تحتل ولاية نابل مكانة هامة في إنتاج العسل الطبيعي الرفيع وتربية النحل حيث تنفرد الجهة بإنتاج 22 % من حجم الإنتاج الوطني إلا أن القطاع لا يخلومن مشاكل تحد من مردوديته وتتّبع جهة الوطن القبلي في ذلك نمطية التربية العصرية حيث يوجد بمنطقة المريسة من معتمدية سليمان مركز وطني لتنمية تربية النحل. مكتب نابل (الشروق) ويتحدث المدير الجهوي لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بنابل توفيق السخيري عن مهام هذا المرفق فهويقدّم للمربين الدّعم الفني والتنسيق بين المتدخلين لإرساء مقومات منظومة النحل والنهوض بهذا القطاع ودعم أطر البحث العلمي وذلك بمتابعة صحّة النحل بالتنسيق مع المصالح البيطرية وتحسين جودة العسل وتثمين مختلف منتجات الخلية إلى جانب تحسين سلالة النحل بالتنسيق مع المختصين في علم الوراثة وتطوير طرق الاستغلال .أما بخصوص تثمين نتائج البحث العلمي يقوم بإعداد مراجعة فنية اقتصادية ونشر واستغلال نتائج البحث. كما يسهر المركز على تنظيم تربصات لفائدة التلاميذ والطلبة. خُمُس الإنتاج الوطني ويؤكد المدير الجهوي لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بنابل بأن معدّل الإنتاج العسلي بالجهة خلال المواسم العادية يتراوح ما بين 190 و200 طن في السنة الواحدة وتتميز بجودة عالية . ويتوفر من مجموع 18 ألف منحلة عصرية و2000 منحلة تقليدية وتنفرد الجهة بإنتاج عسل التوابل وعسل القوارص إلى جانب عسل الغابات والزهور الطبيعية على المستوى الوطني وتساهم بنسبة 22 % من إجمالي الإنتاج الوطني. الافتقار إلى مراع ويؤكّد محدّثنا وكل الفلاحين الذين حاورناهم بأن النحل حيوي وهام في تلقيح النباتات وتوفير الإنتاج إلا أنه يفتقر إلى مراع كافية وبات من الضروري تدخل كل الهياكل المعنية لتوفيرها بما يحتاجه القطيع خاصة في فترة الضغط عليها وذلك بوجود قطعان أخرى تأتي من خارج الجهة في موسمي تزهير القوارص والتوابل. كما دعا المتحدثون إلى التصدي لظاهرة بيع العسل على قارعة الطريق ومراقبة جودته ومصدره لدى الباعة المتجولين لكونه يشكل خطرا على نشاط المربين المنتظمين. وتؤثر قلّة المراعي الطبيعية على المردودية الإنتاجية وذلك بنقص الكميات المنتجة لدى المربين من موسم إلى آخر. وشدّد توفيق السّخيري على مراقبة قطع الأشجار الغابية و الحدّ من منح الرخص إلى طالبيها والإسراع بتعويضها والإكثار من النباتات الرعوية بالغابات التي توفر الأزهار على مدار السنة. المبيدات المستعملة تهدد قطيع النحل ودعا المربي رضا رحيّم المنتصب ببلّي والمهاذبة ببوعرقوب إلى ضرورة توفير مبيدات بيولوجية صديقة للبيئة والتي يمكن أن تستعمل للمداواة بالطائرة لغابات القوارص والأشجار المثمرة وأوكار الحشرات الضارة. ودعا المتحدث وزارة الفلاحة إلى إعلام المربين عن طريق الارساليات بالهاتف الجوّال وخلايا الإرشاد الفلاحي بالفترة المحدّدة للمداواة الجوية حتى يتمّ أخذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية الخلايا وتحسيس صغار الفلاحين الذين يتحصلون على المبيدات المجانية وإلى إعلام مندوبية الفلاحة بنابل حول الفترة المحدّدة التي يداوون فيها القوارص بالعمليات الأرضية. وأكّد على أن نقص العسل لدى المربين الآن في الجهة يتراوح في المعدل بين 60 و70% بسبب وجود هذه المشاكل، وأن الإنتاج الجهوي بولاية نابل يصعب من موسم إلى آخر بسبب محدودية المراعي وبذلك ينقص حجم الإنتاج السنوي وحسب رأيه يرى أنّ هذا الحجم قد لا يتجاوز 50 طنا إذا لم يتمّ تجاوز هذه المشاكل مع تدني النوعية والجودة والعناصر البيولوجية للمنتوج. وختم رضا رحيم حديثه بالتأكيد على مراقبة المربين والوقوف على مشاكلهم وتوفير كميات كافية من السكّر الطبيعي الأحمر خلال فترة الشتاء. من جهته ألحّ المربي خميس عون الله على الحد من المداواة بالطائرة لأوكار الحشرات الضارة وغابات القوارص واعتماد مبيدات طبيعية تساهم في تحقيق منتوجات فلاحية خالية من الرواسب الكيميائية للحفاظ على صحة المستهلك إضافة إلى إعلام المربين قبل انطلاق فترة المداواة الجوية لوضع وقاية فاعلة للقطيع. الحد من التربية العشوائية لقطيع النحل ويؤكّد المربّي المنجي المثلوثي على ضرورة وضع حدّ للتربية العشوائية ونشاط الدّخلاء الذين يفتقرون إلى طرق التعامل مع النحل . وعبّر عن خوفه من تفشي ظاهرة بيع العسل على قارعة الطّريق فهو يأتي من أجباحهم وخال من كل عناصر النوعية والجودة والسلامة داعيا إلى مراقبة المنتصبين العشوائيين ومنع نشاطهم. أرقام ودلالات 22 % مساهمة نابل من الإنتاج الوطني 200 طن معدل الإنتاج العسلي في السنة