تَزيّنَ مطار تونسقرطاج الدولي يوم أمس بالأعلام الصّفراء والحمراء إيذانا بإنطلاق «الغَزوة» الترجية للملاعب الإماراتية التي ستحتضن فَعاليات الكأس العَالمية بين 12 و22 ديسمبر بمشاركة أبطال مُختلف القارات والحديث عن «ريال مدريد» الاسباني و»ريفربلايت» الأرجنتيتي و»غوادالاخارا» المكسيكي و»كاشيما» الياباني و»تيم ويلينغتون» النيوزلندي فضلا عن صاحب الأرض والجمهور وهو العَين الإماراتي. طائرة الترجي حَلّقت نحو الإمارات دون أن يتمّ رشّها بالمياه كما تفعل بعض الجهات طردا للنّحس وجَلبا للحظّ وقد اختارت البعثة التونسية ترك هذه الخُزعبلات جَانبا والتَسلّح بعزيمة الرّجال وخِبرة السنين الطويلة في كَافة المُسابقات الدولية. أجواء احتفالية رغم أن الرّحلة الرسمية للترجي كانت مُبرمجة في حدود الثالثة بعد الزّوال فإن شقّا كبيرا من الأنصار احتلّوا المطار منذ الصّباح الباكر ليُشعلوا الأجواء ويصنعوا البهجة إلى حين وصول الوفد الرسمي قبل ساعتين من إقلاع الطائرة نحو دولة الإمارات. وقد أضفت الجماهير الصفراء والحمراء رونقا خاصّة على المطار من خلال الهُتافات التَحميسية والأهازيج الغِنايئة دون تَعطيل بقية المسافرين الذين شاركوا «المكشخين» فَرحتهم المُونديالية. وقد رافق بعض المُشجعين الفريق في رحلته الخليجية على أن تلتحق الأفواج الأكبر والأضخم في غُضون الأيام الثلاثة القادمة استعدادا للمباراة الافتتاحية أمام العَين الإماراتي أو»تيم ويلينغتون» النيوزلندي وذلك يوم 15 ديسمبر الجاري (في حدود الخامسة والنّصف مساءً). الشعباني يَخطف الأضواء حَرصت عائلة الشعباني على التواجد في المطار لدعمه وتَحفيزه على الإبداع في المونديال وقد تعرّض الرجل إلى «الخَطف» من قبل فئة من الأحباء وذلك قصد التقاط الصّور التِذكارية لتخليد هذه اللّحظة التاريخية التي يُغادر فيه الترجي تونس لمُلامسة العالمية للمرّة الثانية في مسيرته. نجم على الدّوام كان المُشجّع خالد «الحلاق» أوّل المُتوافدين على المطار وقد سَرق كعادته الأضواء خاصّة بعد أن أصبح من المُرسّمين في الرحلات الخارجية لشيخ الأندية. وكان خالد قد واكب مُونديال اليابان عام 2011 وقد تمكّن من حجز مقعد في النسخة الحالية لكأس العالم وهوما ما يعني أنه سيشارك في هذه المسابقة الدولية في مُناسبتين مِثله مثل العديد من المحبين واللاعبين الحَاليين للجمعية كما هو شأن بن شريفية وشمّام والدربالي... عَال العَال تَكتسي الجَاهزية البدنية أهمية بَالغة في التظاهرات الكروية الضّخمة وفي هذا السياق يؤكد المُشرف على هذا الجانب وهو صبري البوعزيزي أن الجمعية تَعرف انتعاشة كبيرة ومن المفروض أن تكون في أفضل حَالاتها مع انطلاق المُونديال الإماراتي. صعوبات منتظرة لم تُخف بعض الوجوه الترجية الصّعوبات التي واجهتها للحصول إلى التأشيرات لفائدة أقاربهم خاصّة هؤلاء الذين تقلّ أعمارهم عن ال 30 عاما. هذا في الوقت الذي أشارت فيها جهات أخرى إلى نجاحها في تجاوز هذا العائق دون مشاكل تُذكر. وما هو ثابت أن الجهات الدبلوماسية في تونس ودولة الإمارات حريصة على إنجاح الرحلة الترجية والتَعامل بمرونة عالية مع البعثة التونسية التي ستكون ضيفا مُميّزا ومُبجّلا في الكأس العالمية تماما كما حصل مع جماهير المنتخب عند اكتساحها للأراضي الروسية. العيون على الأرجنتينيين يُتابع الترجي كلّ شاردة وواردة عن منافسيه المرتقبين في المونديال وعلى رأسهم طبعا العَين الإماراتي المُرشح بقوة لمواجهة أبناء الشعباني في الدور ربع النهائي وذلك بعد تجاوز عقبة «تيم ويليغنتون» النيوزلندي. وقد أظهرت البعثة الترجية كذلك اهتماما واسعا ب»ريفر بلايت» وهو آخر المُتأهلين إلى المونديال بفضل إزاحة مواطنه «بوكا» ليلة أمس الأول في مَدريد الاسبانية. وقد أظهر بعض أبناء الترجي «رَهبتهم» من قوّة الفريق الأرجنتيني في الوقت الذي أعلن فيه شق آخر التَحدي مُعتبرين أن الترجي قادر على الإطاحة ب»ريفر بلايت» في صورة الاصطدام به في المربّع الذهبي هذا طبعا إذا نجح بطل افريقيا في تخطّي عقبة الدور ربع النهائي. غضب كبير خَلّفت الأنباء المُتداولة بخصوص إقامة «السّوبر» الافريقي في الإمارة القطرية غضبا عَارما في صفوف الجماهير الترجية خاصّة أن الأعراف والقوانين تمنح للفريق الأولوية لإستقبال الرجاء في رادس ومن المعروف أن الفريق التونسي مُتوّج برابطة الأبطال وهو ما يجعله يتمسّك بخوض هذه المواجهة العربية - الافريقية على أرضه وأمام جماهيره. وقد امتدّ الغضب إلى المطار حيث عبّر أبناء الترجي عن رغبتهم في إجراء اللقاء في رادس ومن جانبها ساندت الهيئة المديرة موقف الأنصار وأصدرت بلاغا رسميا تؤكد من خلاله أن الجمعية تُلحّ إصرارا على اللّعب في رادس ويشير البيان أيضا إلى أن الإدارة الترجية لم تَتلقّ إلى حدود تحرير نصّ البلاغ على الأقل أيّة مراسلة رسمية تفيد بأن «الكَاف» قرّرت فِعلا تنظيم «السّوبر» في «الدوحة» القطرية التي ستحتضن في كلّ الحالات «السّوبر» التونسي بين الترجي والافريقي في الأسبوع الأخير من شهر جانفي 2019 وهو عام المائوية بالنّسبة لشيخ الأندية.