يبقى «دربي» العاصمة بين الترجي الرياضي والنادي الافريقي الاقوى عربيا وقاريا شأنه في ذلك شأن «الدربي» القاهري بين الاهلي والزمالك وعادة ما تتميز مقابلات فريقي «باب سويقة» و«باب الجديد» بالمتعة والإثارة نظرا لتقارب مستواهما الفني ولكن يبدو ان هذه المرة سيكون الامر مختلفا وذلك لعدة اعتبارات.
عادة ما يعيش الجمهور الرياضي التونسي سواء الذي يدين بالولاء للأبيض والاحمر أو للاصفر والاحمر لحظات مجنونة كلما تعلق الامر بمقابلات «الدربي» الا أن كل المؤشرات الحالية تؤكد ان مقابلة «الدربي» التي ستجمع بين الفريقين غدا لن ترتقي الى المستوى المطلوب وذلك لعدة أسباب.
هل يتكرر سيناريو 2007 2008؟
أصبح فارق النقاط الذي يفصل الترجي الرياضي عن النادي الافريقي في حدود 11 نقطة وهو ما يجعل أهداف الفريقين متباينة في مباراة الغد فالأصفر والأحمر يراهن على اقتلاع نقاط الفوز لانتزاع الصدارة من النادي البنزرتي. أما الافريقي فإنه يدرك جيدا ان حظوظ المراهنة على اللقب أصبحت ضئيلة خاصة في ظل التألق الواضح لثلاثي الطليعة والمتكون من النادي البنزرتي والترجي ومستقل المرسى ومن غير المستبعد ان تصبح مباراة الغد عادية جدا بالنسبة لأبناء المدرب عبد الحق بن شيخة تماما كما حدث خلال الموسم الرياضي 2007 2008 عندما واجه النادي الافريقي الترجي الرياضي في مباراة الاياب (الجولة 23) وحسم فريق «باب الجديد» آنذاك النتيجة لفائدته (هدف الشعباني ضد مرماه) وذلك في ظل فارق النقاط الذي كان يفصل النادي الافريقي عن الترجي والذي كان في حدود 8 نقاط آنذاك (أصبح في حدود 17 نقطة عند نهاية الموسم الذي شهد تتويج الافريقي بالبطولة المحلية).
غياب عدة لاعبين عن صفوف الفريقين
بالرغم من ان الترجي الرياضي حقق تسعة انتصارات في سباق البطولة الا ان مدربه «دي كاستال» لم يكن بمنأى عن الانتقادات بعد أن اتسم أداء الاصفر والاحمر في مباراته ضد ممثل غمبيا في اطار رابطة أبطال افريقيا بالكثير من التسرع هذا فضلا عن اهدار الفرص السانحة للتسجيل وهو ما يبعث على القلق في صفوف أحبائه الذين ستزداد مخاوفهم أكثر في ظل غياب إيهاب المساكني صاحب الهدف الثمين والوحيد للترجي ضد النادي الرياضي الصفاقسي وكذلك امكانية غياب سامح الدربالي صاحب التمريرات الحاسمة. أما من جانب الافريقي فإن الامر لم يقتصر عند النتائج المخيبة التي حققها الافريقي طيلة الجولات الست الماضية (هزيمتان وانتصار و3 تعادلات) بل عجز النادي بقيادة مدربه القديم الجديد عبد الحق بن شيخة عن ايجاد الحلول المناسبة للخط الأمامي حيث لم يبلغ لاعبو الافريقي شباك منافسيهم في الجولات الست الماضية من سباق البطولة، الا في منسابتين (هدف ضد النادي الصفاقسي وآخر ضد الاولمبي الباجي) وستكون حيرة «الجنرال» مضاعفة في ظل غياب المدافع المحوري محمد علي اليعقوبي عن مقابلة «الدربي» بسبب العقوبة خاصة اذا عرفنا ان هذا المدافع لا يمنح الأمان للخط الخلفي فحسب وانما يشارك في تسجيل الأهداف (هدف ضد النادي البنزرتي وآخر ضد شبيبة القيروان).
الذوادي والدراجي
نقطة أخرى تجعلنا نتوقع ان يكون الاداء في مباراة «الدربي» باهتا وهي التي تتعلق بإبعاد الدراجي عن صفوف الترجي والذوادي عن الافريقي وذلك بحكم ان هذا الثنائي له وزنه في تشكيلتي الفريقين كما أنه قادر على اضفاء الطابع الفرجوي على هذا النوع من المقابلات ويكفي ان نشير الى ان الدراجي سجل هدفا تاريخيا في شباك الافريقي خلال العام الماضي قد يكون الاسرع في تاريخ البطولة التونسية (منذ الدقيقة الاولى) أما الذوادي فعادة ما يكون وجوده مؤثرا في أداء زملائه بفضل توغلاته وقدرته على خلق الخطر بغض النظر عن صلابة دفاع الترجيين بدليل أنه سجل في أكثر من منسابة لفائدة فريقه في مقابلاته ضد الغريم التقليدي. فهل تصدق توقعاتنا خاصة اذا علمنا ان هذه المباراة عادة ما تتأثر كلما غاب عنها الجمهور أم أن أبناء «الجنرال» والسويسري «دي كاستال» سيكذبون كل التوقعات؟