اثار ارتفاع ايجار مسرح قرطاج (بين 50 و70 الف دينار) جدلا واسعا في أوساط المنتجين ومنظمي التظاهرات الفنية الخاصة معبرين عن عجزهم امام هذه الزيادة المشطة التي لحقت ايضا فضاءات مدينة الثقافة وبلغت اقصاها 18 الف دينار في المقابل ارجعها المشرفون على هذه المؤسسات الى ارتفاع تكاليف الصيانة وجودة الخدمات. تونس الشروق: اشهر قليلة تفصلنا عن موسم المهرجانات والتظاهرات الفنية ليتفاجأ عدد من منظمي هذه الحفلات الخاصة تحديدا بالترفيع في سعر ايجار المسرح الأثري بقرطاج من 25 الف دينار سابقا الى 50 الف دينار بالنسبة للجمعيات والوداديات و70 الف دينار بالنسبة للشركات الخاصة ... هذه الزيادة اثارت العديد من ردود الأفعال بين مستنكر ومستغرب خاصة وان الزيادة تعد مشطة مقارنة بمصاريف الحفل باعتبار ان صاحب التظاهرة هو الذي يتكفل بخلاص الأمن والحماية المدنية وعقد التأمين وحقوق التأليف وكل ما يتعلق بالحفل ماعدا الأمور التقنية ... ويرى البعض من المتابعين لهذا الشأن ان هذه الزيادة ستقلص من نسب الإقبال على كراء المسرح الأثري بقرطاج مما سيكبده خسارة هذه المداخيل الإضافية التي كان يتمتع بها كل سنة لتحسين الخدمات وتهيئة الفضاء وضمان الفرجة الجيدة . وللتوضيح الشروق اتصلت بكاهية مدير الشؤون الثقافية السيدة رجاء بن عبد الله التي ارجعت هذه الزيادة لعدة اسباب من بينها شروع الوكالة الوطنية لإحياء التراث في ادخال عدة تحسينات وصيانة على الفضاء الى جانب اقتناء بعض التجهيزات لتحسين مظهر المسرح وتهيئته وتوفير الفرجة الجيدة والحفلات الراقية للجمهور ... مؤكدة ان كل ذلك يتطلب مصاريف عالية وخاصة الشاشة العملاقة التي سيتم اقتناؤها والتي ستكلف الوكالة 8 ملايين في الليلة الواحدة حسب تصريح رجاء بن عبد الله التي افادت في ذات الصدد ان كل ذلك يتنزل في اطار تحسين الخدمات وضمان جودة العرض والفرجة مشيرة الى ان هذه الخطوة تمت بالتشاور مع وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ... وحول تأثير هذه الزيادة في نسبة اقبال منظمي الحفلات على تأجير المسرح الأثري بقرطاج قالت رجاء بن عبدالله ان عدد المطالب لا يختلف عن السنة الفارطة بل قابل للارتفاع خاصة وان موسم المهرجانات مازال لم ينطلق بعد على حد تعبيرها . جدل ارتفاع اسعار تأجير هذه الفضاءات لم يقف عند المسرح الأثري بقرطاج فحسب وانما طال ايضا فضاءات مدينة الثقافة هذا المكسب الوطني الذي استبشر به اصحاب المهنة الا انه تحول الى مجموعة من المسارح للإيجار بلغت أدناها 1200 دينار واقصاها 18 الف دينار قيمة كراء قاعة الأوبرا بالنسبة للعروض التجارية و7200 دينار بالنسبة للعروض الثقافية في حين بلغ كراء مسرح الجهات بالنسبة للعروض التجارية 7000 دينار و2800 دينار، كتعريفة للفن التجريبي اما مسرح المبدعين الشبان بلغت كلفة كرائه 3000 دينار للعروض التجارية و1200 دينار كتعريفة تشجيعية وقدر سعر كراء ساحة المسارح لليوم الواحد ب3000 دينار بينما حددت كراء البهو الرئيسي لمدينة الثقافة ب5000 دينار في حين تحظى التظاهرات الوطنية بأسعار رمزية . وفي ما يتعلق بقطب السينما والصورة يتم كراء القاعات باليوم وبنصف اليوم ، على غرار قاعة سينما عمار الخليفي التي يبلغ ثمن إيجارها في اليوم 3500 دينار، وألفي دينار لنصف يوم وكذلك قاعة صوفية القلي التي تؤجر للندوات ب1500 دينار في اليوم و800 دينار لنصف يوم في حين يتم تأجير قاعة سينما الطاهر شريعة ب 2500 دينار في اليوم و1750 دينارا خلال نصف يوم. تسعيرة تجارية وأخرى للأعمال الفنية وللإجابة عن كيفية تحديد هذه الأسعار وسبب ارتفاعها ومدى اقبال اصحاب العروض على هذه الفضاءات اتصلنا بالمدير التقني بمدينة الثقافة حسام الساحلي الذي أشار منذ البداية الى انه هناك تسعيرة تجارية واخرى للأعمال الفنية وتبلغ حتى ال 50 بالمائة على حد تعبيره . وبالنسبة لقاعة الأوبرا التي تعد الأكثر سعرا قال حسام الساحلي ان القطب يتحمل كل مصاريف العرض ويترك لصاحب العرض الحرية في تحديد اسعار التذاكر وبيعها مشيرا الى ان هذه العروض التجارية التي كانت سابقا تعرض في النزل تتكبد مصاريف أضعاف تسعيرة مدينة الثقافة . أما في ما يتعلق بالأعمال الفنية اكد حسام الساحلي ان جلها تقريبا تعرض دون مقابل خاصة في موسم الإفتتاحات اذ تم عرض اكثر من 30 عملا مسرحيا مجانا على حد تعبيره مضيفا ان المدينة احيانا تدخل في شراكة مع العروض غير المدعومة واحيانا اخرى تشتريها ان كانت تستحق العرض حسب تصريحه ... وفي ما يتعلق بإقبال اصحاب هذه التظاهرات على تأجير فضاءات مدينة الثقافة قال المدير التقني ان الإقبال موجود لكن الإدارة تتجنب العروض التجارية للحفاظ على القاعات مشيرا الى ان الغاية ليست ربحية بقدرما هي ثقافية فنية لكن المصاريف الكبرى للمدينة تستحق ايضا بعض المداخيل على حد تعبيره .