تقدّم ثوار ليبيا ميدانيا الى مدينة «بني وليد» بعد أن انهارت المفاوضات بين أنصار العقيد الليبي معمر القذافي والثوار حول استسلام هذه المدينة التي تعدّ واحدة من آخر معاقل القوات الموالية للقذافي. أعلن الثوار الليبيون أن الآلاف تقدّموا الى بني وليد على ثلاثة محاور بعد أن حدّدوا يوم أول أمس كموعد نهائي لاستسلام المدينة. وذكرت تقارير إعلامية أن نحو 200 عربة قتالية موالية للمجلس الوطني الانتقالي توجّهت الى بني وليد. وفي الوقت نفسه أكد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن نجلي معمر القذافي سيف الاسلام ومعتصم قد فرّا من «بني وليد» مشيرا الى أنهما من عرقلا استلام المدينة. وكان كبير المفاوضين عن الثوار الليبيين قد أعلن عن إخفاق المفاوضات الجارية منذ عدة أيام لضمان استسلام الموالين للعقيد الليبي معمر القذافي في مدينة بني وليد، جنوبطرابلس. وبدأت المفاوضات قبل أيام عدة عبر زعماء قبائل بني وليد حيث يختبئ مقرّبون من العقيد الليبي بينهم إثنان من أبنائه. رفض وقال عبد اللّه كنشيل للصحافيين انه «في بداية المفاوضات، رفض فريقه التفاوض مباشرة مع مقاتلي القذافي قبل أن يوافق لاحقا على التفاوض فقط مع أشخاص لم يتورّطوا في قتل مدنيين. وأضاف «لقد أرادوا (أنصار القذافي) المجيء مع أسلحتهم.. وقد رفضنا». وتابع «طلبوا أن يدخل الثوار بني وليد دون أسلحتهم بذريعة المفاوضات ليتمكّنوا من قتلهم». وحول احتمال شنّ هجوم على المدينة إثر فشل المفاوضات قال كنشيل «أترك لقائد الثوار الليبيين التعامل مع المشكلة.. ليس لديّ ما أقدّمه بصفتي رئيسا للمفاوضين». وقال كنشيل «إن العقيد وأبناءه والعديد من المقرّبين جاؤوا الى بني وليد» دون أن يحدّد تاريخ حصول ذلك لافتا النظر الى أن بعض أنصار القذافي لاذوا بالفرار لكن اثنين من أبناء القذافي هما الساعدي والمعتصم «لم يهربا». وأشار الى أن موسى ابراهيم المتحدث السابق باسم القذافي هو من بين المقرّبين الذين لا يزالون موجودين في بني وليد. وأضاف «هناك كثيرون أتوا من طرابلس ومن مدن أخرى الى بني وليد.. إنهم يريدون استخدام هذه المدينة كحصن لهم». انتقاد لسيف الاسلام وقد حمّل الساعدي القذافي، نجل العقيد الليبي شقيقه سيف الاسلام المسؤولية عن انهيار مفاوضات تسليم مدينة «بني وليد» للثوار . وقال الساعدي لقناة «سي أن أن» الاخبارية الأمريكية في محادثة هاتفية أذاعتها صباح أمس «الخطاب العدائي الذي ألقاه سيف الاسلام قبل بضعة أيام هو الذي أدّى الى انهيار المفاوضات ومهّد الطريق لاستئناف القتال». وفي ردّ عن سؤال حول المكان الذي يتواجد فيه حاليا قال الساعدي القذافي إنه خارج بني وليد قليلا ولكنه يتنقل باستمرار مشيرا الى أنه لم يرَ والده أو سيف الاسلام منذ شهرين. وشدّد الساعدي على أنه «محايد» ومستعدّ للتوسّط لوقف إطلاق النار. من جانبه أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس أن الحلف «اقترب بشكل كبير» من النجاح في تدخله بليبيا. وأضاف راسموسن «إن قرار إنهاء العملية يتوقف بشكل كبير على مدى قدرة المجلس الوطني الانتقالي على ضمان حماية فاعلة للمدنيين» معتبرا أن هذا الأمر سيؤدي دورا بالغ الأهمية في اتخاذ قرار بهذا الاتجاه. وبخصوص القذافي أكد راسموسن أن الاعتقال المحتمل للزعيم الليبي «ليس عاملا حاسما» لأن الأشخاص، بمن فيهم القذافي لا يشكّلون أهدافا للحلف الأطلسي».