طالبت جهات سورية معارضة أمس الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله بتقديم مبادرة لحقن الدماء السورية ولتجاوز الأزمة في سوريا فيما اعتبرت موسكو أن قرار مجلس حقوق الانسان الصادر مؤخرا يقدم دعما واسنادا لقوى الارهاب والتطرف في سوريا على مواصلة طريقها الدموي. وفي رسالة مفتوحة نشرتها العديد من وسائل الاعلام العربية والدولية توجه المعارض السوري البارز ميشيل كيلو الى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بدعوة الى التحرك بكل ما يملكه الأخير من رمزية ونفوذ ورصيد شعبي وسياسي لحقن الدماء السورية وانهاء مسلسل القتل في سوريا . مبادرة المصير الواحد وقال كيلو في رسالته المفتوحة «ان استمرار الصراع سيودي حتما بسوريا الدولة والمجتمع حتى وان أنقذ النظام.. ولأنني أتذكر مناشدتكم العراقيين عام 2003 الوقوف وراء نظامهم درءا للعدوان والغزو الأمريكي للعراق» متابعا «أعلم أنكم تراهنون على الدول والمجتمعات أكثر مما تراهنون على نظم وأشخاص لذا فانني أتوجه اليكم لأطالبكم باسم شراكة المصير للقيام بمبادرة توقف العنف في سوريا وتتبنى مشروعا للحل تسمو أهدافه على مصير الأشخاص» . وأردف متوجها لنصر الله.. هذا المشروع تضعون وزنكم الكبير ورمزيتكم ونضع معكم جهودنا المتواضعة من أجل انجاحه ليس فقط كبحا لتدخلات الخارج وتحقيقا لرهان معاكس لرهاناته بل كذلك انقاذا لأرواح السوريات والسوريين, أطفالا ونساء وشيوخا وشبانا ولوحدة مجتمعهم ودولتهم وصيانة لمعادلة الصراع القائمة اليوم في المشرق بيننا وبين العدو . وحذر كيلو من أن معادلة الصراع القائمة ستنهار في حال تم تدمير دولة سوريا ومجتمعها أو بقي نظامها الراهن بعد المآسي التي أنتجتها سياساته الكارثية خلال العام المنصرم . وأكد أن الوقت لم يفت بعد وإن كان الوقت يضيق بسرعة والعمل على وقف العنف في سوريا يعني العمل على فتح باب العقل والحل وهذه مصلحة عليا لكم ولنا أيضا.. سيكون من الخطإ الجسيم إفلات فرصتها الأخيرة ربما من أيدينا والا ندمنا ساعة لن يفيدنا معنا ندم . نقد روسي في هذه الأثناء، وجهت موسكو نقدا لاذعا للدول الأعضاء بمجلس حقوق الانسان الذين صوتوا لصالح قرار يدين دمشق. وأكدت الديبلوماسية الروسية أنها ستصر مستقبلا على أن وقف العنف في سوريا يمر حصرا من خلال وقف اطلاق النار من قبل كافة الأطراف وبدء الحوار دون تدخل. وأشارت، تعليقا على قرار مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا الذي اتخذ يوم الجمعة الفارط، الى أن «هذا القرار يعطي تقييما أحادي الجانب لما يجري في البلاد ويتهم الحكومة السورية فقط بأعمال العنف ولا يتضمن أية طلبات حيال الجماعة المعارضة المسلحة». وأضافت: «القرار المذكور يتجاهل النتائج الايجابية للجهود الدولية الرامية الى تسوية الأزمة السورية، بما فيها جهود كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا». وأكدت أن الجانب الروسي اقترح تعديلات تدين الأعمال الارهابية في دمشق وحلب وتجعل مشروع القرار أكثر توازنا لكنه تم رفضه، ولذلك اضطرت روسيا الاتحادية الى جانب الصين وكوبا للتصويت ضد هذا القرار، كما حذرت من أن الموقف غير المسؤول لبعض الدول التي عارضت اقتراحات روسيا الخاصة بادانة الأعمال الارهابية من قبل المسلحين يشجع في الواقع افلات الارهابيين من العقاب. عنان في روسيا وفي موسكو أيضا، وصل الموفد العربي الأممي المشترك كوفي عنان أمس الى روسيا لاجراء مفاوضات عالية المستوى مع المسؤولين الروس حيث من المقرر أن يعقد لقاءات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف . وأشارت مصادر اعلامية مطلعة الى أن عنان سيناقش رد الرئيس السوري بشار الأسد على مقترحات عنان لوقف اطلاق النار والدخول في حوار وطني جامع ينهي الأزمة السورية المشتعلة منذ ما يزيد عن عام . وكان أحمد فوزي الناطق باسم المبعوث الاممي العربي للازمة السورية كوفي عنان قد أفاد في وقت سابق من يوم أمس ان الوفد الذي ارسله عنان الى سوريا بداية الاسبوع عاد حاملا «ردودا» سورية على جملة من القضايا التي طرحت للنقاش مع السلطات السورية بعد ثلاثة ايام من المباحثات المكثفة في شأن تنفيذ خطة سلام لانهاء القتل وتأمين وصول مساعدات انسانية واطلاق حوار سياسي مع المعارضة السورية. وأضاف الناطق باسم عنان ان «الوضع الميداني خطير جدا وكل دقيقة حاسمة وعلينا ان نحقق تقدما سريعا» في المفاوضات. كما اكد ان «المفاوضات بلغت نقطة دقيقة وان عنان لا ينوي إجراءها علنا». وتابع ان «إنان يدرك جيدا انه يجب المضي قدما بأسرع ما يمكن».