لم يكن يوم أمس عاديا بالنسبة للتونسيين خاصة في العاصمة بسبب خوفهم من اقرار الاضراب العام اليوم ولا تسمع في احاديثهم غير «ربّي يستر» و«ربي يقدر الخير». تونس (الشروق) التونسيون يتذكرون اضرابات عامة مماثلة حدثت في تونس وكانت تداعياتها وخيمة لاسيما اضراب 1978 وانتفاضة الخبز في 1984فالتونسيون اليوم لايريدون ان يحدث انفلاتا وفوضى في البلاد وان تتواصل تبعا لذلك تداعيات الاضراب العام فينقصهم الغذاء . خوف وارتجاف الاخصائي في علم النفس الاجتماعي حبيب تريعة قال : «التونسي يعيش حالة من الخوف والارتجاف من تداعيات الاضراب العام التي ستكون وخيمة وفقا لجميع القراءات والاستنتاجات ذلك ان سياسة لي الذراع التي يتعامل بها الاتحاد والحكومة والضغط الذي يعيشه التونسيون لفترة طالت كثيرا وتتالى الازمات على غرار ازمة التعليم جعلت التونسي يلتفت وراءه خوفا من المصير المجهول». واضاف ان الخوف من الفوضى العارمة التي يمكن ان تحدث وفقا لاستنتاجاتنا وعدم القدرة على السيطرة عليها على غرار السرقة وكسر المنشآت والاغتصاب واقتحام المنازل وهي ردة فعل فوضوية وعنيفة نتيجة للضغط الذي يعيشه التونسيون ويقودهم الى في وضع نفسي صعب جدا. واشار الى ان الجهات الداخلية سوف تجد في الاحتجاجات متنفسا لها على ما تعيشه من اوضاع صعبة على غرار غياب التنمية وتفشي الفقر والبطالة وانسداد الافق اضف اليها موجة البرد. وختم بان خوف التونسيين مبرر ولهفتهم على التزود ناجمة من خوفهم مما حدث سنة 1984 حيث البلاد مشلولة طيلة اسبوع كامل . اللهفة على المواد الغذائية رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم سعدالله اكد استقباله العديد من الاتصالات عبر الهاتف او بطريقة مباشرة يتساءل اصحابها حول ضرورة التزود بأكثر كميات ممكنة من المواد الغذائية . كما لاحظ المتابعون للحركة التجارية اقبالا على المحلات لان من كان ينوي شراء بعض المستلزمات اليوم عليه ان يشتريها مسبقا . وقال انه نصح جميع من اتصل به مستفسرا بتجنب الاقبال غير المبرر على شراء المواد الغذائية وغيرها والاكتفاء بالحاجيات اليومية المعهودة لان تجار التفصيل يمكنهم فتح محلاتهم كما لن تصل الازمة منتهاها فالمواطن التونسي له درجة من الوعي التي تجعله يتجاوز جميع الازمات . خسارة للاقتصاد لم يصمت خبراء الاقتصاد عن التحذير من تداعيات الاضراب العام على الاقتصاد الوطني وقدرها الخبير والوزير الاسبق للمالية حسين الديماسي بحوالي 400 مليون دينار وهي تعادل كلفة انجاز 4 مستشفيات جامعية أو 50 كيلومترا من الطريق السريعة. وقال امس في تصريح اعلامي"الاضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية سيمس قطاعات حيوية والاقتصاد ككل لأن العديد منها مهم جدا حتى للقطاع الخاص وسيتسبب في ارباك عديد المؤسسات أما القطاع الذي سيؤثر أكثر فهو قطاع النقل باعتباره يمثل لوحده ثلثي النقل الجملي في البلاد وسيؤدي الى تعطل كل الاعمال. تواريخ الاضرابات 1951 (ديسمبر) هو تاريخ أول إضراب عام قرره الإتحاد للدفاع عن القضية التونسية العادلة. 1978 (جانفي) الخميس الاسود لتحسين اوضاع الشغالين. 2011 (جانفي) انتهى عند هروب بن علي من البلاد يوم 14 جانفي. 2013 (فيفري) اثر جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد.