تَحوّل خالد بن يحيى أمس بصفة عادية إلى الحديقة «ب» ليشرف على التحضيرات الترجية للمواجهة القارية المرتقبة يوم الثلاثاء في بوتسوانا هذا قبل أن يسارع بمغادرة مركب المرحوم حسان بلخوجة ويتخلّف عن الحصة التدريبية. فما الحكاية؟ جهات مقرّبة جدا من خالد أكدت ل «الشروق» أن بن يحيى يشعر بإرهاق شديد وقد تحامل على نفسه ليمارس مَهامه غير أن أهل الدار نصحوه بالتمتع بالراحة ليوم اضافي خاصّة أن حصّة الأمس كانت مخصّصة أساسا لإزالة الإرهاق ولا ضَرر في غيابه عنها على أن يقودها مساعداه الشعباني والتراوي. وتضيف مصادرنا أن مدرب نادي «باب سويقة» سيواصل اليوم نشاطه بصفة عادية وأنه عاقد العزم على الاستمرار في قيادة الجمعية هذا في الوقت الذي لم تمرّ فيه هذه «الحادثة» على بساطتها دون فتح باب التأويلات والتخمينات المُتمثلة أساسا في امكانية «انفصال» الرجل عن جمعيته الأمّ خاصّة في ظلّ «حملة» الانتقادات التي تقودها بعض الجهات المعروفة قصد الإطاحة به. مسؤولية الجميع قام الترجي بالمطلوب على الصّعيدين المحلي والقاري بعد أن استهل بطل تونس حملة الدفاع عن زعامته للكرة التونسية بفوز مُهم على تطاوين فضلا عن الترشح إلى الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال الافريقية. كما أن بطاقة التأهل إلى المحطة الموالية من البطولة العربية أصبحت في المتناول بعد التعادل الايجابي ضدّ الاتحاد الاسكندري في مصر. هذه المسيرة الايجابية وإن اتّسمت بالكثير من الهنّات والثغرات فإنها تُشكّل لبنة جيّدة في عملية البناء وهي مسؤولية تتشارك فيها كلّ مكوّنات الفريق من لاعبين وفنيين ومسؤولين ومحبين وستكون الكرة في ملعب المدرب و»الكوارجية» للإرتقاء بالأداء على أن يتّخذ أصحاب القرار جميع التدابير اللاّزمة لتنقية الأجواء والمساهمة في رحلة العناء. وسيضطلع الجمهور العريض للجمعية بدور بارز لتوفير الدعم المعنوي والتَخفيف من التوترات. اتّهامات لا اختلاف حول شعور شقّ كبير من الأحباء بالقلق بشأن الوضع العام للفريق ولا جدال أيضا في أن حالة الاحتقان التي تلت اللّقاء الأخير أمام تطاوين كانت تلقائية ومردّها رغبة الجماهير الترجية في وضع اللاعبين والإطار الفني أمام مسؤولياتهم في سبيل الانتفاض وإحداث قفزة نوعية في أداء «الماكينة» الصفراء والحمراء ليتخلّص الأنصار من شكوكهم حول قدرة زملاء شمام على كسب التحدي في المسابقتين المحلية والعربية وبصفة خاصّة في رابطة الأبطال التي كثيرا ما تفضح المستوى الحقيقي للأندية المُتراهنة عليها. ولئن كانت هذه الاحتجاجات مفهومة ومعقولة في نظر الكثيرين فإن بعض أهل الدار ومن ضِمنهم الإطار الفني للفريق تُساوره الشكوك حول وجود بعض الجهات التي استثمرت الوضعية الحالية لتربك عمل بن يحيى وتدفعه نحو الاستسلام في سيناريو مشابه لما حصل مع بقية أسلافه مثل البنزرتي والسويح. وضعية الذوادي لئن استغلّ خليل شمّام بشكل مُمتاز خبرته وأقدميته في الجمعية ليفرض نفسه بقوة في خط الدفاع فإن شمس الدين الذوادي الذي يتمتّع بالصّفتين المذكورتين يعيش حالة من الضياع وهو أمر بارز للعيان من خلال أدائه المُرتبك. ومن الواضح أن ثقة اللاعب في امكاناته مهزوزة نتيجة الانتقادات المتواصلة لمردودية المنطقة الخلفية كما أن الذوادي يواجه ضغوطات جديدة بفعل احتدام التنافس في الدفاع خاصة بعد تأهيل الوافد الجديد أيمن محمود واقتراب موعد التحاق محمد علي اليعقوبي بركب المتصارعين على انتزاع مكان في محور الدفاع. والثابت أن شمس الدين أمام حتمية مضاعفة المجهودات وعدم التأثر بالانتقادات ليسترجع توهّجه ويساعد على تأمين الدفاع الذي يعاني منذ فترة ليست بالقصيرة. وائل العربي متفائل أظهر محمّد وائل العربي حماسا كبيرا بعد أن شرع في التحضير الرسمي للحاق بالمجموعة في أقرب الآجال المُمكنة وقال العربي إنه يحلم بالصعود على منصات التتويج. ويأمل وائل العربي أن ينجح في توظيف مؤهلاته الفنية لتقديم الاضافة المطلوبة في المنطقة الأمامية وينشد الوافد الجديد على الحديقة تحقيق الاستقرار بعد أن ملّ الترحال بين عدة جمعيات وبلدان (النجم الساحلي علاوة على اللّعب مع الأندية الفرنسية والتركية). كما يطمح العربي على اقتفاء أثر البدري وإعادة اكتشاف نفسه في الحديقة «ب» ليطرق من جديد باب المنتخب الوطني ويحصل على مقعد دائم في تشكيلة «النسور».