علمت «الشروق» أن مكتب التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية عاين صباح أمس جثّة بنيّة لم تتجاوز نصف السنة من عمرها بعدما قتلتها والدتها خنقا بأحد النزل الشعبية بمدينة نابل. وحسب المعطيات الأولية فإنّ امرأة مطلقة وجدت نفسها مشرّدة ودون مأوى ولا مورد عيش ممّا أجبرها على الانخراط في البغاء والخمر وكانت تعاشر حتى عابري السبيل إلى أن حملت حملا غير شرعي فقاومت ثم ولدت بنتا في أحد المستشفيات بولاية نابل وقد عرفت عائلة من الجهة بالموضوع فتقدّمت إليها قصد تبّي البنية ورعايتها وتنشئتها على أن تقوم الأم من ساعة إلى أخرى بزيارة ابنتها وإرضاعها وتواصل الأمر على ما هو عليه حتى بلغت البنت شهرها الرابع وأصبحت قادرة على الابتسامة والضحك والانفعال مع من يداعبها. إلا أن الأم كانت تدخل منزل العائلة التي تكفلت برعاية البنت وهي في حالة سكر وقد تكرّر الأمر حتى ضاقت بهم السبل فأخبروها برفضهم زيارتها وهي سكرانة. قرّرت الأم ردّ الفعل وأخذت ابنتها ثم توجّهت إلى نزل شعبي متواضع جدّا بمدينة نابل واتخذته مسكنا ومستقرا لهما إلاّ أن الأم شعرت بثقل العبء وعدم قدرتها على رعاية ابنتها ماديا ونفسيا. لذلك تعمّدت في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت بعدما عادت إلى غرفتها بالنزل وهي في حالة سكر كامل إلى وضع خرقة من القماش في فم ابنتها ودفعتها بإصبعها حتى بلغ الحنجرة ثم شلّت حركتها حتى اختنقت ا لصغيرة ومال لونها إلى الأزرق ثم ارتخت الصغيرة وأسلمت الروح إلى خالقها. عندها تأكدت الأم من وفاة ابنتها فأخرجت قطعة القماش من فمها ثم ضمتها إلى حضنها وظلت تقبلها وتشملها بدفئها وعطفها وتبللها بالدموع حتى بزوغ الشمس. مع بداية صباح يوم أمس السبت صحت الأم من سكرها فصدمت بهول ما فعلت لذلك أخذت رضيعتها وسلمت نفسها وأمرها للسلط وقد انطلقت التحقيقات في شأنها. وتكفّل السيد حمادي الشنوفي قاضي التحقيق بالمكتب الأول بمتابعة الموضوع والقيام بالتحقيقات والإجراءات اللازمة فيما تم الإذن بعرض جثة الهالكة على مخابر الطب الشرعي وإصدار بطاقة إيداع في شأن الأم.