أثار ارتفاع اسعار تذاكر العروض السينمائية في عدد من القاعات بالعاصمة جدلا واسعا وتذمرا من بعض رواد هذه القاعات اذ بلغ اقصاها 16 دينار بالمركب السينمائي باتاي و12 دينارا بمدينة الثقافة وأدناها 3 دنانير بقاعتي الريووالمنديال. تونس (الشروق) من يحدد أسعار تذاكر العروض السينمائية في القاعات ؟ وهل يمكن ان نتحدث عن تسعيرة موحدة؟ لماذا شهدت هذه الأسعار ارتفاعا في المدة الأخيرة؟ اي دور لمدينة الثقافة في التحكم في اسعار تذاكر الأفلام التي تعرض بقاعاتها وكيف يتم توزيع هذه المداخيل ؟ وهل ان لهذه الأسعار التي تبدومشطة للبعض تأثيرا على جمهور السينما ؟ مجموعة من الاستفهامات فرضها الجدل الحاصل حول ارتفاع اسعار تذاكر السينما في عدد من القاعات في العاصمة وضواحيها والتي بلغ اقصاها 16 دينارا بالمركب السينمائي باتاي وهي اسعار خاصة بالأفلام الأجنبية وبالعروض الأولى في حين يصل اسعار تذاكر الافلام التونسية 8 دنانير وترتفع الأسعار في هذا المركب الخاص نظرا للإمكانيات المتوفرة فيه من تقنيات العرض ذات الجودة العالية الى جانب الرفاهية التي يتمتع بها الجمهور وهومايعتبره البعض مناسبا مقارنة بجودة الفرجة. وتتراوح اسعار التذاكر في مدينة الثقافة بين 7 و12 دينارا ويعد هذا الرقم مرتفعا خاصة واننا نتحدث هنا عن مرفق عمومي مهمته التشجيع على الثقافة لا التجارة . وان كانت قاعة الكوليزي من القاعات الخاصة فإنها ايضا اثارت الانتقادات حول اسعار تذاكرها التي بلغت ايضا 12 دينارا في بعض العروض مقابل خدمات وفرجة وصفها البعض بالرديئة خاصة فيما يتعلق بتقنيات الفرجة والكراسي المهترئة . وتتراجع هذه الأسعار الى حدود 3000 و5000 من المليمات بالنسبة لقاعتي الريووالمنديال وهما الأقل تسعيرة تقريبا ويعود ذلك بالأساس الى الموقع ونوعية الأفلام المعروضة . المدينة لا تحدّد الأسعار ومن حقها كراء فضاءاتها وأثارت أسعار التذاكر الخاصة بفيلم "دشرة" وبلغت 12 دينارا حفيظة عدد ممن واكبوا هذا العرض في قاعة "الأوبرا" بمدينة الثقافة وكثرت الانتقادات حول اسعار تذاكر العروض السينمائّية عموما في المدينة اذ يرى البعض من المتابعين لهذا الشأن ان المرفق العمومي مطالب بالتشجيع على الثقافة واستقطاب الجمهور من خلال اسعار رمزية تمكن جل أحباء السينما من ارتياد هذه الفضاءات لا السقوط في ماهوتجاري .. وفي هذا الصدد يوضح مدير مدينة الثقافة يوسف لشخم للشروق ويؤكد بان هذه الأسعار لا تحددها المدينة وانما هي من مشمولات الموزع مضيفا ان المدينة من حقها كراء القاعة والإشراف على التنظيم عدا ذلك لا يمكنها التدخل اوالتفاوض في الأسعار وان هذه المسؤولية من مشمولات المركز الوطني للسينما والصورة الجهة الوحيدة المخول لها التفاوض مع الموزع حول اسعار التذاكر. يوسف لشخم قال ايضا ان قاعة الأوبرا ليست مجعولة للعروض السينمائّية وانما بحكم تجهيزاتها ذات الجودة العالية يكثر حولها الطلب من بعض الموزعين خاصة في العروض الأولى لاستقطاب الجمهور وضمان الفرجة الجيدة لنجاح الفيلم . وان يرى البعض من عشاق الفن السابع ان اسعار تذاكر السينما مرتفعة مقارنة بالمقدرة الشرائية للمواطن التونسي وبالوضع العام في البلاد الا ان صاحبة قاعة الكوليزي القاعة التي تعد الأرفع سعرا بالنسبة لقاعات شارع الحبيب بورقيبة وسيلة قوبنطيني ترى ان اسعار تذاكر السينما في تونس هي الأضعف مقارنة بالعالم العربي والغربي مضيفة ان اسعار العروض في الكوليزي تتراوح بين 3500 مليم و5000 مليم مع تحديد سعر خاص بالطلبة وتبلغ اقصاها 12 دينارا في العروض الأولى وتختلف الأسعار بصفة عامة من فيلم الى آخر حسب قوبنطيني. الموزع يتحكم في الأسعار وقاعة الريو الأقل سعرا ويعتقد آخرون ان أسعار تذاكر السينما في جل القاعات هي موحدة اويجب ان تكون موحدة في هذا الصدد يوضح مدير قاعة الريووالمنتج السينمائي الحبيب بالهادي قائلا " الأسعار الموحدة انتهت زمن التعاضد اليوم اختلفت الأمور واصبحت هذه الأسعار تختلف من قاعة الى اخرى حسب التكاليف والتجهيزات وجودة العروض ونوعية الأفلام المعروضة ويتحكم فيها الموزع ..." بالهادي يقول ايضا ان قاعة الريوتعد الأقل سعرا في العاصمة وتتراوح اسعارها بين 3 دنانير للطلبة و5 دنانير للعموم . مشيرا في ذات السياق الى ان اسعار "باتاي " معقولة باعتبار مرجعيته الفرنسية الى جانب ما يوفره من فرجة ذات جودة عالية ورغم ذلك يقول الحبيب بالهادي بالإمكان تعديل هذه الأسعار مشددا على ضرورة دراسة الأسعار في مدينة الثقافة للتشجيع على السينما وخاصة فيما يتعلق بالطلبة والعائلات على حد تعبيره. وان كان لارتفاع اسعار التذاكر تأثير على اقبال الجمهور على السينما اولا؟ يرى الحبيب بالهادي ان سلوك الجمهور ليس مفهوما وبالتالي لا تتحكم هذه الزيادة اوالنقصان في مدى إقباله . وعن كيفية توزيع المداخيل افادنا المنتج السينمائي الحبيب بالهادي ان 50 بالمائة تذهب الى القاعة وبين 15 و20 بالمائة تذهب الى الموزع ويحصل المنتج على 30 الى 35 بالمائة في حين حددت الأداءات ب7 بالمائة وقداعتبرها بالهادي ضعيفة مقارنة بالأداءت على المسرح . من جهة اخرى شدد المنتج السينمائي الحبيب بالهادي على ضرورة دعم الدولة للثقافة من خلال اقتناء التذاكر والاتفاق مع القاعات على تحديد سعر دينار واحد للتذكرة خاصة فيما يتعلق بالعروض الثقافية مؤكدا على اهمية وضرورة فتح المتاحف للطلبة والتلاميذ.