على لسان آزاد بادي . و أعرب المنشقون عن الحزب عن توجه النية إلى تأسيس حزب جديد من حيث الاسم واللون ولكنه يحافظ على ذات الخط السياسي والمبادئ التي قام من اجلها حزب «المؤتمر»، مما يعبر عن «انسلاخ عن القشرة ومحافظة على الجوهر» حسب قول أزاد بادي . و في إجابة عن سؤال عدد المنضمين الى هذه المبادرة، أكد «عبد الرؤوف العيادي» انهم من خيرة مناضلي الحزب وأكثرهم عددا وانه في انتظار تفاعلهم والتشاور معهم بشأن اسم الحزب الجديد وخطوطه العريضة «إيمانا منا بالعمل التشاركي» كما قال. فؤاد فراحتية صور : نبيل شرف الدين