لأوّل مرّة منذ تأسيسها (1972) خصّصت كليّة الطبّ بسوسة يومي 12 و13 سبتمبر برنامجا خاصا ضمن ما يسمّى «أيام أبواب مفتوحة» مسّت خاصّة الطلبة الجدد. تيهان، استفسارات بدون جواب، حيرة انطواء...وغيرها من المشاعر التي تنتاب الطلاب الجدد في كل بداية سنة جامعية ويكون عادة الإطار المشرف في الجامعات هو السبب المباشر في ذلك مما يعمّق حالات الإنطواء ويخلق فجوة بين الطالب ومؤسسته الجامعية ،كلية الطب بسوسة ومن خلال مجلسها العلمي الجديد فكّرت وجسّمت لأول مرة تقاليد جديدة تجنب الطالب كل هذه المشاعر السلبية والتي قد تعسّر مسيرته الدراسية لما للعوامل النفسية من تأثير على الذاكرة وعلى الجسم عموما. استكشاف و مؤانسة اليوم الأول خصّص لتعريف الطالب الجديد بفضائه الجامعي بمختلف تفاصيله وأيضا بإطاره المهني حيث زار الطلبة الجدد أو ما يسمى ب«مشاريع أطباء المستقبل» المستشفى الجامعي فرحات حشاد وتخلّلت فقرات هذا اليوم الأول مأدبة غداء جماعية قربت الطلبة من الإطار المشرف وتدعّم هذا التواصل بحفل جمع مختلف الجنسيات الموجودة في هذه الكلية من مختلف البلدان الإفريقية والعربية . في اليوم الثاني تمّ تقسيم الطلبة الجدد إلى أفواج تضمن الواحد منها خمسة طلبة تعهّد كل أستاذ بتبني فوج يحتضن مشاغلهم في مختلف مجالات حياتهم سواء النفسية ، او الإجتماعية أو الدراسية كما قام الطلبة الجدد بزيارة لمدينة سوسة مرفوقة ببعض الأساتذة سبقها حفل افتتاح رسمي للسنة الجامعية أشرف عليه العميد الجديد للكلية السيد علي المطيراوي. العقلية والعزيمة هما الأساس لماذا مرّت سبعة وثلاثين سنة ولم يخطر ببال أي إطار مشرف في هذه الجامعة القيام بمثل هذه المبادرات؟ حول هذا الإستفسار أجابنا بكل رحابة صدر الدكتور إيهاب بوقميزة أستاذ في الطب الجماعي والوقائي وعضو في المجلس العلمي مفسرا هذه المفارقة بتركيبة المجلس العلمي للكلية والإطار المشرف من حيث روح المبادرة والعزيمة مضيفا لا يمكن أن نحكم على من سبق بالسيء ولكن نقول ما قاموا به يبقى جيدا ولكن نحن نروم إلى الأحسن». التجهيزات في البال!!! وكان ل«لشروق» لقاء ببعض الأساتذة بهذه الكلية حيث ثمّن الدكتوران ألفة بوعلاق(اختصاص في علم الجراثيم) والدكتوروليد نعيجة(انعاش وتبنيج) بادرة المجلس العلمي مؤكدين أهمية العوامل النفسية لدى الطالب كما عرجا على مسألة نقص التجهيزات مشيرين في نفس الوقت إلى التحسن الحاصل في هذه السنة الجامعية الجديدة. أمانة ومسؤولية من جهته قال السيد علي المطيراوي عميد كلية الطب بسوسة «لقد حاولنا تقليص الفجوة في الإنتقال النوعي لدى الطالب بين الدراسة في التعليم الثانوي والتعليم الجامعي حتى يتأقلم مع الأجواء الجديدة حيث حاولنا استقبال الطلبة بطريقة أكثر ما يمكن انسانية لأن مشاغل الطالب لا تقف حد المجال الدراسي التعليمي فحسب» ، وحول النقص الحاصل في بعض التجهيزات بالكلية اعتبر عميد الجامعة أن الأهم هو كيفية العمل بالإمكانيات المتاحة وبالنجاعة المطلوبة لأن عامل التجهيزات يبقى نسبيا مقارنة بالإجتهاد والعمل اللذان يمثلان القيمة الأساسية على حد تأكيده. معضلة التوقيت!!! من خلال لقاءنا بالطالب علاء الدين السويسي وهو ناشط في نادي ألعاب القوى بالكلية وتحصل على مراتب مشرفة في ماراطونات وطنية تمت إثارة مسألة التنشيط الثقافي بكلية الطب بسوسة لا من حيث الإقبال الذي بقي رهين توفير الوقت بل من حيث جدول توزيع المواد و الأوقات حيث على عكس المناشير الجامعية والتي تطبق في مختلف الكليات فإن كلية الطب بسوسة لا تعتمد عشية يوم الأربعاء كموعد قار للتنشيط الثقافي والرياضي حيث أكد لنا مصدر مسؤول بالكلية أن السبب يكمن في بعض الأساتذة الذين يبجلون توقيتهم على توقيت الطلبة مما يحرم الطالب من ممارسة حقه في التنشيط و خاصة في ظلّ النسق الدراسي المرهق مما يسبب ضغوطات إضافية للطالب ويكبح قدراته التعبيرية ثقافية،فنية كانت أو رياضية والأكيد أن عقلية الإدارة الجديدة لهذه الكلية ستهتم بهذا الأمر الذي لا يقلّ أهمية عن الشأن الدراسي.