«جمال الدين» منطقة سكنية تقع في ربوع نفزة من ولاية باجة يعيش سكانها ظروفا سيئة حيث البؤس والمعاناة، وغياب أبسط مقوّمات الحياة فلا طرقات وإذ وجدت فهي مجرّد مسالك رديئة تعيق حتى عملية نقل الماء من سفح الجبل وانت تتجول في منطقة جمال الدين تلاحظ بكل تأكيد تلك النسوة اللاتي يحملن على ظهورهن اواني ثقيلة من الماء الصالح للشرب من حفرة في سفح جبل تجمعت بها مياه الامطار ستفي بالحاجة لمدة اسابيع قليلة ثم ينتقلون بعدها الى عين اخرى ابعد وتبدأ بالتالي معاناة النساء اللاتي يقضين يوما كاملا من اجل الحصول على الماء وما يرافقه من التعب والانتظار والخصام والمشادات وغير ذلك مما لا يحمد عقباه.
اما عن حال التلاميذ فوضعهم اشد قساوة مما يتصور الانسان فاقرب مؤسسة تربوية الى هذه المنطقة هي على بعد 5 كيلومترات وهي مدرسة غياضة او الطبابة فترى اطفالا ينتقلون الى اقسامهم حرا وقرا في ظروف لا يقدر قيمتها الا اهالي جمال الدين ونفس المعاناة يعيشها الكبار من التلاميذ الذيم ينتقلون الى المدرسة الاعدادية بالطبابة والمعهد الثانوي بنفزة بواسطة حافلة تتوقف عند منتصف الطريق ويكملون الرحلة مترجلين تحت حر الشمس ووطأة المطر وزمهرير الرياح.
المواطنون في جمال الدين لهم مشاغلهم وأحلامهم وآمالهم وتطلعاتهم فهم متمسكون بقريتهم ويكنون لها الحب الكبير فهي جزء من هذا الوطن الغالي رغم الاقصاء والتهميش والظلم والمحاباة ورغم كل هذا مازلوا متمسكين بأرضهم.
يقول المواطن كمال المغراوي انه يتمنى ان يحافظ على ارضه ومنزله من الانجراف من خلال تدخل ادارة الفلاحة كما يتمنى ان يتم بعث مستوصف يكفيهم شر التنقل لمسافة 7 كيلومتر الى الطبابة حيث توجد عيادة واحدة اسبوعيا الى جانب بعث مدرسة.
من جهتها تؤكد فاطمة تروعي وهي امراة مسنة ولا تطلب الا دفتر علاج مجاني.
كما ذكر الشاب ماهر مغراوي بانه متحصل على ديبلوم كهرباء بناء ومسجل في مكتب التشغيل منذ 2010 ولكنه مازال ينتظر الى يومنا هذا.
سليم مغراوي شاب عاطل عن العمل يطالب ان يقع الالتفات الى شباب المنطقة وتوفير موراد رزق وهو مستعد لاي عمل ممكن المهم ام يعمل ليعرق جبينه اما باقي احلامه فهي انجاز الطريق وتوفير الماء الصالح للشراب.
مهدي بن محمود (معاق) يعيش مع والده المسن يطلب المساعدة ويوجه نداء عاجلا حتى يقع انقاذه من الفقر والخصاصة.
اما قنديل بن مبروك وهو شيخ هرم مصاب بجلطة دماغية لا يغادر فراشه بالكاد يفهم المستمع الى كلماته عمره 90 سنة وزوجته هي الاخرى مصابة بجلطة دماغية وهي تقيم في المستشفى الجهوي بباجة باختصار شديد عائلة قنديل تعيش مأساة كبرى بظروفها القاسية وبذلك المنزل المتداعي فكل شيء في منزل مبروك يدعو الى الحزن ومع ذلك فهو بلا مرتب ولا جراية ولا تغطية اجتماعية ولا حتى دفتر علاج وقد تكفل اهل الخير بنقل الزوجة خمسية الزهاني الى المستشفى اما الزوج قنديل والذي اقعده المرض فهو لم يجد حتى ثمن اللقمة اليومية التي يحتاجها كمريض يحتاج الى حمية غذائية هذا دون الحديث عن الادوية لذلك فان هذه العائلة تحتاج الى تدخل سريع من قبل اهل الخير من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه.