توصّلت المعارضة الليبية المسلحة الى اتفاق مع وجهاء مدينة «بني وليد» يضمن دخول المدينة دون قتال فيما عبّرت أوساط ليبية مطلعة عن خشيتها من «حمام دم» في آخر معاقل العقيد معمر القذافي. ونقلت مصادر إعلامية مطلعة عن المسؤول الذي كلفه المجلس الانتقالي بإجراء مفاوضات مع وجهاء مدينة «بني وليد» قوله ان أعيان المدينة طلبوا ضمانات بعدم تعرّض السكان لعمليات ثأر من قبل الثوار. وأضاف عبد اللّه كنشيل أن الوجهاء يحاولون إقناع الموالين للعقيد القذافي بإلقاء السلاح. كما نسبت جهات إعلامية متطابقة الى رئيس المجلس العسكري بطرابلس عبد الحكيم بلحاج قوله ان ما يحول دون مهاجمة الثوار للمدينة هو حرصهم على عدم إراقة الدماء لا سيما أن الثوار قادرون على حسم المعركة في وقت قصير. وأضاف أن معلومات أكيدة تشير الى أن سيف الاسلام نجل القذافي سيغادر المدينة خلال الساعات القليلة القادمة.. هذا إن لم يكن قد غادرها فعلا. ويسود اعتقاد راسخ لدى المجلس الانتقالي أن سيف الاسلام والساعدي إضافة الى الناطق باسم الحكومة السابقة موسى ابراهيم موجودون حاليا في «بني وليد». وأشار الناطق باسم المعارضة المسلحة في طرابلس عبد الرزاق أبوقرا الى أن المدينة محاصرة بالكامل ومن السهل الدخول ولكن من الصعب الخروج منها. وشدّد على ضرورة تسليم قوات القذافي أسلحتها واستسلام الشخصيات الشهيرة الموالية للقذافي. وعبّر عن اعتقاده بأن قوات العقيد تقوم بترويع الأهالي بقوة السلاح وهذا هو سبب فشل المفاوضات. وأفادت مصادر من داخل المدينة أن قوات العقيد تقدر ب80 رجلا مشيرة الى أن بني وليد أصبحت منذ أيام بلا وقود وغاز وكهرباء. وأعربت جهات ليبية من خشيتها من تحول المعركة حول بني وليد الى «حمام دم» يغرق ليبيا برمتها في أتون حرب أهلية كاسحة. وأضافت أن بعض مناصري العقيد يختبؤون مع أسر يستخدمونها دروعا بشرية.