ارتدت الحديقة «ب» ثَوب الفَرح منذ يوم 9 نوفمبر وهو اليوم المشهود الذي رَفعت فيه الجمعية الكأس الافريقية لتَكتمل سعادة «المكشخين» بما أن رابطة الأبطال كانت حُلمهم الأكبر والأوحد في مَوسم المائوية وهي اللّحظة التاريخية التي سيبلغها شيخ الأندية يوم 15 جانفي القادم وفي يَديه بطولة تونس والعَرب وافريقيا. ولاشك في أن هذه الزعامة التي تَمتدّ عَرضا وطُولا من المحيط إلى الخليج ومن بنزرت إلى جنوب افريقيا لا يُمكنها إلاّ أن «تُغرق» الجماهير الترجية في الأفراح التي انطلقت في الحديقة على أن تَستمرّ طيلة موسم المائوية خاصّة في ظل البرمجة الثرية التي أعدّتها الهيئة المديرة احتفاءً بالنجاحات الرياضية وتَخليدا لروح كل الرّجال والأبطال الذين شرّفوا «المَريول» من عام 19 إلى حدّ يومنا هذا. تبادل التَهاني بعد أن صَنع الحَدث في «الفِينال» ودفع الجمعية إلى المجد القاري على حساب الأهلي اختار شقّ من الأنصار إكمال فرحتهم في مركب المرحوم حسّان بلخوجة وقد حَرص الأحباء على تحية اللاعبين والفنيين بعد أن استبسلوا في سبيل القَبض على الكأس الافريقية الأغلى والأحلى لكلّ الأوقات. ومن جَانبهم، ردّ أبناء الشعباني التحية بأفضل منها وصفّقوا طويلا للمساندة الكبيرة التي وفّرها لهم الجمهور على امتداد المُغامرة القارية التي كانت شَاقة إلى أبعد الحدود بالنّظر إلى التغييرات التي طرأت على الإطار الفني عَلاوة على شراسة المنافسين على رأسهم النجم والأهلي صاحب الأرقام القياسية في الفوز برابطة الأبطال. وفي سياق تَبادل التهاني بادرت الهيئة المُديرة بدورها بإصدار بيان رسمي تُشيد فيه بالدّور الفاعل والحَاسم الذي قامت به الجماهير الترجية طيلة المُشاركة القارية. من أجل علاقة أفضل نَجحت السلطات التونسية في إنجاح «الفينال» القاري وقد اتّسمت المُعاملات الأمنية مع «المجموعات» الترجية بالكثير من المُرونة ومن هذا المُنطلق اختارت الهيئة المديرة للفريق أن تُوجّه رسالة شكر لوزارة الداخلية التي أصدرت من جهتها بلاغا تُنوّه فيه بالسلوك العام للجماهير التي واكبت النهائي في رادس. ولاشك في أن مِثل هذه «المُجاملات المُتبادلة» من شأنها أن تُؤسّس لعلاقات جيّدة بين السلطات الأمنية و»مَجموعات» الأحباء بعد فترة طويلة من «الصِّدامات» المُضرّة لكلّ الجهات. والأهمّ من «التهاني» أن يُصبح «التوافق» بين الأمن و»المجموعات» عادة ثابتة في جميع اللّقاءات لا مُجرّد ظاهرة عابرة تقتصر على بعض المُناسبات كما حصل في مواجهة الأهلي. غيابات بالجملة احتفل أبناء الشعباني على عَجَلٍ باللّقب القاري بما أن الفريق «دَاهمته» رهانات أخرى مُهمّة ولابدّ من الاستعداد لها بشكل جيّد ويتعلّق الأمر باللقاء المُؤجل لحساب الجولة الخامسة من سباق البطولة. ويستقبل النادي يوم غد «الجليزة» في ملعب رادس وسيكون بطل افريقيا أمام حتمية الانتصار ليعود بقوّة في المنافسات المحلية ويؤكد أنه لا تَنازل عن البطولة التونسية. وَتُشكّل الغيابات الكثيرة العائق الأكبر في لقاء الغد أمام المُستقبل بما أن الترجي خسر مجهودات ثلاثة من عناصره «المُؤثّرة» بسبب التزاماتها مع المُنتخب الأوّل والكلام عن بن شريفية وبن محمّد والشعلالي وتَنضاف إليهم الأسماء المُتواجدة مع الفريق الأولمبي وهي محمّد علي بن رمضان وأمين المسكيني ورائد الفادع علاوة على البلايلي الذي التحق بمنتخب الجزائري. هذا وقد تشمل الغِيابات «الكَابتن» شمّام والايفواري «كوليبالي» بسبب شُعورهما ببعض الأوجاع ومن المعلوم أن الدربالي مازال تحت طائلة العُقوبة التأديبية التي كان قد تعرّض في لقاء صفاقس. انتعاشة قُصوى تَشهد الخزينة الترجية انتعاشة قِياسية بما أن الجمعية سَتجني أكثر من سبعة مليارات بعنوان المُكافآت التي تَرصدها «الكَاف» للفائز برابطة الأبطال. وقد قُدّرت أيضا المداخيل المُتأتية من بيع تذاكر «الفيال» بقرابة نصف مليار وسترتفع العائدات بفضل المُغامرة المُرتقبة لشيخ الأندية في المونديال الذي ستحتضنه الامارات العربية بين 12 و22 ديسمبر 2018. وكانت «الفيفا» قد رصدت في النّسخة الفارطة من الكأس العالمية 420 ألف أورو لصاحب المركز السابع والأخير مُقابل 850 ألف أورو للفائز بالمركز السادس في حين يتحصّل البطل على أكثر من 4 ملايين أورو. تحضيرات كبيرة نَبقى مع أجواء المُغامرة العالمية المُنتظرة للترجي لنشير إلى أن التحضيرات قد انطلقت بصفة مُبكّرة ومن الواضح أن هيئة الفريق عاقدة العَزم على القيام بإستعدادات استثنائية «مُتسلّحة» في ذلك بالتقاليد التي اكتسبتها الجمعية بفضل مُشاركتها الفَارطة في المُونديال اليَاباني عام 2011. وفي السياق نفسه بدأت الجِهات التَنظيمية والدبلوماسية التونسيةوالاماراتية في عقد الاجتماعات التَنسيقية لإنجاح المُغامرة الترجية على كلّ المستويات. وتتوقّع هيئة الترجي أن ينجح الفريق في استقطاب عدد كبير من المشجعين بالنظر إلى أهمية الجالية التونسية في دولة الامارات علاوة على الحُشود التي ستأتي من بقية دُول الخليج والعالم نُصرة لشيخ الأندية الذي سيفتتح السّباق يوم 15 ديسمبر بمواجهة الفائز من لقاء العين الاماراتي و»تِيم ويلينغتون» النيوزلندي وإذا تخطّت الجمعية عَقبة الدور ربع النهائي فإنها ستضرب موعدا مع التاريخ بما أنها ستصطدم بأحد عِملاقي الكرة الأرجنتينية: أي «البوكا» أو»ريفربلايت» وذلك يوم 18 ديسمبر. سلامتك يا طارق تُفيد الأنباء القادمة من «الدّوحة» القطرية أن النجم الكبير للترجي والكرة التونسية والافريقية طارق ذياب خَضع إلى عملية جراحية «خَفيفة» على مستوى العين وقد كُلّل هذا التدخّل بالنجاح ومن جهتنا نَتمنّى الشفاء العاجل لصاحب «اليسرى الذهبية» التي أمتعت الناس بأجمل اللّوحات الفنية وكيف للشعب نسيان هدف طارق في شباك «العملاق» «بادو زاكي»؟