في مبادرة فريدة من نوعها، توجه الطفل التونسي محمد طلال سعيدان ببرقية مفتوحة الى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأعضاء الكونغرس اضافة الى رئيس الاتحاد الأوروبي ورئيس البرلمان الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية، داعيا اياهم فيها الى مساندة ودعم طلب السلطة الفلسطينية لنيل الاعتراف الأممي باستقلال الدولة الفلسطينية على حدود 4 جوان 1967. الطفل محمد طلال سعيدان والذي لم يتجاوز من العمر السنتين بعد قصد صباح أمس رفقة والده السيد خالد سعيدان ووالدته وجده مقر السفارة الأمريكية بتونس لتسليم الرسالة، القصيرة متنا والبليغة معنى والأنيقة شكلا، الى السفير الأمريكي أو الى أي أحد من المسؤولين الديبلوماسيين الا أنهم رفضوا النزول عند المدخل بتعلة عدم التنسيق المسبق مع السفارة مكتفين بالايعاز الى بعض الموظفين التونسيين بتسلم الرسالة. «الفيتو» الأمريكي على مبادرة «شبل الثورة التونسية». هكذا يصر السيد خالد سعيدان على تسميته لم يمنع طلال من التوجه صوب المفوضية الأوروبية حيث لم ير المسؤولون هناك أي مانع أخلاقي أو اداري أو قانوني أو سياسي من قبول الرسالة والتعهد بايصالها الى المسؤولين المعنيين بها، وتسلمها من يد الطفولة التونسية. «رسالة طلال»: كانت عاكسة لما تختلج به صدور الطفولة التونسية من مبادئ وقيم ومعان سامية تروم الخير وتسعى الى السلم وتريد الحرية لكل أطفال العالم وبالأخص أطفال فلسطين والعالم العربي. «رسالة طلال» أدركت التوقيت الصائب فاختارت من الأزمان ليلة التصويت على طلب عضوية فلسطين بالأمم المتحدة، وحددت الكلمات البليغة واجتبت المعاني الصادقة، فحبرت برقية تنضح قيما ومبادئ... فهل وفقت في اختيار المسؤولين...؟ لا نعرف حقيقة... ولكن ما نعرفه حقا أن طلال كتب وحبر وولد لزمن آخر قد تكون فيه مبادئه خير من مبادئ عالمنا اليوم. سيكبر طلال... وسيعرف يوما أنه توجه بالرسالة الصحيحة لعناوين عديدة، منها الصحيحة ومنها غير ذلك، ولكنه سيكون مسرورا وفخورا بالمبادرة لايقاظ ضمائر لا تزال نائمة لكي لا نقول ميتة طالما أنها تملك «الفيتو»... وأشياء أخرى.