احتقان كبير يُخيّم على أجواء مركب المرحوم حسّان وذلك على خَلفية الخروج المُبكّر والغريب من سباق البطولة العربية وهي من الرهانات المُهمّة مثلها مثل المسابقتين المحليتين وأقل درجة من رابطة الأبطال التي تَبقى المَطلب الأبرز للجماهير الترجية. ويأمل الأحباء أن يستفيد الفريق من هذه الخيبة الاقليمية لتصحيح الأوضاع عبر جملة من الإصلاحات الجِذرية والعاجلة خاصة أن الوقت من ذهب والنادي مُقبل على تحديات صَعبة على المُستويين الوطني والافريقي. حظوظ الترجي أسفرت قرعة الدور ربع النهائي رابطة الأبطال عن مواجهة تونسية خالصة بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي ومن المُقرّر أن تدور مباراة الذهاب في رادس على أن يحتضن أولمبي سوسة الشطر الثاني من هذا «الكَلاسيكو» المُثير. على الورق تبدو المواجهة متوازنة والحظوظ متعادلة خاصة أن وضعية الجمعيتين مُتشابهة من حيث الأجواء أوحتى الأداء. مواجهة النجم أعفت الترجي الرياضي من مشاق التنقّل إلى الخارج وأضعفت نسبيا «الهاجس» المتعلّق بخوض لقاء الاياب خارج الديار. ومن المعروف أيضا أن نادي «باب سويقة» يتمتع بأسبقية نسبية على حساب منافسه في ظل الحصيلة الايجابية للترجي في مواجهاته الأخيرة للنجم (بين سوسةورادس). خارج الحديقة في ظل التوترات التي شهدتها الجمعية بعد الاخفاق في المسابقة العربية والخروج على يد الاتحاد الاسكندري تتّجه النية إلى إجراء التحضيرات خارج أسوار الحديقة «ب». وقد درس أهل الدار عدة فرضيات وسيناريوهات ومن غير المستبعد أن يسقر الرأي على خوض التمارين في ضاحية قمرت تجنبا ل»الصِدامات» مع الجماهير الغاضبة. ترشيحات لم تتضح الرؤية بعد بشأن مستقبل خالد بن يحيى في ساحة «باب سويقة» وفي الأثناء وقع تداول عدة أسماء لمحليين وأجانب يملكون حسب مرشحيهم الكفاءة الضرورية والمواصفات المثالية لخلافة الربان الحالي للسفينة الترجية التي تصارع عدة «عواصف» بفعل ضياع الحلم العربي وتأخر الإقلاع. ويقف البعض في صفّ الفرنسي «بارتران مارشان» استنادا إلى تجاربه الثرية في سوسة و»باب الجديد» ومعرفته الدقيقة بالكرة الافريقية ويعتقد «أنصاره» أيضا أن اللجوء إلى إطار أجنبي هو الحل الأمثل لتهدئة الأجواء خاصة أن الحديقة لم تخل من التوتّرات مع الأسماء التونسية المتعاقبة على تدريب الجمعية والتي لم تقدر على تحصيل «الاجماع». حدث ذلك مع السويح وتكرّر السيناريو نفسه مع البنزرتي وبن يحيى. هذا في الوقت الذي يؤكد فيه البعض أن «مارشان» مدرب عادي وغير قادر على قلب الأوضاع في نادي «باب سويقة» الذي يحتاج إلى كفاءة محلية تعمل بالطرق العلمية ولها بصمتها في البطولة المحلية كما هو الحال بالنسبة إلى إسكندر القصري. والطريف أن البعض طرح اسم عمار السويح كمرشّح بدوره لتدريب الجمعية والغرابة تكمن طبعا في تعرّض الرجل إلى الإبعاد من الحديقة بسبب فشله في الإقناع علاوة على مشاكله الكبيرة في التواصل. والثابت أن محيط الفريق تحوّل إلى «سوق ودلاّل» في ظلّ امكانية إقالة أواستقالة بن يحيى. ومن المُهم طبعا أن يتحرك أهل الدار لحسم هذا الملف الحارق بصفة فورية حتى تكون الرؤية واضحة كما أن المرحلة دقيقة ولا مجال لإهدار الوقت.