تستعد وزارة التنمية الجهوية لتنظيم ملتقى وطني منتصف الشهر القادم لتقديم نتائج أعمالها للسبعة أشهر المنقضية...وذلك بحضور أعضاء الحكومة وكافة الأحزاب وعدد كبير من الخبراء من مختلف الاختصاصات بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني. هذه الاعمال والمتمثلة بالاساس في محاضر جلسات أجراها ممثلو الوزارة في مختلف الجهات وتم خلالها تدارس الوضع التنموي في كل تلك المناطق تمّ جمعها في وثيقة آطلقت عليها تسمية الكتاب الابيض. وتشير مصادر مطلعة الى أن الوزارة حديثة الانشاء تكفلت خلال الفترة الماضية بتصريف الاعمال وبالتوازي البحث لارساء استراتيجية تنموية هدفها تغيير واقع الجهات. تضمّن هذا الكتاب مقترحات عملية تهم التهيئة العمرانية في الجهات وتطوير البنية الاساسية كما تهم الحوكمة والحكم الرشيد ومقترحات حول دور الوالي وعلاقته بالمسؤولين في الجهات. ومن ابرز مقترحاتها اعادة تقسيم الجهات اقتصاديّا وذلك من خلال تقسيم الشريط الساحلي الى خمس جهات أو ما يشبه الاقاليم الاقتصادية وذلك من اجل ربط الجهات الداخلية بالجهات الساحلية واخراجها من حالة العزلة وكذلك مراجعة مجلّة الاستثمار بما يسهم في الرفع من الاستثمار الجهوي. وأكدت مصادرنا أن هذه المقترحات هي مقترحات قابلة للتطوير وليست نهائية وانه سيتم عرضها على الحضور في ملتقى منتصف شهر سبتمبر وبعد الاستماع الى آراء ومقترحات من يودّ الاضافة لهذه المقترحات سيتم نشرها نهاية شهر سبتمبر في نسختها النهائية. وكان عبد الرزاق الزواري وزير التنمية الجهوية قد أدّى مؤخّرا زيارة عمل الى بولونيا مرفوقا بفريق عمله المتكون من ممثل المندوبية العامة للتنمية الجهوية ومدير الديوان الوزاري وممثلين آخرين عن الوزارة بهدف الاطلاع على تجربة بولونيا فيما يتعلّق بتسيير شؤون وزارة جهوية ودعمها للتنمية في الجهات...وذلك بغاية الاستئناس بالتجربة البولونية التي تعد أكثر التجارب الناجحة في العالم خاصة مع ملامح التشابه بين البلدين. هذه الزيارة استغرقت خمسة أيام وقد تم خلالها تقديم شبه حلقات تكوين للوفد التونسي. وذكرت مصادرنا أن الثورة أكدت أن التنمية في الجهات لابدّ أن تخرج من روتين تحسين مسكن أو حفر آبار أو ربط بالماء الصالح للشراب والربط بالكهرباء وغيرها اذ تأكدت الحاجة لبنية أساسية قوية وتهيئة عمرانيّة مثلى تدعم النمو الاقتصادي في الجهات.