الوضع المائي في تونس وفي شمال افريقيا وفي القارة الافريقية، كان محورا آخر تناوله النقاش أمس في ندوة صحفية أقيمت بمقر مرصد الصحراء والساحل وباشراف الشاذلي الفزاني الأمين التنفيذي للمرصد.
أفاد الشاذلي الفزاني بأن «الوضع المائي في تونس من أصعب الأوضاع في العالم، وأكّد أن الاكتفاء الذاتي في المياه لا يتجاوز الاربع سنوات في صورة حصول نقص في الموارد خاصة الأمطار.من ناحية أخرى لاحظ الفزاني، أن استغلال المياه في تونس يتم بكيفية متطورة حيث يتم الاستفادة من 90٪ تقريبا من المياه الجوفية المتجددة والسطحية.
وأوضح الفزاني الأمين التنفيذي لمرصد الساحل والصحراء، أن التونسي تتوفر له 350م3 في السنة، وهي وضعية صعبة جدا، مقارنة بمتوسط نصيب الفرد المحدد ب 500م3 في السنة، حيث تعتبر البلدان التي لا توفر هذا المتوسط الاستهلاكي تعاني اشكالا مائيا.وأشار الفزاني في نفس الطار، أن تونس مرتبطة في المياه بالجزائر حيث أن ينابيع كل من واد مجردة وواد ملاق موجودة في التراب الجزائري، وهناك تعاون ثنائي في هذا المجال بين البلدين، وأكّد على دور التشاور والتعاون بين البلدان في مسألة المياه.وأشار الأمين التنفيذي للمرصد، الى ضرورة وضع استراتيجية واضحة في استغلال المياه والحث على ترشيد استهلاكها، وقال «اسرائيل مثلا من أكثر البلدان التي تعطي أهمية كبرى للمياه، حيث يعاقب كل مواطن يتجاوز معدل استهلاكه قدرا محدودا، وذلك للحفاظ على الموارد المائية».
تعاون مغاربيويعمل مرصد الصحراء والساحل على تعزيز التعاون بين دول شمال افريقيا في مجال حسن استغلال وتوزيع المياه، وتجمع كل من تونسوالجزائر وليبيا آليات تشاور لاستغلال المياه الجوفية غير المتجددة في حين يجمع هذه البلدان تعاون ثنائي في ما يخص المياه السطحية والمتجددة. ويشتغل المرصد على حوض كبير في جنوب الدول الثلاث يضم كمية مياه جوفية غير متجددة تبلغ 60 ألف مليار م3، لا يتم استغلال سوى 2.5 مليار م3 منها في السنة، في حين يمكن ان يتم استغلال 10 مليار م3 سنويا، بما يجعل حوض الصحراء الشمالية قادرا على التخفيف من الضغط في الجزائر على كل من تونس وليبيا.
ويمكن استعمال هذه المياه في عديد المجالات وخاصة منها الزراعية.. من جانب آخر أكّد الفزاني أن مستقبل افريقيا مرتبط بحسن توزيع المياه خاصة أن افريقيا تشغل 5.3٪ فقط من مياهها. وفي حين أن هناك بلدانا في افريقيا الوسطى تعاني كثرة المياه مثل الكونقو، فإن بلدانا عديدة في الصحراء الكبرى تعاني الجفاف.ويلاحظ أيضا ان سوء استغلال المياه في افريقيا قد تكون له انعكاسات خطيرة مستقبلا وقد تحدث الهجرات الجماعية في ظل عدم وجود مياه، فنهر الكونغو وحده يلقي ب 1300 مليار م3 في البحر كل سنة.