حسب وزارة الصحة في غزة، حصيلة اعتداء الكيان الصهيوني الغاشم 248 شهيدا من بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا وأكثر من 1900 مصاب ... ومع ذلك يمكن القول إنه الانتصار . هو النصر والانتصار لشعبنا الفلسطيني الباسل الذي خاض حرب شرف غير متكافئة بالمرة ... حرب بين مستعمر غاشم مدعوم من أقوى الدول في العالم، وشعب محتل محاصر خذلته الأنظمة العربية المسلمة " الشقيقة " . هو النصر لبواسل تجاوزت محنتهم ال70 عاما. وأتت السنوات الطوال على قدراته العسكرية والمالية واللوجستية. وساهمت الانقسامات السياسية في تفتيت المفتت في أرض يشدّها الزيتون إلى الأصل والحق الذي لن يضيع مادامت في العروق دماء طاهرة زكية تنتظر أن تسقي تربة فلسطين المتعطشة لدماء الشهداء في كل يوم وليلة . هو النصر على حساب كيان لقيط، استقوى بدعم أعتى الدول والمنظمات. واستأسد بأنظمة عربية تأصل فيها الخنوع وسكن فيها الخضوع. فهرولت الى التطبيع. وأقامت له حفلات احتسى فيها الموقعون نبيذا مرا كمرارة وجودهم أصلا. ففي حرب غير متكافئة على النحو الذي ذكرنا، لا يمكن تطبيق مقاييس النصر بالمعنى الكلاسيكي المتداول في الحروب التي تنتهي عادة بالهزيمة والانكسار، بالخيبة أو الانتصار. فالمعاني والمقاييس المعتمدة تذوب في عدوان بلا أخلاق وبلا مبادئ، مقابل حضور مفاهيم العزة والشرف والنخوة في حرب خاضها بواسل بصدور عارية. وانبطح فيها رؤوس المستوطنين وتدافعوا على ملاجئهم تحت الأرض ... صفارات الإنذار المولولة -وحدها- كانت من مقاييس النصر والانتصار، المستوطنون مرتعدون تحت الأرض، والفلسطينيون بشموخ فوق التربة ينشدون الشهادة ويدافعون عنها بأسلحة عرفت تطورا رغم الحصار وبمساندة شعب عربي في أغلب العواصم والمدن والشوارع أحرج أنظمتهم الخانعة وجرها في النهاية مكرهة إلى مربع "الدعم" . اليوم وقد سجل الشعب الفلسطيني الانتصار، وكتب صفحة جديدة من النصر له وللشعب العربي في حرب خاضها عنا بالوكالة .. انتصاركم فخر لنا ومن حقنا أن نبتهج ونقيم له معكم مراسم الاحتفال، انتصرنا بعد 11 يوما من المواجهات والطائرات والقنابل والدمار ورائحة دماء الشهداء الزكية التي حجبت رائحة البارود الحارقة. ومن حقنا أن نبتهج اليوم بالعيد في "هذا العرس الذي لا ينتهي ". اليوم، علينا أن نستثمر هذا الانتصار، والاستثمار في الانتصار أصعب من الاستثمار في الهزيمة والانكسار. وعلينا مراجعة كل الحسابات بالبحث عن دعم متواصل يحمي الشعب الفلسطيني من هكذا اعتداءات، مع الاتجاه الى المحاكم الدولية لعلها تطبق "القوانين الإنسانية" في جرائم حرب لا تحسمها إلا البندقية ... على اخوتنا في فلسطين أن ينهوا إلى الأبد انقساماتهم التي ما جنوا منها إلا الخيبات ... وعليهم أن يتجهوا إلى الانتخابات وتحديد المسارات بعيدا عن الحسابات الضيقة التي لا تخدم إلا عدوا غاشما مستفيدا من هكذا انقسامات صنعها فنجح في تركيبها . وعلى الأنظمة العربية التي باعت فلسطين في السر والعلن بمعاهدات واهية أن تعلم أنه "متى استقام مع "العدو" حساب" ؟... راشد شعور