يرى أكاديمي عمل مستشارا سابقا بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تتناقض مع نفسها حين «تتكلم» عن نشر الديمقراطية رغم كونها إمبراطورية تمارس أشكال الاستبداد وأنه منذ 2001 أصبحت أمريكا إمبراطورية حقيقية.
ويقول تشالمرز جونسون «لدى إمبراطوريتنا نواب قناصلها» كما كان الحال في الإمبراطورية الرومانية ففي الحالة الأمريكية يتولى عسكريون كبار فرض اتفاقيات «على الحكومات المضيفة لضمان عدم تحميل الجنود الأمريكيين مسؤولية الجرائم التي يرتكبونها ضد السكان المحليين» ويصف ذلك بأنه عسكرة للإمبراطورية الأمريكية.
ويسجل أن «النزعة الإمبراطورية... لا تحكم مطلقا من خلال الشعب.. ولا تسعى إلى الحصول على رضاه» إذ تهيمن على العالم من خلال قوتها العسكرية التي يقول إنها تضم أكثر من 725 قاعدة عسكرية و12 حاملة طائرات وأكثر من نصف مليون من الجنود والجواسيس والتقنيين والمقاولين المدنيين إضافة إلى ما يسميه القواعد السرية خارج أمريكا لمراقبة ما تتبادله الشعوب من رسائل الفاكس أو البريد الإلكتروني.
ويضيف في كتابه (أحزان الإمبراطورية.. النزعة العسكرية والسرية ونهاية الجمهورية) أن جذور النزعة الإمبراطورية ترجع إلى بدايات القرن التاسع عشر ولكنها بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت الأقوى والأغنى والوريث التلقائي للإمبراطورية البريطانية.
ويضيف جونسون إن النزعة العسكرية تتعارض مع البنية الديمقراطية وتشوه ثقافتها وقيمها الأساسية «الخطر الذي أتوقعه هو أن الولاياتالمتحدة وضعت على مسار لا يختلف عن مسار الاتحاد السوفياتي السابق في ثمانينيات القرن العشرين».
ويرى أن انهيار الاتحاد السوفيتي حدث نتيجة التناقضات الاقتصادية الداخلية والجمود الأيديولوجي والتمدد الإمبراطوري والعجز عن الإصلاح. ويعلق قائلا إن بلاده نظرا لأنها أكثر ثراء فربما يطول الوقت «حتى تفعل الأمراض المماثلة فعلها ولكن أوجه التشابه واضحة».