... عادت وتيرة الاعتصامات والاحتجاجات الى الارتفاع من جديد وطفت أخبارها على الساحة... اعتصام في كل قرية وأمام كل مقر وفي الطرقات وأمام المؤسسات... لا نبحث في أسباب هذه الاعتصامات والأسباب معروفة وأولها استحقاق التشغيل... لكن لنكون واقعين مع أنفسنا ونقرّ بأن بلادنا تحتاج الى فك تلك الاعتصامات فورا والتوجه نحو انقاذ المؤسسات الاقتصادية قبل حلول الكارثة... نحن هنا لا ندافع عن الحكومة الجديدة ولا نقف ضد مطالب المحتجين والمعتصمين لكن الكل يدرك أن الاعتصامات ومنع الناس من العمل وغلق الطرقات لا يمكنه المساهمة في حل المشكل. تدرك أن المناطق المحرومة عانت كثيرا وندرك أن انتظارات الشباب العاطل قد طالت لكن نحتاج الى الحوار قبل الاعتصام ونحتاج الى التفهم قبل الاحتجاج. بعض الخبراء الاقتصاديين قدّر خسارة الاقتصاد الوطني من جراء الاعتصامات والاضرابات العشوائية بمئات المليارات وهي مبالغ كانت قادرة على خلق مواطن شغل جديدة وكانت قادرة على خلق تنمية في بعض المناطق المحرومة... ندرك أن أصحاب الاعتصامات على حق وأن مطالبهم لا تحتمل التأجيل لكن مصلحة المجموعة الوطنية لا تحتمل التأجيل ايضا... ليس في مصلحة أي واحد فينا الاستمرار في انهاك الاقتصاد وليس في مصلحة الوطن تعميق خوف المستثمرين في التحركات... يكفي أن أكثر من 120 مؤسسة أجنبية غادرت تونس وخلفت ورائها آلاف العاطلين وجعلت آلاف العائلات بدون مورد رزق... الاحتجاج حق والتعبير عن الغضب حق ولكن ليس بمنع العمل وتعطيل حركة الانتاج وليس بالتخريب والحرق... لا أحد يعطي دروسا للآخر ولكن نحتاج الى أن نفهم بعضنا جميعا ونحتاج الى ادراك حقيقة الوضع المتأزم وتحتاج الحكومة الجديدة الى أن تأخذ فرصة حتىتفي بوعودها وبعدها من حقنا محاسبتها والحكم لها أو عليها...