وصل أمس الى النيجر الساعدي القذافي، نجل العقيد الليبي المخلوع الذي لا يستبعد أن ينسج على منوال نجله خاصة بعد أن اشتدّ عليه الخناق في الوقت الذي يزحف فيه الثوار على مسقط رأسه بسرت وبني وليد. أعلنت السلطات النيجرية أن الساعدي، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، ظهر ببلدها بعد عبور الحدود الصحراوية النائية. وقال وزير العدل النيجري والمتحدث باسم الحكومة مارو أمادو ان دورية للقوات المسلحة النيجرية اعترضت موكبا كان فيه «لاعب كرة القدم». هروب وأضاف «ليس من المستبعد أن يصل الموكب في الساعات القليلة القادمة الى نيامي، العاصمة النيجرية. وكان الساعدي أعلن في نهاية أوت الماضي استعداده لتسليم نفسه وأكد في اتصال هاتفي بقناة «العربية» الفضائية أنه «إذا كان تسليم نفسي سيحقن الدماء سأسلّم نفسي اعتبارا من الليلة» مبديا استعداده للتعامل مع الثوار. وكان الجمعة الماضي قد وصل موكب من 12 سيارة تقل مقربين من القذافي الى أغاديز، عاصمة شمال النيجر يواكبه جنود نيجريون. كما وصل الخميس قبل الماضي الى أغاديز ثلاثة ضباط ليبيين مقرّبين من القذافي بينهم القائد السابق للقوات الجوية ووضعوا قيد المراقبة العسكرية. وأوضحت حكومة النيجر أن الضباط هم العقيد الريفي علي الشريف قائد سلاح الجو الليبي السابق واللواء علي خانا، الحارس الشخصي للقذافي، والعقيد محمد عبيد الكريم من قيادة منطقة مرزق أقصى جنوب ليبيا. وأكدت النيجر أنها ستفي بتعهداتها حيال القضاء الدولي في ما يتعلق بالمقرّبين من القذافي الملاحقين الذين دخلوا أراضيها. وحذّر مسؤول منظمة غير حكومية تتخذ مركزا لها في أغاديز طالبا عدم كشف هويته من أن التحالف بين القذافي وعدد من قادة حركات الطوارق المتمرّدة سابقا يؤجّج مخاطر وقوع هجوم مضاد في ليبيا انطلاقا من شمال النيجر. هجمات حاسمة ميدانيا تستعدّ قوات الثوار الليبيين لشنّ هجمات جديدة حاسمة على المعاقل المتبقية لكتائب معمر القذافي في مدينة بني وليد والتقدم نحو سرت بغرب البلاد. وذكرت مصادر إخبارية أنه منذ صباح أمس تجمعت عشرات من الشاحنات المزوّدة بمدافع مضادة للطائرات عند مدخل بني وليد التي تبعد 150 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس كما تمركز هناك مزيد من المقاتلين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي قولهم انهم قاموا بالعديد من مهمات الاستطلاع حتى وسط بني وليد دون أن يصادفوا مقاومة من جانب كتائب القذافي. وقد تمكّن الثوار من السيطرة على منطقتي الوشكة وبويرات الحسون قرب سرت بعد اشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي نجحوا خلالها في الاستيلاء على عدد من الآليات والذخائر التي كانت تستخدمها الكتائب. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى من الثوار وإصابة نحو 20 آخرين. من جهة أخرى ذكرت تقارير صحفية أن انفجارا قويا وقع أمس في أحد مخازن الأسلحة التابعة للثوار في منطقة قصر بن غشير. وقبل ذلك قال أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أمس ان الحلف سيستمر في عملياته العسكرية بليبيا مادام التهديد ضد المدنيين مستمرا. وفي سياق متصل قتل 15 شخصا على الأقل إثر هجوم قوات القذافي على مصفاة نفط ليبية ليلا. وقال شهود عيان ان قوات العقيد الليبي هاجمت البوابة الأمامية لمصفاة نفطية على بعد 20 كيلومترا من بلدة راس لانوف الساحلية أمس مما أسفر عن مقتل 15 حارسا وإصابة اثنين.