لا تزال جماهير النادي الإفريقي تحت تأثير الصدمة التي خلفتها هزيمة يوم أمس الأول أمام مازيمبي الكونغولي والتي استقرت على 8 أهداف مقابل صفر. التحاليل وتقييم الوضعية اختلفت من محب إلى آخر لكن الفضيحة ظلت النقطة التي أجمع عليها الأنصار خصوصا أن الفريق تكبد في الكونغو أعرض هزيمة في تاريخه وليس في مشاركاته الخارجية فقط. من جهة أخرى وصلت بعثة الفريق في ساعة مبكرة من صباح أمس إلى مطار تونسقرطاج لتجد في انتظارها تعزيزات أمنية كبيرة حالت دون الجماهير الغاضبة والتعبير عن غضبها تجاه مهزلة "لوبومباتشي". واستنجد بعض اللاعبين بأصدقائهم حيث كانوا في استقبالهم في المطار بغاية حمايتهم من اعتداءات محتملة بيد أن ذلك لن يحول دون ردة الفعل التي ستأتي لا محالة في ظل المرارة التي تجرعتها الجماهير. الليلي يرمي المنديل بعد الهزيمة الثقيلة أمام مازيمبي الكونغولي لم يعد هناك مجال لاستمرار الإطار الفني الحالي. وبحسب ما تحصلت عليه "الشروق" من معطيات فإن رئيس الإفريقي عبد السلام اليونسي قد اتّخذ قرار التخلي عن شهاب الليلي ومعاونيه منذ نهابة اللقاء غير أنه تم إرجاء التطبيق لعلّ المبادرة تأتي من شهاب الليلي ويعفي الفريق ونفسه من إحراج الإقالة. و هو ما حصل فعلا أمس حيث أعلن المدرب شهاب الليلي استقالته . يمكن التأكيد أن شهاب الليلي لم يكن الحلقة الأضعف في الاختيارات الفنية لهيئة عبد السلام اليونسي فالتعاقد مع خالد السويسي ومهدي السيفي كان خطوة فاشلة للغاية. اليونسي كان يعي أن الليلي غير قادر على ضبط إيقاع المجموعة علاوة عن ضعفه الفني والتكتيكي وبالتالي كان من الحريّ به أن يعاضده بمساعدين يملكون الشخصية والكفاءة وهو ما لا يتوفر في السويسي والسيفي. المساعدان ظل حضورهما صوريا وغابت إضافتهما الفنية ليكونا مجرد أجيرين مقابل لعب دور الكومبارس خلف المدرب الأول وهو ما يجعل الإقالة الجماعية أمرا لا مفر منه. مارشان أم الوحيشي ؟ رغم أن رئيس الافريقي كان ينتظر استقالة الليلي أو اقالته منذ فترة فإنه لم يجهز البديل و يبدو أن هناك انقسام داخل الادارة إذ هناك من يدعم عودة مارشان و هناك من يطالب بقدوم الوحيشي اليوم اجتماع للهيئة على صعيد آخر أكد مصدر من الهيئة ل"الشروق" أنه ينتظر أن تعقد هيئة عبد السلام اليونسي اجتماعا حاسما اليوم للنظر في الوضع الذي يعيشه الفريق خصوصا أنه لم يكن من الوارد أن تلتقي يوم أمس لسبب أو لآخر. اجتماعات الهيئة المديرة ظلت معطلة بل ومنعدمة بسبب الخلافات والانقسامات والتحالفات التي دائما ما تسببت في انحراف الاجتماعات السابقة عن جدول أعمالها. وعلى ضوء الانقسامات الحالية ينتظر أن يكون اجتماع اليوم –طبعا إن كتب له الانعقاد- أن يكون عاصفا لتتلوه قرارات ضرورية بتغييرات صلب الإطار الفني المساعد لليلي المستقيل من جهة والإداري من جهة ثانية خصوصا أن هناك بعض الأعضاء الذين لوحوا سابقا بالاستقالة فيما يعاني البعض الآخر من التجميد على غرار خليل محجوب الذي اتخذ فيه اليونسي قراره منذ أشهر. اليونسي والاختيارات السلبية قد يكون من الإجحاف أن يقتصر تقييم عمل رئيس النادي الإفريقي عبد السلام اليونسي على النتائج الرياضية فقط ففي ظل استقالة أثرياء النادي -باستثناء حمادي بوصبيع- فقد ظل الرجل يكابد منفردا والمراطون الذي خاضه ساعات قبل التحاقه بالبعثة في الكونغو يكشف حجم معاناة الرجل لإصلاح ما أفسده سليم الرياحي. وفي الحقيقة فإن اليونسي بذل مجهودات جبارة على الصعيد الشخصي لكنه يتحمّل مسؤولية في انتقائه لمحيطه فكل من أحاط نفسه بهم هم من الانتهازيين أو الفاشلين فهذا وكيل قام بإبرام عقود لأبرز شبان النادي مستغلا صداقته بالرئيس ونائبه وذاك وكيل آخر يدّعي التخصص في القانون فكبّد النادي عقوبات وخسائر مالية كبيرة وآخرون ضمّهم إلى مكتبه فلم يجن من مشورتهم إلا الفشل والانتقاد الجماهيري. حديث اليونسي لإذاعة موزاييك خلّف له بعض التعاطف من شقّ كبير من الجماهير لكنه اليوم صار مطالبا باتخاذ القرارات المناسبة وهي التخلي عن وجوه الفشل والانفتاح على بعض الكوادر من خارج دائرته لعلّ خلاصه يكون بمجاورتهم. تأثير حجرات الملابس لئن هاجم الأحباء الجميع إلا أن اللاعبين كانوا الأقل انتقادا من قبل الغاضبين الذين انحصر نقدهم للإطار الفني والمسؤولين. لاعبو الإفريقي يعانون من الدلال والتسيّب وزاد خروج صابر خليفة في تأزم الوضعية بما أن لاعبي الخبرة لم يتمكنوا من احتواء زملائهم فيما اختار وسام يحيى وزهير الذوادي أن يلعبا دورا سلبيا فحادثة علي العابدي على سبيل المثال تمت بتحضير منهما وفي الأخير فإن ظهير الإفريقي هو من دفع الفاتورة نتيجة تهوره. ويمكن التأكيد أن هذا الثلاثي بالإضافة إلى كل من سيف الشرفي وغازي العيادي هم "السوس" الذي ينخر حجرات ملابس الإفريقي وطالما لم يتحرّك المسؤولون لإعادتهم إلى حجمهم الطبيعي فإن الانفلات سيتواصل والانقسام سيكون أمرا لا مفرّ منه. مواجهة الهمهاما بالشبان من القرارات المنتظرة أيضا هو أن يدخل النادي الإفريقي المباراة المتأخرة من الجولة الافتتاحية لمرحلة الإياب أمام نادي حمام الأنف بتركيبة تغلب عليها العناصر الشابة. فالمجموعة التي خاضت لقاء مازيمبي الكونغولي يوم أمس الأول سيغيب منها عدد كبير خصوصا أن هناك غضبا من بعض اللاعبين ظل يتراكم طيلة الفترة الأخيرة. وفي كل الحالات فإن التغييرات ستأتي لا محالة حيث ستكون مواجهة مازيمبي الكونغولي يوم 12 فيفري الجاري فرصة لبعض اللاعبين لمراجعة حساباتهم فيما بات من الضروري التخلّص تدريجيا من بعض العناصر التي علاوة عن أفول نجمها وتقدمها في السن فإنّها حضورها ظل عنصرا سلبيا ويجذب إلى الوراء.