لو أردنا عنوانا للحوار المرتقب اليوم بين مدربي الترجي والافريقي وهما السويسري دي كاستال والجزائري عبد الحق بن شيخة فلن نجد أحسن من عباراتي «الواقعية» في مواجهة «المثالية».
مازال مدرب النادي الافريقي غارقا في ذكرياته مع فريق «باب الجديد» خلال موسم تتويجه بلقب البطولة (20072008) ويطالب بالمثالية وإلا كيف يمكننا أن نفسّر تصريحه مؤخرا عندما قال إنه لن يتراجع في قرار إبعاده للنجم الاول للافريقي زهير الذوادي حتى وإن اقتضى الأمر «نزول النادي العريق الى الدرجة الخامسة!» فعبد الحق بن شيخة لم يقتنع الى حدّ الآن أن الافريقي في نسخته الجديد مختلف تماما عن النسخة السابقة وذلك بعد أن تخلى عن خدمات عدة لاعبين مؤثرين مثل وسام يحيى وألكسيس ولم يدرك «الجنرال» أن المويهبي لم يعد في أوج عنفوانه كما هو الحال خلال موسم 20072008 ولم يستوعب «الجنرال» الى حد اللحظة بأن المجموعة التي بحوزته حاليا غير قادرة على حصد ثمانية انتصارات متتالية كما حصل خلال الموسم المذكور ولعل النتائج التي حققها بن شيخة مع الافريقي خلال الجولات الماضية في سباق البطولة تؤكد هذا الكلام حيث انتصر زملاء بن أيوب في مناسبة واحدة (ضد الاولمبي الباجي) وانحنى الفريق في مناسبتين (ضد الاتحاد والنادي الصفاقسي) وتعادل في ثلاث مقابلات (ضد ترجي جرجيس والنجم الساحلي ومستقبل المرسى) ولا ندري إن كان «الجنرال» على علم بأنه أهدر 12 نقطة بما انه لم يحصد سوى 6 نقاط من أصل 18 نقطة ممكنة وإذا افترضنا فوز بن شيخة مع الافريقي بجميع المقابلات (أي ستة انتصارات متتالية) فإنه كان سيتواجد حاليا في المرتبة الثانية وهذا دون اعتبار مقابلته المؤجلة لحساب الجولة السادسة ذهابا ضد مستقبل قابس لذلك من حق جماهير الافريقي حسب اعتقادنا أن تصب جام غضبها على «الجنرال» لأنها ببساطة شديدة ترفض ان تواجه مصير منتخب الجزائر او المولدية وكلاهما انهزم برباعية تحت إشراف عبد الحق بن شيخة قبل ان يغادرهما من الباب الصغير.
واقعية «دي كاستال»
أثبت المدرب السويسري «دي كاستال» انه من عشاق «المدرسة الواقعية» بدليل انه قاد الأصفر والأحمر الى الظفر بتسعة انتصارات متتالية في سباق البطولة دون ان يهتم مطلقا بالانتقادات اللاذاعة التي صدرت عن شق من جماهير النادي بسبب عدة نقائص أهمها غياب الاقناع وكذلك تمكن الفريق من تحقيق انتصارات صعبة كما هو الشأن بالنسبة الى مقابلتي الفريق ضد النجم الخلادي (هدف بوعزي في الدقيقة 92) وهذا دون اعتبار ان الترجي عوّل بالأساس على تلك الأهداف التي يسجلها الثنائي جوزاف يانيك نجانغ ويوسف المساكني (سجلا 12 هدفا من جملة 18 هدفا سجلها الفريق منذ ان تولى «دي كاستال» تدريبه) ومن جهة أخرى كشفت المقابلات التي أجرها الفريق ضد المغرب الفاسي (السوبر الافريقي) وبريكاما الغمبي (رابطة أبطال افريقيا) عيوب الترجي على المستوى الدفاعي الذي بقدر ما كان حصينا في سباق البطولة (تلقت شباك الترجي هدفا وحيدا في مقابلته ضد الاولمبي الباجي) فإن مردوده كان متواضعا على الصعيد القاري أي أنه يواجه المتاعب عندما يتعلق الامر بفريق صعب المراس وهذا الأمر قد يتأكد اليوم ضد الافريقي ولابدّ أن «دي كاستال» يدرك جيدا أن الترجي من طينة الأندية التي قد تقيل مدربيها حتى وإن كان الفريق يحتل المرتبة الاولى (كما حدث مع البرتغالي دي مورايس) لذلك فإن الانتصارات قد لا تشفع له بمواصلة المشوار مع الفريق ان لم يجد الحلول المناسبة والعاجلة التي تخوّل له الجمع بين تحقيق النتائج الايجابية وتقديم الأداء الذي يليق بالأصفر والأحمر.